قلق أميركي بالغ إزاء مبيعات مسيرات تركية لإثيوبيا

22/12/2021 08:21PM

حصلت وكالة رويترز على معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء بيع تركيا طائرات مسيرة إلى إثيوبيا، والتي أكدت مصادر استخدامها في الصراع الدائر مع قوات إقليم تيغراي في شمال البلاد.

وقال مسؤول غربي كبير للوكالة إن لدى واشنطن "مخاوف إنسانية عميقة" بشأن هذه المبيعات، والتي قد تتعارض مع القيود الأميركية المفروضة على تصدير الأسلحة إلى أديس أبابا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لرويترز إن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان "أثار تقارير عن استخدام طائرات مسيرة مسلحة في إثيوبيا وما يصاحب ذلك من خطر إلحاق ضرر بالمدنيين" خلال زيارة لتركيا الأسبوع الماضي.

وأشار مصدران مطلعان إلى أن هناك أدلة متزايدة على استخدام الحكومة الإثيوبية هذه الأسلحة ضد مقاتلين من المعارضة.

وأكد المسؤول الغربي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أنقرة استجابت للمخاوف الأميركية بالقول إنها ألحقت بنودا إنسانية باتفاقات البيع وطلبت تعهدات موقعة بشأن كيفية استخدام طائراتها المسيرة.

لكن تقرير رويترز لفت إلى أن تركيا وإثيوبيا لم تؤكدا علنا بيع الطائرات المسيرة.

وفي أكتوبر الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن إثيوبيا لها الحرية في شراء طائرات بدون طيار من أي مكان، وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي، إن التعامل مع أفريقيا يقوم على أساس المنفعة المتبادلة.

وأبلغ مسؤول تركي كبير رويترز بأن واشنطن أعربت عن عدم ارتياحها لمسألة البيع في عدد قليل من الاجتماعات "لكن تركيا ستواصل اتباع السياسات التي وضعتها في هذا المجال".

وأشار إلى أن وزارة الخارجية التركية بحثت مسألة كيفية تأثير مبيعات الطائرات المسيرة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وقال مسؤول تركي كبير ثان في وزارة الدفاع إن أنقرة ليس لديها نية للتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.

ورفضت تركيا، التي تبيع طائرات مسيرة لعدة دول في أوروبا وأفريقيا وآسيا، الانتقادات بأنها تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في أفريقيا، وقالت إنها على اتصال بجميع الأطراف في إثيوبيا لحثهم على إجراء مفاوضات.

وارتفعت صادرات الدفاع التركية إلى إثيوبيا إلى ما يقرب من 95 مليون دولار في أول 11 شهرا من عام 2021، بينما كانت "صفرا" العام الماضي، وفقا بيانات جمعية المصدرين.

شهادات من ساحات القتال

وقال جنود حكوميون إثيوبيون قابلتهم رويترز قرب بلدة جاشينا، المحاذية لجبهة القتال، إن الهجوم الحكومي الأخير نجح بعد استخدام طائرات بدون طيار وشن غارات جوية على مواقع المقاتلين. ورصد فريق من رويترز دبابات وشاحنات مدرعة مضادة للطائرات مدمرة هناك.

وأكد مسؤول عسكري أجنبي مقيم في إثيوبيا أن صور الأقمار الصناعية وأدلة أخرى أعطت "مؤشرات واضحة" على استخدام مسيرات، مقدرا عددها بحوالي 20، لكنه لم يحدد عدد المسيرات تركية الصنع.

وردا على سؤال عما إذا كانت دول أجنبية أرسلت أيضا مشغلي طائرات بدون طيار، قال المسؤول: "أعرف أن أتراكا كانوا هنا في وقت ما".

وتسبب النزاع، المستمر منذ عام، بين الحكومة الإثيوبية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.

ووافقت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، على إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان هناك، وهي خطوة عارضتها بشدة أديس أبابا.

وفرضت وزارة الخارجية الأميركية، في مايو الماضي، قيودا على صادرات المنتجات الدفاعية للقوات المسلحة الإثيوبية.

وفي سبتمبر، وجه البيت الأبيض بفرض عقوبات على المتورطين، حتى بشكل غير مباشر، في سياسات تهدد الاستقرار أو توسع الأزمة أو تعطل المساعدة الإنسانية هناك. 

وامتنعت وزارة الخزانة الأميركية، التي تتمتع بسلطة فرض عقوبات اقتصادية، عن التعليق لرويترز على ما إذا كان يمكن تطبيق العقوبات على تركيا.

وقالت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، يوم الإثنين، إنها ستنسحب من بعض المناطق الشمالية بعد تقدم الحكومة، ودعت في رسالة إلى الأمم المتحدة إلى فرض منطقة حظر طيران للطائرات المسيرة وغيرها من الطائرات المعادية فوق تيغراي.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa