25/03/2022 07:18AM
كتبت صحيفة "البناء":
بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باشتراط بيع النفط والغاز لأوروبا بالروبل الروسي، دخلت اجتماعات بلجيكا لحلف الناتو في كوما سياسية، حيث التصعيد بالعقوبات أو برفع الخطاب الإعلامي صار دون مستوى الردّ على القرار الروسي الذي لا يقيم حساباً لمستوى التصعيد الغربي، وحيث لا رد يرقى لمستوى قرار بوتين إلا وقف شراء النفط والغاز من روسيا، تحت شعار رد الصاع صاعين، لكنه قرار يعادل إطلاق الرصاص في رأس أوروبا، ويعد بمثابة انتحار سياسي واقتصادي، قال المسؤولون الأوروبيون إنهم لن يقدموا عليه مهما فعل بوتين، بما يشبه التسليم بإمساك الرئيس الروسي بزمام المبادرة العسكري والسياسي، رغم كل البروباغندا الغربية عن تعثر التقدم العسكري الروسي لرفع معنويات رأي عام تكويه الأسعار المرتفعة للطاقة والغذاء ويتساءل ما دام عنوان الحرب عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وما دام هذا الضم لن يحدث، فلماذا لا يتم إنهاء الحرب بالتوقيع على صك يتضمن هذا التعهد من الغرب وأوكرانيا؟ ولماذا يدفع الأوكرانيين للموت واللجوء وخراب بلدهم لمعركة على وهم وسراب؟
إدراك تفاهة الاستخفاف بما تستطيعه روسيا لم يبق أوروبياً، فتركيا تتحدث عن استحالة انضمامها الى العقوبات على روسيا، ونصف ودائع مصارفها للأجانب هي أموال روسية وربع سياحها روس ونصف صادراتها الزراعية الى روسيا، وقواتها الموجودة في سورية ستصير عرضة لحرب إبادة اذا تلاعبت مع روسيا، بينما “إسرائيل” التي تعتبر أقرب لأميركا من تركيا رغم عدم عضويتها في حلف الناتو الذي تعتبر تركيا ركناً فيه، خرجت عن الصمت وقالت عبر تصريح لوزير خارجيتها ورئيس حكومتها المقبل يائير لابيد إنها ستلتزم الحياد في أوكرانيا كي لا تسقط طائراتها في سورية ويقع طياروها أسرى هناك”.
إقليمياً يسيطر الترقب على مسار التفاوض المجمد في فيينا وسط تفاؤل لدى جميع الأطراف المعنية بقرب التوصل للاتفاق، وعن مسار التفاوض تحدث وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في بيروت التي بدأ بزيارة لها يوم أمس وتستمر ليومين، فقال إن واشنطن تماطل في تقديم أجوبة نهائية على بعض العقوبات التي تمثل خطاً أحمر بالنسبة لإيران. وقد التقى عبد اللهيان رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وينتظر أن يلتقي اليوم برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وترجيح لقائه بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في سياق وضع المقاومة كحليف استراتيجي في صورة المسار التفاوضيّ واحتمالات تذليل العقبات والذهاب الى توقيع الاتفاق.
وقال عبد اللهيان إن إيران تجدد عرضها للبنان بتقديم معملين لتوليد الكهرباء كل واحد بقوة ألف ميغاواط.
في المسار القضائيّ لا تزال ترددات الألغام في المسار القضائي الحكومي على حالها، حيث تتواصل الملاحقات القضائية ويتصاعد الارتباك الحكومي. فعلى الصعيد المصرفي أصدر قاضي التحقيق نقولا منصور مذكرة توقيف وجاهية بحق رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان، ما حجب عن الملف شبهة التسييس الذي تمّ اتهام القاضية غادة عون بالتحرك على خلفيته، ليأتي قرار القاضي منصور إشارة لمعطيات قانونية صلبة في ملف الاتهام، كذلك في قضية مجزرة الطيونة، أشار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية إلى ظهور وقائع جديدة في الملف استدعت الادعاء على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كمحرّض على الأحداث الدموية التي كادت تشكل شرارة فتنة أهلية.
يبدو أن المعركة القضائية – المصرفية مستمرة على قدم وساق، ما ينذر بالخطر في المقبل من الأيام مع عودة الدولار الى التحليق مجدداً بالتوازي مع ارتفاع أسعار المحروقات. وفيما ترددت معلومات عن احتمال دعوة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى جلسة مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل، علم أن مجلس الوزراء لن يدعو سلامة إلى الجلسة، وأشارت مصادر متابعة لهذا الملف إلى أن وزير العدل المكلف متابعة هذا الأمر يواصل اتصالاته في هذا السياق على أن يضع مجلس الوزراء في تفاصيله في الجلسة المقبلة. وكان هذا الملف شكل محور لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم أمس، حيث بحثا ايضاً في مداولات مجلس الوزراء في الشؤون التي تتم معالجتها حياتياً واجتماعياً ومالياً.
وأصدر قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور مذكرة توقيف وجاهية بحق رجا سلامة، كما حدد جلسة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس المقبل. بالتوازي، أصدرت القاضية غادة عون قراراً قضى بإبلاغ الجمارك وجوب منع نقل وتحويل أموال خارج لبنان لمصارف بيروت، عودة، الاعتماد المصرفي، med، SGBL، BLOM.
