بالفيديو: الحريري غادر لهذه الاسباب

لم تكن صدفة العبارة التي استخدمتها الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ردا على تعليق سعد الحريري وتياره، العمل السياسي. هي استخدمت retrait de la vie politique يعني انسحابه من الحياة السياسية ولم تستخدم كلمة suspension أي تعليق العمل السياسي التي استخدمها الحريري، ولم يكن بحسب مصادر دبلوماسية خطأ في الترجمة وكثيرون يتقنون في QUAI DORSAY اللغة العربية ما يعني أنه في نظر فرنسا الحريري انسحب من العمل السياسي ولم يعلقه. كان لافتا أيضا تأكيد الخارجية الفرنسية على عدم تأثير انسحاب الحريري على الانتخابات النيابية، وقد علمت SBI أن وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الذي سيزور بيروت في اوائل شباط سيشدد على هذه النقطة تحديدا بمعنى رفض ربط غياب الحريري بحصول الانتخابات ورفض حجة الميثاقية السنية المفقودة. وفي هذا الاطار تكشف مصادر دبلوماسية أيضا أن بري وجنبلاط كانا ابلغا الفرنسيين بأن انسحاب الحريري سيؤدي الى تطيير الانتخابات، وهما يفضلان عدم حصولها في غياب الحريري. وبحسب ما كشفت المصادر نفسها فإن الفرنسيين حاولوا مع السعوديين العمل على اعادة التواصل بين المملكة والحريري وامكانية دعمها له في الانتخابات، فكان الجواب السعودي واضح بأنه على الحريري أن يتعهد اذا فاز ومعه الأكثرية بأن يشكل حكومة لا تضم قوى الثامن من آذار وحلفاء حزب الله، وأن يعمل على تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على نزع سلاح حزب الله، وأن يتبنى تحقيقات القاضي طارق بيطار وأن يعمل على الاصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي وأن يتعهد بوضع نظام سياسي جديد، وهذه النقاط وردت في الورقة التي حملها وزير خارجية الكويت الى لبنان وهي موضع توافق بين دول الخليج والدول العربية وأميركا وفرنسا، لكن الحريري رفض التعهد بهذه النقاط فكان قراره بالانسحاب ولم يكتف بالانسحاب من العمل السياسي لوحده بل سحب معه الطائفة السنية في تعليق عمل تياره السياسي وهو ما اعتبرته دول كثيرة بأنه ابتزاز لن تقبل به.