"الحاجة أم الاختراع" في عيد الحب: باقات التفاح بدل الورود

11/02/2022 06:48AM

كتبت فيفيان حداد في "الشرق الاوسط":

يصل عيد الحب هذه السنة إلى لبنان متجدداً من حيث أنواع الهدايا المتبادلة، لم تعد تتألف من الإكسسوارات الباهظة الثمن كالعطور وساعات اليد والمجوهرات. كما يغيب التهافت على الدببة المزينة بالقلوب الحمراء، وكذلك نفتقد باقات الورد الحمراء التي أصبح سعرها يناهز أجر موظف في شركة أو مصرف. وتحت عنوان «أنت الحب» أطلق الإخوان الثلاثة فراس وأدونيس وإسكندر عماد، حملة لدعم إنتاج التفاح اللبناني. وترتكز الحملة على استبدال باقات الورد بباقات التفاح وإيصالها إلى أي مكان يريده الزبون.

يقول إسكندر أحد الإخوة الثلاثة، أصحاب المبادرة المذكورة، إن الفكرة استوحوها من المثل المعروف «الحاجة أم الاختراع». ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش أزمة اقتصادية قاسية، والمزارع اللبناني هو واحد من أكثر المتضررين فيها. ومن هذا المنطلق فكرنا بتنظيم مبادرة لتشجيعه. كما أننا من خلالها نروج لمنتج لبناني مشهور يشهد كساداً في تصريفه في الفترة الأخيرة».

باقات التفاح التي يوضبها الإخوان الثلاثة من آل عماد بمشاركة شباب جامعيين تطوعوا لمساعدتهم، وكذلك مجموعة من ربات المنازل، استقطبت أيضاً أصحاب محلات الزهور. فأعمالهم لم تعد تشهد الرواج المطلوب في ظل ارتفاع أسعار الورد على أصنافه.

وبثلاثة أحجام مختلفة تتراوح أسعارها ما بين الـ100 و200 ألف ليرة للباقة الواحدة، ينشغل الإخوان في تأمين طلبات الزبائن منذ أوائل شهر فبراير (شباط). وهم يتوقعون أن تتضاعف هذه الطلبات مع اقتراب عيد الحب في 14 فبراير من كل عام. ويتابع إسكندر: «التفاح نشتريه اليوم من البرادات، لأن موسم قطافه يقع في الصيف. ولكننا اخترنا أجود أنواع التفاح الأحمر لتتألف منه باقات «انت الحب». وهو يقطف من مناطق جبلية عالية كالباروك وكفرسلوان وعين دارة وغيرها».

ويمكن للزبون أن يوصي على باقة تتألف من تفاحة واحدة كبيرة يصل وزنها إلى 600 غرام. كما في استطاعته أن يشتري باقة تفاح أحمر من الحجم المتوسط وفيها 12 حبة من هذه الفاكهة بطعمته الجبلية المقرمشة. ومن يرغب في التعبير عن حبه بباقة إكسترا يبلغ سعرها مع أجرة التوصيل نحو 200 ألف ليرة، فهو بذلك يقدم للحبيب 8 تفاحات من الحبة الكبيرة والتي يصل وزنها إلى نحو 2 كيلوغرام.

ويعلق إسكندر: «مع هذه المبادرة وبالإضافة إلى تصريف إنتاج التفاح اللبناني، تؤمن الحملة فرص عمل لأكثر من 500 شاب وشابة، فضلاً عن تأمين العمل لأصحاب سيارات الأجرة، ومهمتهم إيصال باقات التفاح إلى المنازل».

«الورد بينشم والتفاح يؤكل» هو الشعار الذي رفعه أصحاب الحملة لحث اللبنانيين على استبدال باقات الورد المهداة في عيد الحب، بباقات التفاح لأنها تحمل استفادة أكبر.

أما أسواق الزهور، فتشهد من ناحيتها ركوداً ملحوظاً في مناسبة عيد الحب. ويقول داني صاحب محل زهور في منطقة الأشرفية إن أسعار الورود الحمراء نار، وهي تتخطى في بعض المحلات الكبيرة والمشهورة مبلغ المليون ليرة للباقة الواحدة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أنا شخصياً أبيع باقة الورد الأحمر بمبلغ 350 ألف ليرة، ومع ذلك لم أتلق حجوزات كبيرة حتى الآن، سوى من قبل عدد محدود من المقاهي والمطاعم». ويرى داني هذا السعر يلحق به، أحياناً، أجرة التوصيل إلى المنزل وتبلغ نحو 50 ألف ليرة، لأن أسعار الوقود ارتفعت. ويختم: «باقة زهر التوليب لا يزال سعرها مقبولاً، ويبلغ نحو 200 ألف ليرة لـ10 زهرات. ولكني لا أذيع سراً إذا قلت إني أفكر بإقفال محلي مع نهاية العام الحالي، إذا ما بقيت حركة البيع متراجعة. فما أتكلفه لدفع إيجار محل واشتراك مولد كهربائي ونقود لشراء الورود، يتجاوز ربحي الشهري. فأنا أتحمل خسارة شهرية بنحو 7 ملايين ليرة، ولن أستطيع الإكمال بمهنتي في ظل ظروف اقتصادية رديئة إلى هذا الحد».

شريحة من اللبنانيين اتجهت نحو الحفلات الغنائية المنظمة في بعض الفنادق والمجمعات السياحية، اعتبرتها هدية تليق بالشريك ومتنفساً تحتاجه للشعور ببعض الفرح، بعد سنتين من الحجر المنزلي وقلة في المدخول. تقول ستيفاني التي فاجأت زوجها ببطاقة لشخصين من أجل حضور حفل الفنان مروان خوري في كازينو لبنان: «انتقدني الكثير من أصدقائي لأنني دفعت مبلغاً من المال يناهز 3 ملايين ليرة لشراء البطاقتين. ولكني كنت أخذت وعداً على نفسي بأن أول ورقة 100 دولار تصلني من شقيقي في أميركا سأصرفها على عيد الحب».


المصدر : الشرق الاوسط

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa