"متحرش بالأطفال" تركي إماماً في سجن مولدوفا؟

03/12/2021 12:49PM

لا يكفّ النظام التركي عن محاولات السيطرة على كل مواطن من أصل تركي يعيش خارج الحدود التركية، وذلك باستخدام شتى الوسائل ومن بينها المنظمات التي تديرها خارج البلاد، مثل مديرية الشؤون الدينية المعروفة باسم "ديانت"، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).

وفي المعلومات فإنّ المستشارين الدينيين العائدين لـ"ديانت" في السفارات التركية أصبحوا أكثر نشاطاً ولا يخفون انتماءاتهم السياسية. وأن هؤلاء وخصوصاً المعيّنين حديثاً يفتقدون إلى الكفاءة في العمل، وللقيم الأخلاقية، إذ يظهر ذلك جلياً من خلال تعاطي دول مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا ودول أوروبية أخرى معهم، حيث عمدت هذه الدول مؤخراً إلى فرض قيود على أئمة "ديانت" بسبب سلوكهم وتصرفاتهم على أراضيها.

فقد قررت الحكومة النمساوية المحافظة، طرد نحو 60 إمامًا مع أفراد عائلاتهم تميلهم تركي وإغلاق 7 مساجد. إذ صرّح وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل، عقب هذا القرار أن نحو 150 شخصاً فقدوا إقامتهم النمساوية.

الخبر نفسه نشرته الصحف الألمانية، وقالت في السياق ذاته إنّ الأئمة المنتدبين من "ديانت" في المساجد المحلية "يعملون لصالح المخابرات التركية والمؤسسات ذات الصلة، ويقومون بتزويد الحكومة في أنقرة وأجهزة المخابرات بمعلومات عن المعارضين".

وكذلك نشرت وزارة الداخلية في ولاية شمال الراين – وستفاليا، معلومات تفيد بأنّ أئمة "ديانت" التركية "يتجسّسون على الأفراد وعن عمل المؤسسات فيها، ويمكن اعتبار أنشطة رجال الدين هذه مشبوهة".

أما في جمهورية موردوفيا، تفيد معلومات خاصة، بأنّ المواطن التركي حسين أوزدوغان الذي يقضي عقوبة السجن بعد أن حُكم في العام 2009 نتيجة تحرشه بطفل، يحاول بمساعدة "ديانت" أن يصبح إماماً ومرشدًا روحيًا للسجن الذي يقضي به محكوميته. كما يحاول مستشار الشؤون الدينية في السفارة التركية بموسكو، والحامي الفعلي لـديانت" في روسيا، واسمه سافوران عمر فاروق، حماية هذا المتحرّش وتنصيبه إماماً في السجن.

وتتمثل جهود هذا الدبلوماسي، في محاولة لترقية المتحرش إلى دور قيادي في المجتمع الإسلامي للسجناء، وذلك من أجل السيطرة والتأثير على نزلاء السجن من بين المسلمين، وهي تصرفات تعتبرها جمهورية مولدوفا "مريبة ويصعب تفسيرها حينما تصدر عن شخصية دبلوماسية".

وبحسب المعلومات أيضاً فإن السلطات التركية تتهرّب من هذه التهمة وتقول إنها من ضمن الدعاية المعادية التي يسوق لها جماعة الداعية التركي "فتح الله غولن". كما أن المعلومات الواردة من نزلاء السجن المحكومين، فإنّ المدعو أوزدوغان، يتواصل مع السجناء سراً بواسطة الهاتف المحمول، ويحضّهم على زعزعة استقرار سجن مولدوفا الإصلاحي، لكن في كل مرة يتم قمع هذه التحركات على يد مصلحة السجون التي تعرف جيداً كيفية التعاطي مع سلوك كهذا، وتحاول في كل مرة أن تحمي الحقوق الدينية للسجناء، وتفعل ما هو ضروري للحفاظ على حسن العلاقات بين أبناء الطوائف المختلفة في صفوف المساجين.

وكما هو معروف فإن التحرش الجنسي بالأطفال جريمة خطرة جدًا، لا تتنافى مع الطبيعة البشرية فحسب، وإنّما تتناقض أيضاً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي يطبّق على هؤلاء المتحرشين عقوبات قاسية. لكن برغم ذلك، وفي دولة مثل مولدوفا التي يحكمها القانون الجنائي وليس قانون الشريعة، يُحكم المتعدي جنسياً على الأطفال بالسجن.

لكنّ الأمر الغريب في هذه القصة، هو السؤال عما هي منفعة "ديانت" من ترقية "مغتصب وشاذ" جنسياً من أجل تنصيبه بمركز قيادي إسلامي؟ فهل يحقّ للمغتصب الذي يمارس الجنس مع الأطفال الانخراط في "عمل مقدس" كإمام؟ لا سيما وأن الإمام شخصية قدوة ومثال يُحتذى به مثل كل رجال الدين المطالبين بأن يكونوا قدوة في أخلاقهم وسلوكهم.

وبالتالي فإنّ انتحال شخصية إمام من متورط في جريمة مخزية هو فعل لا يحترم تعاليم الدين والمجتمع، بل سيؤدي إلى إضعاف المشاعر الدينية وعدم ثقة الناس بالدين نفسه وستكون عواقب ذلك أشد.

فلماذا يحاول سافوران عمر فاروق، المسؤول عن الشؤون الدينية بالسفارة تبييض هذا العمل القذر؟ لماذا يعتبر ممثل “ديانت” نفسه مسلما غير محترم للقيم الدينية المقدسة؟

بالتأكيد فإنّ هذا النهج "غير المهني" للدبلوماسي التركي سيقضي على فرص تعزيز العلاقات بين المسلمين في روسيا، وسوف يُستتبع بخلافات لاهوتية بين ممثلي العقيدة الإسلامية في مولدوفا وفي السجن أيضاً، حيث أن جزءًا كبيرًا من المسلمين ليس مستعدًا لقبول حقيقة أن يتبوأ مقام “إمام مسجد” محلي، شخص شاذ جنسياً يغتصب الأطفال. وذلك لأنّ تقرير مصير "مجرم" ثم حمايته من مجتمع متحضر هي مسألة عدالة ولا تدخل في صلب العمل الدبلوماسي.

يجب تسهيل الحفاظ على هذه المبادئ من خلال تعيين مسلم جدير أن يكون إماماً جديراً بالاحترام في المجتمع لأنّ، الأئمة مثل حسين أوزدوغان، يعرضون الدين والمتدينين للأذى، ويحرم عليهم التواجد في المسجد بين الناس، لأن ما ارتكبه شنيع ولا ترضى به كل الأديان وكل القيم الاجتماعية، وناشر الشر لا يحق له أن يكون إماماً.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa