بعد الانفتاح الخليجي على لبنان.. إلى متى يصمد ميقاتي؟

24/03/2022 02:46PM

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

على قاعدة "ما في شدة بتدوم"، خرق بيان سعودي السواد الذي يخيم على علاقات لبنان بمحيطه العربي- الخليجي منذ مدّة.

وجاء هذا البيان، ردًا على نقاط إيجابية رُصدت في بيان صادر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

فالنقاط الإيجابية اللّبنانية قابلها ترحيب خليجي، ولكن: إلى متى ستستمر هذه الإيجابية قبل أن يخرقها تصريح أو خطوة للمحور الممانع تُعيد العقدة إلى بداياتها؟ وهل سيتمكن ميقاتي من الصمود وأن يفي بوعوده التي قطعها للخليج؟


ردّة الفعل الخليجية الإيجابية تؤكّد أنّ السعودية تحاول الاستفادة من أي نافذة أمل لاسترداد لبنان ولتفعّل علاقاتها معه من جديد، بحسب الصحافي طوني بولس. لافتًا إلى أنّ القطيعة التي حصلت مع النظام السياسي لا ترتبط بالعلاقة المستمرة والدائمة مع الشعب اللّبناني والذي لم توقف دعمها له يومًا. 

وهو إذ يرى أنّ هذه الإيجابية تضع ميقاتي وحكومته أمام مسؤولية أكبر لتنفيذ ما وعد به. يعتقد أيضًا في تقديره الشخصي، أنّ رئيس الحكومة أضعف من أن يلتزم بهذا البيان لأنّ "حزب الله" يسيطر على مفاصل الدولة ويتحكم بقراراتها وهو مع حكومته أسرى عند "الحزب".


وعليه، لا يرى بولس غير بيان يفتقر لآلية التنفيذ. مشيرًا إلى أنّ هذا ما رُصد من قبل ميقاتي مع ولادة الحكومة أيضًا، حين أعلن أنها ستُفعّل العلاقات اللّبنانية العربية، وأيضًا في اتصاله مع ولي العهد السعودي وبحضور الرئيس الفرنسي حيث أكّد التزام لبنان بالقرارات الدولية كالقرار 1559 ولكن لم يتحقق شيئًا على أرض الواقع. 

فهذه ليست المرة الأولى التي يقدّم بها ميقاتي وعوده ويطرح مشروعًا سياسيًا إيجابيًا. ولكن كما جرت العادة يفتقر الطرح لقدرة التنفيذ، خاصة في هذه المرحلة الإقليمية الدقيقة التي نرى فيها "حزب الله" يرص صفوفه ويحاول إظهار نفسه كممسك بزمام الأمور في لبنان، على حدّ تعبير بولس في حديثه لـ" السياسة".


ويشدد على أنّ الخليج يرغب بإبعاد لبنان عن المحور الإيراني، والشعب اللّبناني متواجد في الحاضنة العربية، ولكن النظام السياسي يعاني من الاحتلال وهو ممسوك القرار.


نفحة الإيجابية الخليجية هذه صدمت البعض، وقد سارعوا لتحليل ما وراء هذه الأجواء وحتى دراسة توقيتها ربطًا بالانتخابات النيابية المقبلة.

إلا أنّ بولس يشدّد على أنّ هذين الموضوعين منفصلان، فالمملكة العربية السعودية لا تتدخل بالانتخابات على اعتبار أنها استحقاق داخلي وذلك على الرغم من وجود صداقات بينها وبين أطراف لبنانية ووجود أحزاب حليفة. 


وهذا ما شهدناه مع زيارة عدد من الموفدين إلى المملكة، لمناشدتها بالالتفات الى لبنان كما يشرح بولس فالجميع يعلم أنّ إنقاذ بيروت اقتصاديًا لا يمرّ إلّا عبر الرياض، لافتًا إلى أنّ أي خطة تعافي من دون وقوف السعودية إلى جانبنا ستكون حبرًا على ورق ولن تنجح.


وهذه الخطوة السعودية تجاه بيروت تنبع من الانهيار الكبير الذي نقبل عليه، بحسب بولس الذي كشف أنّ جزءًا من العودة الدبلوماسية اذا نجحت سيكون هدفها الوقوف إلى جانب الشعب اللّبناني ودعم مؤسساته التربوية والصحية وغيرها.


أمّا عن زيارة "القوات اللّبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" الأخيرة إلى السعودية، فيشير بولس إلى أنّ هذين الحزبين صديقان للمملكة وكلّ شهر تقريبًا يوجد زيارة مماثلة، مؤكّدًا أنّ هذه الزيارات أثمرت وكان لها فعالية كبيرة في تقريب وجهات النظر وإصلاح ما أفسدته الحكومات والسياسات المتتالية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa