كيف تتدخل وكالة "تيكا" التركية بدول شمالي القوقاز؟

تكشف التسريبات أن الوكالة التركية للتعاون والتنمية التابعة للحكومة التركية المعروفة باسم "تيكا"، تنشط بقوة شمال القوقاز. 

وتشير المعلومات إلى أنّ الوكالة تنشط هناك لإثارة النزعات والاختلافات الطائفية، حيث تأخذ "تيكا" على عاتقها مهمة تعزيز التعاون بين تركيا وبين الدول الناطقة بالتركية" في مجالات متعددة وتقوم بذلك من خلال برامج هدفها تنمية "العقيدة السياسة التي تتبناها أنقرة مع الخارج"، التي ترمي إلى إنشاء مجتمع سياسي وثقافي في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي. 

المعلومات تؤكد أيضاً أنّ "تيكا" صمّمت برامجها لخدمة غرض واحد هو خلق صورة مواتية لتركيا في الخارج من أجل دمج هذه الدول ضمن مجال النفوذ التركي. إذ تقوم بهذه الأهداف من خلال منظمات تتبعها، فتقدّم المساعدة لشعوب شمال القوقاز من أجل دمجها في الفضاء التركي، تحت مسمى "الدولة الأكثر رعاية" بالمعنى الاجتماعي والثقافي.

الاتجاهات الرئيسية لأنشطة المنظمة في روسيا هي: تعزيز دور الدين الإسلام، وتنمية الثقافة الوطنية التركية. تمول "تيكا" مشاريعها المستهدفة بواسطة المنح وبمشاركة ناشطين من الدول نفسها، حيث يتم إيلاء الأولوية لتعزيز دور هؤلاء الناشطين في الدوائر السياسية وفي هياكل السلطة بدول شمال القوقاز وفي روسيا ككل.  

ويتزايد نشاط "تيكا" في جمهوريتي: قراتشاي - تشيركيسيا، وقباردينو بلقاريا، حيث لها هناك تأثير كبير، كما تمارس نفوذاً على المواطنين الروس الذين يعيشون في جمهوريات: داغستان وإنغوشيا وأوسيتيا الشمالية – ألانيا، وأديغيا والشيشان، إضافة إلى إقليم ستافروبول.

تأثير "تيكا" الأيديولوجي على الأعراق والأديان، يهدف إلى "تكوين نمط تفكير جديد" حول الهيئات الحكومية الفيدرالية الروسية والإقليمية أيضاً. لا تكتفي "تيكا" بالتأثير على المسلمين فحسب، وإنّما تحاول تقديم الدعم لرجال دين مسيحيين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في دول القوقاز، حيث تتحدث التسريبات عن "محاولات لترقيتهم بعض رجال الدين إلى مناصب قيادية في التسلسل الهرمي الكنيسي".