الصراع يصل الى الفضاء.. هل تسقط محطة الفضاء الدولية؟

12/03/2022 01:14PM

أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، دمتري روغوزين، السبت، أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبا برفع هذه الإجراءات.

وقال روغوزين إن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية، مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصا بتصحيح مدار البنية المدارية"، على ما نقلت وكالة فرانس برس.

وأضاف أنه "قد يتسبب ذلك في نزول محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن على البحر أو البر".

وأوضح روغوزين، الذي ينشر باستمرار رسائل دعم للجيش الروسي في أوكرانيا على شبكات التواصل الاجتماعي، أن "الجزء الروسي يضمن تصحيح مدار المحطة (في المتوسط 11 مرة في السنة) بما في ذلك لتجنب قطع الحطام الفضائية".

ونشر رئيس "روسكوزموس" خريطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكدا أن روسيا آمنة إلى حد كبير.

وأضاف: "لكن سكان البلدان الأخرى لا سيما تلك التي يقودها (الغربيون) يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات". ووصف الذين فرضوا الإجراءات الانتقامية بـ "المجانين". 

ما هي محطة الفضاء الدولية؟

ومحطة الفضاء الدولية (ISS) هي منشأة في الفضاء الخارجي ترتفع 400 كيلومتر عن سطح الكرة الأرضية، وهي مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا كشريكين رئيسيين.

وأطلقت محطة الفضاء الدولية، وهي شراكة دولية من خمس وكالات فضاء من 15 دولة، في عام 1998 وتحولت إلى مجمع يبلغ طوله تقريبا حجم ملعب كرة قدم، مع ثمانية أميال من الأسلاك الكهربائية وفدان من الألواح الشمسية وثلاثة مختبرات عالية التقنية.

وتتكون المحطة من 16 وحدة صالحة للسكن، ستة منها قدمتها روسيا، وثمانية من الولايات المتحدة، وبقية الوحدات من اليابان ووكالة الفضاء الأوروبية. 

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ذكرت في الأول من مارس أنها تعمل من أجل إيجاد حلول لإبقاء المحطة في المدار من دون مساعدة روسية. 

ويتم نقل الطواقم والإمدادات إلى هذا القطاع بمركبات "سويوز" وتلك المخصصة للشحن "بروغريس". وأوضح روغوزين أن المركبة اللازمة لإطلاق هذه الآليات "تخضع لعقوبات أميركية منذ 2021 ولعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي وكندا في 2022".

وتقول "روسكوزموس" إنها ناشدت شركاءها الأميركيين (ناسا) والكنديين (وكالة الفضاء الكندية) والأوروبيين (وكالة الفضاء الأوروبية) "رفع العقوبات غير القانونية ضد شركاتنا". والفضاء هو أحد المجالات الأخيرة للتعاون الروسي الأميركي. 

وأعلنت "روسكوزموس" في بداية مارس نيتها إعطاء الأولوية لبناء أقمار اصطناعية عسكرية بسبب العزلة المتزايدة لروسيا بعد غزوها أوكرانيا. وأعلن روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن محركات للصواريخ الأميركية "أطلس" و"أنتاريس".

وقال: "لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس".

ويفترض أن يعود رواد الفضاء مارك فاندي وأنطون تشكابلروف وبوتر دوبروف، في 30 مارس إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة الفضاء "سويوز".

وكان روغوزين حذر في الشهر الماضي بعد غزو الكرملين لأوكرانيا، من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على موسكو يمكن أن تتسبب في سقوط المحطة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها روغوزين عن محطة الفضاء الدولية بسبب أحداث سياسية. ففي عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ورد الغرب بفرض العقوبات على روسيا، كانت الولايات المتحدة تعتمد كليا على مركبة الفضاء الروسية "سويوز" لإيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

وقال روغوزين في تغريدة مشهورة آنذاك، "بعد تحليل العقوبات المفروضة على صناعة الفضاء لدينا، أقترح على الولايات المتحدة نقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام الترامبولين".

هل تسقط روسيا المحطة؟

في تقرير نشر أواخر الشهر الماضي، استبعدت مجلة "التايم" الأميركية إقدام روسيا على تدمير أو إسقاط محطة الفضاء الدولية بسبب السياسات على الأرض، لكنها قالت أيضا إن ذلك ليس مستحيلا.

ولفتت المجة إلى أن نظم الملاحة والتوجيه بالمحطة الفضائية الدولية موجودة في الجزء الروسي من المحطة، والذي يطلق عليه (زفيدزا) أو النجم. علاوة على ذلك، فالشحنات التي ترسلها روسيا، دون رواد فضاء، إلى المحطة تلعب دورا هاما في الإبقاء على سلامتها. 

إضافة لذلك، فإنه على الرغم من وجود المحطة علي ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، فإنها تظل عرضة لبعض التأثيرات الجوية التي تحيد بها عن مدارها. ويتطلب الإبقاء على المحطة في مدارها، إعادة إطلاق محركات المكوك الفضائي "بروغرس" الروسي كل فترة والأخرى.

وهناك حل جزئي للسيطرة الروسية هذه، تمثل في المكوك الأميركي "سيغنس" الذي وصل إلى محطة الفضاء الدولية سابقا، حيث يحتوي على محركات قادرة على أن تحل مكان المكوك الروسي "بروغرس" حال رفضت روسيا إعادة إطلاق محركات مكوكها. 

ومع ذلك، لا يحل المكوك "سيغنس" المشكلة بالكامل، حيث لا تزال محركات الدفع وآليات التوجيه الخاصة بالمحطة تخضع لسيطرة "زفيدزا"، وهو ما يمكن الروس نظريا من إخراج المحطة من مدارها، أو تعطيل مهمة صيانة اللوحات الشمسية اللازمة لإمداد المحطة بالطاقة. 

وكانت محطة الفضاء الدولية  في الماضي تمر  فوق أجزاء من الاتحاد السوفيتي، لكنها الآن أصبحت تمر فوق جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، مثل كازاخستان، مما يعني أن المحطة إن سقطت، ليس من المحتمل أن تنزل على الأراضي الروسية.  

لكن رواد الفضاء الأميركيين أكدوا أن نظرائهم الروس كانوا على قدر كبير من الاحترافية في السابق، ولم يتأثر العمل في المحطة  أثناء القتال بين القوات الموالية لروسيا والقوات الأوكرانية بمنطقة دونباس عامي 2014 و2015. 

وفي الشهر الماضي وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الرئيس السابق لمجلس الفضاء الوطني الأميركي إن التوترات يجب ألا يكون لها تأثير كبير على محطة الفضاء الدولية أو التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في الفضاء.

وقال سكوت بيس، الذي شغل منصب السكرتير التنفيذي لمجلس الفضاء الوطني خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وهو الآن مدير معهد سياسة الفضاء بجامعة جورج واشنطن، إن المحطة الدولية "كانت معزولة إلى حد كبير" عن الأحداث السياسية.

وأضاف في تصريحه لوكالة أسويشيتد برس: "من الممكن تخيل انفصال مع روسيا من شأنه أن يعرض محطة الفضاء للخطر، لكن ذلك سيكون على مستوى العلاقات الدبلوماسية المتدنية. سيكون هذا الملاذ الأخير تماما، لذلك لا أتوقع أن يحدث ذلك حقا ما لم تكن هناك مواجهة عسكرية أوسع".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa