سحب السفير المغربي من الجزائر.. "دلالات واضحة"

06/01/2022 07:13AM

بعد أشهر على إعلان الجزائر قطع علاقاتها بالمغرب لما وصفته بـ "أعمال عدائية"، أنهت الرباط بشكل رسمي مهام سفيرها بالجزائر، ما رأى فيه مراقبون "فشلا محتملا" لمحاولات الوساطة التي قد تكون قامت بها دول إقليمية بين البلدين.

وبناء على تعليمات العاهل المغربي، محمد السادس، أنهيت مهام السفير، لحسن عبد الخالق، بالجزائر، وفقا لقرار صدر بالجريدة الرسمية المغربية.

وكانت تقارير إعلامية، إسبانية على وجه الخصوص، تحدتث عن وجود محاولات للوساطة بين البلدين وقالت صحيفة "إلبايس" في نوفمبر الماضي إن إسبانيا ستحاول استغلال المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس وحضور وزيري الخارجية المغربي والجزائري، للوساطة لتهدئة التوتر بين الجارين، الذي يهدد مصالحها أيضا.

وتجد إسبانيا نفسها عالقة في الأزمة بين البلدين، خاصة أن الصحراء الغربية، السبب الرئيسي للتوتر بين البلدين، كانت مستعمرتها السابقة.

ويقول أستاذ العلوم الدستورية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، رشيد لزرق، "إنهاء المغرب لمهام سفيره في الجزائر له دلالة  في المواقف الواضحة للمغرب لكون الملك مد اليد المفتوحة للنظام العسكري، لكن الجزائر سارت في الاتجاه المخالف"، حسب قوله.

ويضيف لرزق في حديث لموقع قناة الحرة  "النظام الجزائري الآن هو من يطلب وساطة مع المغرب لكون مشروع التنفيس فشل والقمة العربية القادمة ستكون فاشلة بفعل تغيرات وقعت على المستوى الدولي والإقليمي و ازدياد الخناق على العسكر"، بحسب تعبيره.

وتدهورت العلاقات بين الجزائر وجارتها الغربية في الأشهر الأخيرة أساسا بسبب قضية الصحراء الغربية. والعلاقات بين البلدين معقدة تقليديا. 

وقررت الجزائر في 24 أغسطس قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، ثم أعلنت بعد ذلك بشهر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

لكن بالنسبة للإعلامي والمحلل السياسي الجزائري، حكيم بوغرارة، "لا يمكن الحكم على الوساطات بالفشل بناء على خطوات يتخذها كل بلد وتخصه لوحده".

ويضيف بوغرارة في حديث لموقع قناة الحرة أن "قرار المغرب سحب السفير يدخل في سياق عام للأزمة بين الجزائر والمغرب".

ويتابع بوغرارة أن المغرب "كان ربما ينتظر بعض التطورات على مستوى الوساطات ولكن رفض الجزائر يظهر صارما في ظل تمسك الرباط بالتطبيع مع إسرائيل وتوسيعه لمجالات عسكرية".

ووقع المغرب وإسرائيل، نوفمبر الماضي، اتفاقا للتعاون الأمني "غير مسبوق" في المنطقة خلال زيارة غير مسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة، في ظل توتر العلاقات بين المغرب وجارته الجزائر.

ويرسم الاتفاق الذي وقعه غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله" في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة"، بحسب الجانب الإسرائيلي. 

وترى المحللة المغربية، شريفة لومير، تعليقا على إنهاء مهام السفير، أن "الدبلوماسية المغربية  أخذت الوقت الكافي لاتخاذ القرار بعد رفض الجزائر اليد المدودة إليها خاصة بعد عرض المغرب المساعدة في الكوراث التي شهدتها الجزائر" بحسب تعبيرها.

وتضيف لومير في حديث لموقع قناة الحرة إن "رفض الجزائر لكل محاولات الوساطة، يدفع المغرب لإيلاء الأهمية لقضاياه الخاصة".

ودعا الملك محمد السادس، في أكتوبر الماضي، في خطاب موجه لأعضاء البرلمان المنتخب حديثا في المغرب إلى إيلاء الأولوية للدفاع "عن السيادة الوطنية" و"مواجهة التحديات الخارجية"، في ظل ظروف "مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر".

لكن الأستاذ الجامعي في المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، محمد سي لبشير، يتوقع إن الجزائر قد تكون "رفضت الوساطات وعبر مسؤولوها عن ذلك".

ويضيف المحلل الجزائري في حديث لموقع قناة الحرة "وبعد قطع العلاقات مع المغرب كان الهدف "الإنكفاء على دراسة معطى وصول إسرائيل إلى حدود الجزائر الغربية".

وتعد الصحراء الغربية سبب التوتر بين البلدين، إذ تطالب جبهة البوليساريو المدعومةً من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر 1991، فيما ترفض الرباط مدعومةً من باريس وواشنطن أيّ حلٍّ خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في هذه المنطقة الشاسعة البالغة مساحتها 266 ألف كلم مربع.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa