لا خوف على ديمقراطية تونس في ظل إجراءات سعيّد

01/02/2022 07:21AM

أكدت السفيرة التونسية لدى واشنطن، حنان التاجوري بالساسي، في مقابلة مع قناة "الحرة"، الإثنين، على سلامة المسار الديمقراطي في بلادها، مشيدة بالإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، في 25 يوليو الماضي.

وسلطت بالساسي الضوء على اهتمام الولايات المتحدة بالتطورات الجارية في تونس، لكنها أشارت إلى أن "الديمقراطية في تونس محمية ولا خوف عليها". 

وقالت إن "السلطات التونسية حريصة على دعم دولة القانون. المؤسسات والشعب التونسي متمسك بإنجاح تجربته الديمقراطية الرائدة، وهو لا يزال ينتظر جني الثمار الاقتصادية لثورته، وهذا الشعب، الذي أبهر العالم بثورته، بإذن الله سيبهر العالم مرة أخرى بإنجاح مساره التصحيحي".  

وأضافت أنه "وبالنسبة للتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالنظر إلى متانة الشراكة والعراقة بين البلدين، فإنه من المهم أن تهتم الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في تونس". 

"وبهذا الصدد إشارة إلى الاتصالات التي تمت على أعلى مستوى وإلى الوفود التي زارت تونس بعد إعلان رئيس الجمهورية الإجراءات الاستثنائية.. وهي إجراءات أعلنها استنادا إلى الدستور واستجابة إلى إرادة الشعب التونسي الذي خرج بكل تلقائية وبكل عفوية يوم 25 يوليو لدعمه ومساندته لهذه الإجراءات". 

وأضافت أنه قبل اتخاذ الإجراءات الاستثنائية "كانت واضحا للجميع، داخليا وعلى المستوى الخارجي أيضا،  أن انسداد الأفق السياسي وكذلك التجاذبات السياسية حالت دون السير العادي والطبيعي للمؤسسات الدستورية، خاصة البرلمان، لذلك جاءت الإجراءات الاستثنائية". 

وقالت السفيرة: "دعني أقول إن تونس بعد هذه الإجراءات ملتزمة التزاما كاملا بإنجاح تجربتها الديمقراطية، لأن الإجراءات الاستثنائية تهدف أساسا إلى تصحيح المسار وإلى إرساء ديمقراطية سليمة ومستدامة من شأنها أن تلبي تطلعات الشعب التونسي".

واستعرضت السفيرة ملامح الخارطة السياسية التي كان قد أعلن عنها سعيد مؤخرا. 

ونوهت بالساسي إلى أن مجال الانتقادات مفتوح أمام المعارضين لقرارات سعيد الاستثنائية. 

سفيرة تونس في واشنطن: نثمن المساعدات الأميركية

علاقة "عريقة"

كما أكدت بالساسي على "عراقة" العلاقات التي تجمع تونس بالولايات المتحدة، وثمنت المساعدات الأميركية لتونس لمجابهة جائحة كورونا. 

وأضافت "سنحتفل هذه السنة بمرور 225 سنة على إبرام معاهدة السلم والصداقة، وهي علاقة تواصلت دون انقطاع لتعرف نقلة نوعية بعد ثورة الحرية والكرامة وتتطور لشراكة استراتيجية في سنة 2015". 

وأشارت إلى أن التبرعات التي قدمتها الولايات المتحدة تطورت خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى حدود 241 مليون دولار. 

وذكرت السفيرة أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن بصدد توفير 197 مليون دولار لفائدة تونس خلال عام 2022، مضيفة أن المصادقة على تلك التبرعات ستأتي ضمن اعتماد الكونغرس الميزانية الأميركية لعام 2022.  

وثمنت السفيرة التونسية المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لبلادها لمجابهة جائحة كورونا، حيث تبرعت واشنطن بما يقارب 46 مليون دولار، "بشكل تجهيزات ومعدات طبية"، بالإضافة إلى 2,8 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

مخاوف أممية 

وأتت تصريحات بالساسي بالتزامن مع إعلان مديرة الديوان الرئاسي في تونس، نادية عكاشة، الإثنين، استقالتها من منصبها بعد ستة أشهر على إقالة سعيّد الحكومة وتولّيه السلطات في البلاد.

وقالت عكاشة في منشور على صفحتها في موقع فيسبوك "قرّرت اليوم تقديم استقالتي للسيد رئيس الجمهورية من منصب مديرة الديوان الرئاسي بعد سنتين من العمل".

وأضافت "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توفّر لدي من جهد إلى جانب السيد رئيس الجمهورية. لكنني اليوم وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بهذه المصلحة الفضلى أرى من واجبي الانسحاب من منصبي".

وتعدّ عكاشة الذراع اليمنى لسعيّد، وهي على غراره خبيرة في القانون الدستوري.

وفي 25 يوليو عمد سعيّد، استنادا إلى تفسيره الشخصي للمادة 80 من دستور 2014، إلى تجميد أعمال البرلمان حتى إشعار آخر ورفع الحصانة عن النواب، وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولى السلطات في البلاد.

وفي حين رحّب تونسيون كثر بالتدابير التي اتّخذها ضد نظام سياسي يوصف بأنه فاسد وعديم الفاعلية قائم منذ ثورة العام 2011.

لكنّ سياسيين ومنظمات حقوقية حذّروا من انزلاق البلاد نحو نظام حكم استبدادي.

إلا أن سعيّد شدد الخميس على أن "الحريات مضمونة في تونس أكثر من أي وقت مضى" بعدما عبّرت منظّمات حقوقية عن قلقها إزاء تدخل عنيف لقوات الأمن لتفريق تظاهرة مناهضة له.

وكانت الشرطة قد نفّذت قبل أيام حملة قمع ضد مئات من التونسيين كانوا يتظاهرون احتجاجا على ما اعتبروه "انقلاب" سعيّد.

وتم توقيف العشرات كما تعرّض نحو 20 صحفيا كانوا يتولون التغطية الإعلامية لاعتداءات جسدية، في مشاهد لم تشهدها تونس منذ عقد من الزمن، وفقا لما نقلته فرانس برس.

والجمعة، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه يتابع "بقلق" التطورات في تونس.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي: "الثورة الديمقراطية التونسية كانت شيئا ألهَمَ الأمل حول العالم ونريد بالتأكيد أن يتم الحفاظ عليها بكل القيم الديمقراطية".

وأضاف "نأمل أن يحدث ذلك. نرى المخاوف وآمل أن تتم إزالة هذه المخاوف من خلال الاستعادة الكاملة لإطار ديمقراطي مؤسساتي يعمل لجميع التونسيين".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa