"القوّات" تتهم عون بمحاولة توريطها في أحداث الطيونة وعين جعجع على الانتخابات!

20/11/2021 10:34AM

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

تاريخ حافل بالعداء جمع بين رئيس حزب القوات اللّبنانية سمير جعجع ورئيس الجمهورية ميشال عون، ثنائي رسم التاريخ الحديث بتفاصيله كافة.

إلا أنّ هذه المسيرة تكلّلت بـ "اتفاق معراب" الذي أوحى بأنّ القاعدة قد كُسرت والقصص الحزينة قد تحظى بنهايات سعيدة أحيانًا.

لكنّ المشهد تبدّل خلال سنوات العهد الخمسة، وهذا الاتفاق الهشّ لم يدم. ومؤخّرًا، سُجّلت مواقف عالية السقف من قبل جعجع كان آخرها وصفه لاتصال عون به بـ "الاتصال الشيطاني".

فما الذي غيّر الأحوال بين القطبين المسيحيين؟ وكيف جرى هذا الاتصال بعد قطيعة وحرب بيانات "دمويّة"؟

رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللّبنانية" شارل جبور، أوضح أنّ "الدكتور جعجع اعتبر أنّ هذا الاتصال وبعد فترة انقطاع طويلة جدًا، تجاوز فيه رئيس الجمهورية الآليات المعتمدة للتواصل شكلًا والتي تحصل وفقًا لها  هذه الاتصالات عادة. 

وفي البحث في تفاصيل الاتصال الشهير وتوقيته وكواليسه، لفت جبور إلى أنّ هذا الاتصال جاء بعد انقطاع وسط الغزوة التي قام بها "حزب الله" على عين الرمانة".

وتابع "ظهر خلال الاتصال، وكأنّ الرئيس عون يريد أن يأخذ موقفًا من الدكتور جعجع يُظهر أنّ "القوّات" هي المعنية والمسؤولة، إلا أنّه كان يُفترض به أن يتّصل بقيادة الجيش من أجل حسم الأمور". 

ورأى أنّ قيادة الجيش لعبت دورًا أكثر من ممتاز وضبطت الوضع انطلاقًا من حضورها الحاسم حيث كان لبنان سيدخل في مرحلة مختلفة تمامًا لولاها.

وبالعودة إلى أهداف رئيس الجمهورية من هذا الاتصال وفقًا للقوات، قال جبور: "عون أوحى وكأنّه يوجد ميليشا من هذا الطرف وأخرى من ذاك وهو يريد أن يوفّق بينهما. إلّا أن الأمور بالنسبة إلينا ليست على هذا المنوال لا من قريب ولا من بعيد"، مؤكّدًا أن "المسألة بيد الجيش وكلنا ثقة كـ "قوات" بما يقوم به الجيش اللّبناني من أجل ضبط الوضع على الأرض". 

وشدّد على أنّ "هذه ليست مسألة "قوات" بوجه "حزب الله"، بل الأهالي والرأي العام في عين الرمانة الذين وجدوا أنفسهم أمام غزوة تهدّم المنازل وتخيف المواطنين".

"اتفاق معراب" خيّب ظنّ البعض على اعتبار أنّه لم يُثمر كما كان مُتوقعًا. فهل يندم جعجع و"القوّات" عليه؟

في هذا السياق، لفت جبوّر إلى أنّ "كلّ اتفاق له ظروفه السياسية والوطنية. واتفاق معراب كانت ظروفه وطنية أولًا، دستورية ثانيًا، مسيحية ثالثًا، سياسية رابعًا وهناك مسار طويل ومتعرّج أوصل الأمور إلى هذا الاتفاق"، موضحًا "القوات" حينها تعاملت مع الظروف والرئيس عون كان سيصل إلى الرئاسة مع القوات أو من دونها بعدما تخلّت قوى 14 آذار مجتمعة عن ترشيح الدكتور جعجع".

وأضاف "المسألة لها سياق ولا يجوز اختصارها، هذا الفريق السياسي أي "العهد" لم يتحمّل مسؤولياته الوطنية بالشكل اللّازم. وفي هذا العهد وصل لبنان إلى كارثة، فعلى المستوى الخارجي نحن في عزلة غير مسبوقة وداخليًا نحن في انهيار قاسٍ حتى أنّ مجاعة ١٩١٤ كانت ربّما أقل مِن ما نعيشه اليوم".

ورأى جبور أننا "لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه سوى بسبب سياسة العهد وحزب الله".

الانتخابات النيابية أولوية "القوات اللبنانية"

البعض يرى في تصريحات ومواقف جعجع محاولات لشدّ العصب وبالتالي يحاول "ضرب" عصفورين بحجر واحد. أوّلًا يرصّ الصفوف بعدما لمس تراجعًا في شعبية "التيّار الوطني الحرّ" وثانيًا يطرح نفسه مرشحًا فعليًا لرئاسة الجمهورية بعدما وصل العهد إلى آخر أنفاسه.

إلا أنّ جبّور أكّد أنّ "القوات اللبنانية ليست بمعرض شدّ العصب للفت انتباه الرأي العام. فاللبنانيون لمسوا لمس اليد من هو الفريق السياسي الذي أغدقه بوعود الاصلاح والتغيير وعندما تسلّم المسؤولية مارس عكس الشعارات التي رفعها، ولمس أيضًا أنّ القوات اللّبنانية هي فريق لم يبدّل في سياسته ومواقفه".

وأردف "الناس رأت أن ما حصل مع القوات كان محاولات لتشويه صورتها وضرب دورها لأنه يوجد خشية من أن تحصّل كتلة نيابية كبيرة، قادرة على الدفع باتجاه قيام الدولة".

وتابع "بالتالي تحالفت الطبقة المتضررة من قوة "القوات"، إن كان القوى السياسية التي لا تريد إدارة دولة نظيفة بل تريد الفساد وإن كان الفريق السياسي الذي يريد إبقاء لبنان ساحة مستباحة ولا يريده أن يكون دولة سيّدة مستقلة".

وأضاف "أما لجهة رئاسة الجمهورية، الأولوية بالنسبة للدكتور جعجع في هذه اللّحظة الوطنية هي بقاء الجمهورية لأنّ الجمهورية اللّبنانية اليوم في خطر ومعزولة وفقيرة ولأنّ أبناءها يهاجرون. ولذلك أولويتنا أن تبقى الجمهورية من أجل أن نبحث عن رئيس لها وبالتالي الأولوية للانتخابات النيابية لأنه لم تعد تنطلي على الرأي العام شعارات كاذبة ونعتبر أن إرادة التغيير تبدأ من خلال الناس".

وشدّد جبور على أنّ "الأولوية بالنسبة للقوات اللّبنانية أيضًا هي القضية التي هي لبنان الحرية. اللّبناني اليوم جائع وموجوع ويريد الهجرة ونحن نريد أن نعيد الثقة للمواطن المسيحي والمسلم من خلال استعادة الجمهورية لبريقها". 

وختم مطالبًا بالتعويل على كل لبناني في الداخل والخارج من أجل استنهاض الواقع السياسي اللّبناني، لأنه وبحسب جبور "لبنان في خطر، الجمهورية في خطر، الـ ١٠٤٥٢ كلم مربع في خطر".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa