الإعتداء على أبو ظبي.. البحث في التفاصيل قد يورط لبنان بأزمة دبلوماسية جديدة!

20/01/2022 12:14PM

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

فالق زلزالي تعيش عليه المنطقة بكل تشنجاتها، الأمر الذي قد يحضّر لتحوّل استراتيجي مهم في موازين القوى الإقليمية. من دمشق إلى بيروت فبغداد، عواصم نالت حصة "الأسد" من التزعزع الأمني ونتيجة للأطماع والمخططات الخبيثة. 

وامتدت الأذرع "الخبيثة" في آخر جولاتها إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي في اعتداء يحمل رسائل وأهداف خفية. وبعد الهجوم الحوثي، انطلقت حملة الاستنكارات الواسعة من مختلف الدول العالمية والعربية وصولًا إلى لبنان. 

ويبدو أنّ اشتعال شرارة أزمة دبلوماسية جديدة ممكنٌ، وذلك بعد ما حكي عن ارتباط حزب الله بالعمليات الحوثية وبالتالي من الممكن أن لا تتلقف الأوساط الإماراتية هذه الاستنكارات.

فارتباط "الحزب" بالتصعيد تجاه دول الخليج كما وخطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله هو أمر واضح، بحسب الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس الذي يؤكّد وجود أمر إيراني لكل الأذرع والميليشيات التابعة لإيران بالتصعيد ضدّ دول الخليج. 

بولس وفي حديثه لـ "السياسة"، لفت إلى أنّ تصعيد نصرالله يلوح في الأفق نفسه الذي تصعّد فيه الميليشيات العراقية ضدّ القواعد الأميركية. والأمر نفسه بالنسبة للحوثيين في تصعيدهم ضدّ السعودية والإمارات. مشيرًا إلى أنّ حزب الله هو جزء أساسي من هذه الأذرع التي تستخدمها إيران لمحاولة الاعتداء على دول الخليج. 

وبالعودة إلى الداخل اللّبناني وموقعه من ما يحدث، أكّد بولس أنّ الدولة والشعب اللّبناني مخطوفان من قبل "الحزب"، والدول الخليجية تعتبر أنّ رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب وكلّ مؤسسات الدولة ومن يقرّر فيها هم تحت سيطرته. وعلى حدّ تعبيره، بيانات الإدانة من وزير الخارجية أو من رئيس الحكومة أو غيره للتأكيد على أنّ الحكومة اللّبنانية هي بمعزل عن ما يجري، لا تكفي اليوم. 

وفي حين أكّدت قوات التحالف على امتلاكها أدلة تثبت تورّط حزب الله في الحرب على دول الخليج، تحدث بولس عن معلومات تؤكّد أنّ "حزب الله شارك بتدريب الحوثيين على إطلاق المسيرات وإطلاق الصواريخ الباليستية، وهذا الاعتداء مرتبط جدًّا بحزب الله وبأدلة دامغة إلّا أنّ الحكومة اللّبنانية لم تتحرك". 

وقال "قد يدفع لبنان والشعب اللّبناني ثمن المغامرات التي يجرّه حزب الله إليها، حيث أنّ الدولة اللّبنانية تحوّلت إلى دولة راعية للإرهاب".


يتخطى هذا الإعتداء حدوده الجغرافية ويصل إلى مفاوضات فيينا حيث سيكون له تداعيات ملحوظة.

وفي هذا السياق، لفت بولس إلى أنّه وكما لوحظ مؤخرًا تحاول إيران أن تتحدث بخطاب دبلوماسي منفتح في مفاوضات فيينا وتحاول أن تبدي استعدادها للتفاوض مع السعودية وفتح السفارات، وبالتزامن مع هذا "الخبث الدبلوماسي" تُطلق  العنان لميليشياتها في المنطقة للتصعيد ضدّ المملكة وغيرها من الدول". 

ويربط بولس هذا "الخبث الإيراني" بعلم طهران أنّ اتفاق فيينا لن يحصل من دون موافقة المملكة ودول الخليج، لذلك تُرصد محاولة ضغط أمني على دول الخليج لتُجبر على الموافقة على المطالب الإيرانية بحسب رأيهم.

مضيفًا "من ناحية أخرى، توصلت المفاوضات إلى موضوع الميليشيات التابعة لإيران مع مطالبتها بوقف الدعم عن الأذرع الأمنية، وفيما تصرّ إيران على الخطاب الدبلوماسي المنفتح، تحاول أن تثبت أنّها لا تمون على هذه الميليشيات والتأكيد على أنها تتصرف من تلقاء نفسها، علمًا أنّ هذه الفصائل المسلّحة لا يحركها سوى أمر العمليات الإيراني ووفق الأجندات الإيرانية على حساب دولها".

ويختصر بولس واصفًا ما يحصل بـ"الألاعيب الإيرانية" على المفاوضات، وذلك بالاعتماد على "الخبث الدبلوماسي" والعامل الأمني من خلال التصعيد في المنطقة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa