المرأة "كبش محرقة" في لبنان... أسلوب "رجعي" في التعاطي و"محطّ كلام" لدى السياسيين

27/11/2021 10:34AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

أشعل تصريح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في عيد الاستقلال مواقع التواصل الاجتماعي عندما شبّه لبنان بالمرأة المطلّقة التي "تنوي الزواج مرة أخرى".

ميقاتي قال: "لفتني ما قاله أحدهم إن احتفالكم بالاستقلال كامرأة مطلقة تحتفل بعيد زواجها".

وتابع: "صحيح، ولكن دعونا لا ننسى أنه قبل أن تُطلق، لو بقيت على التفاهم الذي كان قبل الزواج، لما كانت تطلقت".

بغض النظر عمّا قاله ميقاتي، ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها السياسيون في لبنان إلى استخدام كلمات وعبارات محقرة ومسيئة للمرأة في تصريحاتهم. وإن أردنا تعدادهم فاللائحة لا تنتهي.

 فلماذا يلجأ السياسيون إلى هذا الأسلوب؟ 

المعالجة النفسية يارا سنجب تشير إلى أنّ "السبب الرئيسي هو أننا نعيش في مجتمع شرقي".

سنجب وفي حديثها لـ "السياسة"، تشير إلى أنّ "المجتمع الشرقي، يعتبر المرأة في أغلب الأحيان أقل شأنًا من الرجل، على الرغم من أنّ هذه المعتقدات بدأت تتغير تدريجيًّا، والمجتمع النسائي بدأ ينشط في الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يخلو الأمر من رجال يعتبرون المرأة حرفًا ناقصًا في المجتمع أو الحلقة الأضعف".

وتلفت سنجب، إلى أنّ "السياسيين بحد ذاتهم يُعتبرون نرجسيين وشخصيتهم "نرجسية"، لذلك يلجأون إلى تحطيم الأشخاص المحيطين بهم، وهذا ما يقومون به من خلال إضعاف وتحقير النساء ليظهروا بصورة أعظم، وهذا هدفهم". 

 الظاهرة "تنشط" في الخارج أيضًا!

وتؤكّد سنجب، أنه "على الرغم من أنّ هذه الظاهرة تكثر في لبنان ونسمع عنها كثيرًا، وعلى الرغم من أنّ المرأة دخلت المعترك السياسي، ما زال تهميشها متواصلًا في عدد من البلدان مع انتقاد دورها في المجتمع والمواقع السياسية، وهذا نشهده أيضًا في البرلمانات الخارجية". 

"إنما مقارنة بالأعوام الماضية، الوضع إلى تحسن تدريجي" بحسب سنجب، التي تشير إلى أنه على الرغم من أنّ الكوتا النسائية لم تُقرّ، ولكن أقلّه يُحكى بالموضوع، وهذا ما كان معدومًا في السابق، إضافة إلى الجمعيات التي تهتم بحقوق المرأة والتوعية التي ساهمت بتعزيز دورها". 

وتضيف سنجب: "هذا "الانفتاح الجزئي"، يقابله أشخاص كبار في السن داخل مجلس النواب اللّبناني يفكّرون بطريقة شرقية، وهذا ما يسبّب هكذا خطابات ويمنع تقدم المرأة في الحياة السياسية".

وعليه، على الرغم من التقدم الكبير في حقوق المرأة، إلا أنّ الأمر لا يخلو من بعض "الذكوريين" الذين يستخدمونها للتعبير عن الواقع المرير. 

ومن اليوم إلى حين اختفاء هذه "العقلية الرجعية"، تبقى الآمال بإحداث خرق نسائي كبير في المجتمع اللّبناني ككلّ!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa