موازنة لا تكفي وواقع صعب: الجامعة اللّبنانية تخوض الإضراب المفتوح وموعد العودة رهن هذه التطورات!

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

صفوف فارغة وامتحانات مؤجلة، هكذا بدت الجامعة اللّبنانية في أول يوم لبداية التوقف القسري عن العمل الذي أعلنته الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين. فيما إلى الساعة لم ترد أيّ إشارة توحي بأنّ الحكومة قد تخطو ولو خطوة إلى الأمام تجاه المطالب المرفوعة. 

إلى ذلك، يبدو واضحًا أنّ جزءًا لا يُستهان به من الطلاب عبّر عن انزعاجه من عودة الإضرابات خاصة أنّ كلّ ما سبق لم يأتِ بأيّ نتيجة وقد وجدوا أنفسهم لأكثر من مرّة تحت ضغط تكثيف الدروس والامتحانات التي تستمر في فصل الصيف وأحيانًا في الخريف. 

رئيس هيئة رابطة الأساتذة المتفرغين، الدكتور عامر حلواني لفت في حديثه لـ "السياسة" إلى أنّ عبارة التوقف القسري تعكس واقع الحال. على اعتبار أنّ لا إمكانية للاستمرار في العمل في الجامعة الوطنية، وسط الارتفاع الكبير في الأسعار ويُمكن زيارة الكليات حيث يظهر الواقع السيء مع صعوبة تأمين الأساسيات كالمازوت مثلًا والإضاءة. 

مشددًا على أنه لا يُمكن للجامعة الاعتماد على التعليم عن بعد بشكل دائم ونحاول إيجاد حلّ مع الجمعيات الأهلية والبلديات لتأمين وصول الطلاب بأقلّ كلفة ممكنة وسط عجز عدد كبير منهم عن تحمل تكاليف النقل. 

حلواني: موازنة الجامعة لم تُعدّل

وبالعودة إلى الإضراب وأسبابه، أصرّ حلواني على أنّ المطالب ليست ماديّة ولا علاقة لها برواتب الأساتذة لأنّ الأولوية هي للجامعة الآن. مشددًا على أنّ مجلس الوزراء وعلى الرغم من تبدّل الأسعار وارتفاع التكاليف لم يُعدّل موازنة الجامعة بل تركها على ما هي عليها من دون رفعها وأحالها إلى مجلس النواب. 

مشيرًا إلى أنّ استمرار الأوضاع بهذا الشكل يعني الوصول إلى انهيار تامّ في الجامعة اللّبنانية وحينها سنُسأل "لماذا لم ترفعوا الصوت مُسبقًا؟". لذلك تمّ التصويت في الهيئة التنفيذية على التوقف القسري في هذا التوقيت لأنّ الحكومة موجودة اليوم ولكن لا نعرف ما قد يستجد بعد الانتخابات النيابية في أيار. 

وطالب حلواني مجلس الوزراء بإقرار الملفات الموجودة لديه منذ فترة طويلة مثل إدخال الأساتذة المتفرغين إلى الملاك وهو لا يُكلّف الدولة أي زيادة بالإضافة إلى تعيين عمداء الكليات وهو ملف عالق منذ العام 2018. من دون أن ينسى الإشارة إلى أهمية أن تولي الحكومة أهمية كبيرة للجامعة الوطنية والعمل بجديّة أكبر، لأنها مرفق عام لا يُمكن تركه للانهيار خاصة أنه يضمّ أكثر من 86 ألف طالب وطالبة. 

إضراب مفتوح حتى تحرّك الحكومة

وفي حين وصف طلاب "اللّبنانية" جامعتهم بـ "جامعة البؤس" مع تكرار المعاناة والإضرابات في كلّ عام من دون العودة والإصغاء إلى رأيهم وموقفهم تجاه هذه التطورات، طلب حلواني من هؤلاء تفهّم الأوضاع المستجدة مشددًا على ضرورة المعاناة قليلًا اليوم قبل انهيار الجامعة وزوالها. لافتًا إلى أنّ اتخاذ القرار بالإضراب صعب عليهم كأساتذة وهم يعانون أيضًا من العودة المتأخرة، وقد اضطروا في أكثر من مرّة التراجع عن قرارهم أمام وعود بسيطة حفاظًا على مصلحة الطلاب. 

وردًا على الانتقادات التي وُجهّت للرابطة بعدما لم تتشاور مع المجالس الطالبية قبل اتخاذ الموقف النهائي، اختصر رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين الواقع مشددًا على أنّ لا مجالس رسمية في الجامعة والانتخابات متوقفة منذ أكثر من 10 سنوات مع الأمل بعودتها حتى تستعيد "اللّبنانية" نشاطها الطالبي الطبيعي. 

وفيما يترقب الجميع موعد انتهاء التوقف القسري عن العمل، رجّح حلواني استمرار الإضراب المفتوح إلى حين تحرّك الحكومة حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.