"نورد ستريم 2".. مشروع روسيا الجيوستراتيجي الذي أثار انقسام أوروبا

24/02/2022 04:45PM

استهدفت العقوبات الأميركية إحدى أكبر المبادرات الجيوستراتيجية الروسية، بعد ساعات من إعلان ألمانيا تعليق "نورد ستريم 2"، وذلك بسبب الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، فرض عقوبات على الشركة التي تقف وراء مشروع خط الأنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل والذي أنشأ بغرض نقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

تستهدف العقوبات شركة نورد ستريم 2 إيه.جي، التي تعمل تحت مظلة عملاق النفط الروسي غازبروم.

وعلق المستشار الألماني أولاف شولتس المصادقة على مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2، البالغ قيمته 11 مليار دولار، بعد تقارير تفيد بأن روسيا نقلت قواتها إلى مناطق انفصالية في شرق أوكرانيا. وأدى هذا القرار إلى ارتفاع أسعار الغاز.

وقال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض: "وجهت إدارتي بفرض عقوبات على شركة نورد ستريم 2 إيه.جي ومسؤولين بها".

وأضاف بايدن أن "هذا التدبير هو جزء من الدفعة الأولى من العقوبات ردا على خطوات روسيا في أوكرانيا".

وجاءت هذه الخطوة في إطار التدابير التي تتخذها إدارة بايدن لمعاقبة روسيا بسبب اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، وذلك قبيل إطلاق بوتين الهجوم العسكري الروسي باتجاه اوكرانيا.

ومثّل مصير خط الأنابيب، نقطة شائكة بين الولايات المتحدة وألمانيا، في الأسابيع الأخيرة. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس بايدن: "إذا غزت روسيا، ويعني هذا عبور الدبابات أو القوات... حدود أوكرانيا مرة أخرى، فعندئذ لن يكون هناك... نورد ستريم 2. سنكتب نهايته".

وأثار خط أنابيب نورد ستريم 2 مخاوف جيوسياسية أنهت المشروع عدة مرات تقريبا. 

ومشروع نورد ستريم 2 هو الأكثر إثارة للانقسام في أوروبا. ولطالما أعرب معارضوه، بما في ذلك الولايات المتحدة وبولندا وأوكرانيا، عن مخاوفهم من أن يمنح روسيا الكثير من النفوذ في أوروبا.

وتعارض الولايات المتحدة منذ البداية هذا الأنبوب الذي يتوقع أن يضعف أوكرانيا اقتصاديا واستراتيجيا بحرمانها من رسوم العبور. ويزيد، وفق واشنطن، اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي.

ما هو خط أنابيب نورد ستريم 2؟

تعتمد أوروبا على روسيا في نحو 40 في المئة من الغاز الطبيعي الذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروس وبولندا إلى ألمانيا، ونورد ستريم 1 الذي يذهب مباشرة إلى ألمانيا مرورا بأوكرانيا.

أما نورد ستريم 2 فهو عبارة عن خط غاز طبيعي يمتد من الحقول الروسية إلى الساحل الألماني. 

ويمتد خط أنابيب الغاز بطول 1230 كيلومترا تحت بحر البلطيق، وتصل سعته إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. 

متجاوزا أوكرانيا، سيضاعف نورد ستريم 2 الطاقة السنوية الحالية خط الأنابيب القائم نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى 110 مليارات متر مكعب من الغاز أو أكثر من نصف صادرات الغاز الحالية لروسيا عبر خطوط أنابيب إلى أوروبا.

وكانت كييف تقول إن روسيا تخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا لإيجاد نقص في الغاز في الوقت الأكثر برودة في العام والذي يزيد فيه الاستهلاك، ولمحاولة تسريع المصادقة على خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي يلتف حولها، مما يحرمها من رسوم العبور.

وتعتمد ألمانيا تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز والنفط، بتكلفة منخفضة نسبيا مع انخفاض الطاقة الإنتاجية للقارة.

وكان خط أنابيب نورد ستريم 2 ينتظر موافقة الهيئة التنظيمية في الاتحاد الأوروبي والسلطات الألمانية قبل أن تجمد برلين المصادقة عليه.

ويضعف اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية يد الغرب عند التفكير في فرض عقوبات في هذا القطاع.

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على قطاعي الطاقة والدفاع في روسيا، حيث تواجه شركة الغاز المملوكة للدولة غازبروم وذراعها النفطي غازبروم نفت ومنتجي النفط لوك أويل وروسنفت وسورجوتنيفتجاز أنواعا مختلفة من القيود على الصادرات والواردات وجمع ديون.

وكانت مجموعة من شركات الطاقة الأوروبية، بما في ذلك شل ووينترشال، ساهمت بنصف تكاليف بناء نورد ستريم الجديد الذي انتهى بناؤه أواخر العام 2021 إلا أنه لم يوضع في الخدمة بعد بانتظار حصوله على التراخيص اللازمة من السلطات الألمانية التي علقت التصديق مؤخرا.

وقد شكر بايدن شولتس على "تحميل روسيا مسؤولية أفعالها". 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa