بالفيديو.. في لبنان: الكذب ملح الوزراء والاحزاب!

حدثان طبعا الحياة السياسية اليوم، الحدث الاول انسحاب الرئيس سعد الحريري من المعترك السياسي، كيف لا فهو ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أقله اعترف بخطأه، فرغم كل التسويات التي عقدها يبقى لسعد الحريري شرف الاعتراف بالخطأ وشرف الانسحاب عندما وجد ذلك ضروريا”…

الحدث الثاني يتعلق بالموازنة فأركان المنظومة الحاكمة لا يخجلون. انهم رمز الفجور السياسي… ولا يستحون. كل يوم بل كل ساعة يقدمون دليلا جديدا على فجورهم، وعلى سياسات غير مبنية الا على اقتناص الفرص والنفعية والزبائنية وعدم احترام ذكاء الناس. آخر صرعاتهم التي لا تصدق ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد. نائب حزب الله انتقد مشروع الموازنة بقوة، معتبرا انها لا تبشر بالخير لانها لا تنطوي على اي توازن ولا تعطي الناس حقوقهم. وبرأي رعد انه لا يحوز تحميل الفرقاء والمساكين تبعات الازمة وان تفرض عليهم الجبايات والضرائب والرسوم المرتفعة. مبدئيا انه موقف جيد، لكن  ما هذه الازدوالجية الفاقعة؟ اذ هل حزب الله في الحكم ام انه في المعارضة؟ اكثر من ذلك، المسؤول عن وضع الموازنة بصورة اساسية هو وزير المال يوسف خليل، ومن سمّاه للوزارة هو الرئيس نبيه بري، الحليف الدائم والثابت لحزب الله، منذ اكثر من ثلاثين عاما. فما بين امل وحزب الله اكثر من تحالف. انه اتفاق على كل شيء وفي كل المواضيع. فكيف يريد منا عد ان نصدق ان الحزب غير راض بالعمق على الموازنة؟ اذا، لم قال رعد ما قاله؟ كل ما في الامر اننا على ابواب انتخابات، والموازنة ومفاوضات صندوق النقد تفرض اتخاذ قررارت غير شعبية، وطبعا كل الاحزاب ستغسل ايديها محاولة تبرئة ذاتها من كل القرارات غير الشعبية. لكن هل يجوز ان نكون في الحكم وفي المعارضة في وقت واحد؟ والانكى ان وزير المال ادخل نفسه ايضا في هذا البازار، اذ اعلن بكل ثقة ان لا ضرائب جديدة في الموازنة. فهل كل ما قرأناه من ارقام في الموازنة مجرد اوهام؟ ام ان ما يقوله الوزير يوسف خليل بعيد عن المنطق والحقيقة؟ الاحتمال الثاني هو الصحيح. فقديما كان الكذب ملح الرجال، اما في زمن حزب الله وحركة امل فقد اصبح الكذب ملح الاحزاب وملح الوزراء… و”تهنّو يا لبنانيي”!