انسحاب المستقبل يقلب الموازين والتغيير سيبدأ من الشمال

بعيدًا من البحث في كواليس الأمور التي دفعت برئيس تيار المستقبل، سعد الحريري إلى الاعتكاف وتعليقه وتياره النشاط السياسي. فإنّ القرار هذا ترك على الأرض تداعيات لا بدّ من التوقف عندها وتحليلها كثيرًا لا سيّما مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. 

ومن دون الغوص في ردّات الفعل من قرار "المستقبل" فإنّ انسحاب الحريري أعاد خلط الأوراق بقوة في مختلف الدوائر التي كان حاضرًا فيها ولا سيّما في طرابلس ومنطقة الشمال. 

ولا يُمكن إنكار الوضع الجديد، حيث سمح ابتعاد الحريري بفتح الباب أمام التغييرين الذين ارتفعت من دون شكّ حظوظهم الانتخابية، في وقت يُتوقع فيه أن يبدأ التغيير الفعلي والملموس من طرابلس وعكار والضنية. يحصل ذلك فيما ما زال  موقف النواب الحاليين الذين كانوا في كنف "المستقبل" غير واضح. 

وتشير معلومات "السياسة" إلى أنّ النائب جهاد الصمد سيخوض الاستحقاق الانتخابي، وأنّ النائب سامي فتفت وعلى الرغم من قرار "تياره" إلّا أنه مستمر في مسيرته النيابية. في حين ما زال مصير ترشيح النواب، هادي حبيش، طارق المرعبي ووليد البعريني في عكار مجهولًا. الأمر نفسه يتكرر في طرابلس على الرغم من أنّ المصادر تؤكد عدم استعداد النواب سمير الجسر وديما جمالي للانخراط في معركة أيار. 

وأمام هذه التطورات فإنّ أسماء تغييرين جديين وجدد باتت مطروحة بقوّة على الأرض مثل أحمد علم الدين التي ارتفعت حظوظه كثيرًا وبات قادرًا على إحداث مفاجأة كبرى على الرغم من أنه لم يحسم قرار ترشيحه بعد. 

الأمر نفسه يتكرر في الضنية حيث تشير الأرقام التي حصلت عليها السياسة إلى أنّ رجل الأعمال اللّبناني الدكتور بلال هرموش بات مطروحًا بقوّة وارتفعت حظوظه كثيرًا. 

وفي حال توحد التغييرين بلائحة واحدة فإن حصد ٤ مقاعد لن يكون صعبًا.

وقد تكون المفاجأة في طرابلس عبر دخول أحزاب سياسية لم تكن تملك حضورًا قويًا فيها إلى مجلس النواب من بوابتها، كـ "القوات اللّبنانية" وحزب "الكتائب". 

وعليه، فإنّ معركة الشمال هذه المرّة لن تكون سهلة ولا متوقعة النتائج... فلنترقب.