في المقابل، ناشدت جمعية المصارف النّائب العام التّمييزي، بوصفه رأس سلطة الملاحقة والنّيابات العامّة في لبنان، “وقف تنفيذ القرار الّذي أصدرته النّائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية عون بتاريخ اليوم 24/3/2022، القاضي بالطّلب من إدارة الجمارك منع 6 مصارف من شحن الأموال النقديّة بناءً لطلب مجموعة تسمّي نفسها “الشعب يريد إصلاح النظام”، لأنّ هذا القرار هو تجاوز حدّ السّلطة، لأنّ القانون لا يمنح النّائب العام صلاحيّة الحدّ من حريّة شحن الأموال النقديّة من قِبل المصارف والشّركات المرخّص لها بإجراء هذا النّشاط، ولا اتّخاذ أيّ تدبير فيه تعدٍّ على الأموال وحريّة نقلها وتحويلها”، مشيرة إلى أن هذا “التّدبير سيساهم في زيادة تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار، ويعزل المصارف اللبنانية عن مراسليها ويقضي على ما تبقّى من ثقة في القطاع المصرفي”.
وأكد رئيس الجمهورية أمام زواره حرصه على متابعة ما بدأه لجهة مكافحة الفساد رغم سعي بعض الأطراف لعرقلته وهو ما تجلى منذ سنتين في مواجهة إصراره على التحقيق في حسابات مصرف لبنان. وقال إن بعض القرارات يعرقل صدوره في مجلس الوزراء لعدم توفر موافقة الثلثين، الا أننا ورغم ذلك تمكنّا من التصديق على مشاريع استخراج الغاز والنفط حيث تبين وجود الغاز إلا أن الضغوط الدولية منعت من استكمال العمل، كما نجح لبنان في تطهير أراضيه من الإرهابيين وإقرار قانون الانتخابات وتحقيق الانتظام المالي من خلال إنجاز الموازنات، بالإضافة الى ملء الفراغ في الجسم الديبلوماسي وذلك قبل استفحال الازمة الاقتصادية. وختم الرئيس عون بالإشارة الى العرقلة التي يواصل ممارستها البعض وعدم اتخاذ التدابير لوقف الانهيار المالي الحاصل، متحدثاً عن عدم إقرار الكابيتال كونترول حتى الساعة على سبيل المثال لا الحصر، مؤكداً ان لبنان لا بد ان ينهض من جديد.
الى ذلك، وعلى خط الدور الفرنسي المستمر لدعم لبنان، وضعت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو رئيس الجمهورية في أجواء الحراك الفرنسي تجاه لبنان وتناول البحث التحرك الفرنسي – الخليجي لدعم لبنان اجتماعياً وانسانياً، إضافة الى مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي وأهمية إقرار خطة التعافي المالي في اسرع وقت.
ووصل الى بيروت أمس، وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان آتياً من دمشق فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على أن يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. أكّد وزير الخارجية الإيراني، استعداد إيران من أجل مد جسور التعاون مع لبنان في مختلف المجالات، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية منها. وقال عبد اللهيان من المطار: “منذ شهر تقريباً خلال اللقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في منتدى ميونيخ طرحت عليه استعداد إيران للمساهمة في بناء محطتين لتوليد الطاقة في لبنان بقوة ألف ميغاوات لكل محطة، إضافة الى استعدادنا للتعاون في العديد من المجالات الأخرى”. ومن وزارة الخارجية رحّب بعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وايران، متمنياً على السعوديين ان يتحركوا في الاتجاه الذي يخدم مصلحة هذه المنطقة. وكشف ان إيران تلقت رسائل متضاربة من السعودية بشأن إحياء العلاقات الثنائية، قائلا: “الجمهورية الإسلامية سترحب بعودة العلاقات مع السعودية لكنها تلقت حتى الآن رسائل متباينة من المملكة”.
وعن مفاوضات فيينا، قال: “مستعدون لإنجاز اتفاق قوي وجيد ومستدام ولكن ليس ان يكون ثمنه اجتياز الخطوط الحمراء لإيران”. كما دان الحرب سواء كانت في أوكرانيا او اليمن او افغانستان او اي مكان آخر.
وأكدت مصادر مطلعة لـ “البناء” ان زيارة عبد اللهيان إلى سورية فلبنان تأتي أولاً قبل التوقيع على الاتفاق النووي، خاصة أن المفاوضات في فيينا تتقدم، مشيرة إلى أن إيران تدعم لبنان وبالتالي تأمل أن تنعكس المناخات الإيجابية في المنطقة على عليه، معتبرة أنها تأتي في ظل الانفراج في العلاقات اللبنانية الخليجية والمفاوضات الإيرانية السعودية. وفي سياق تقول اوساط مقربة من الإيرانيين لـ “البناء” إن طهران لا تزال مستعدة لتقديم الدعم والمساعدة للبنان في قطاع الكهرباء وحاجات من معامل حرارية ومن المحروقات من دون اية شروط مسبقة، وهي تنتظر موقف لبنان الرسمي من هذا الأمر، فهي تمد يدها للمساعدة دوما وستبقى.
الى ذلك، يعقد مجلس النواب جلسة عامة يوم الثلاثاء على جدول أعمالها ستة عشر بنداً، أبرزها مشروع قانون فتح اعتماد اضافي استثنائي في موازنة العام 2022 في موازنة وزارتي الداخلية والخارجية بقيمة 320 مليار ليرة لتغطية نفقات الانتخابات النيابية المقبلة، 60 ملياراً لصالح وزارة الخارجية تخصص لنفقات انتخابات المغتربين و260 ملياراً في وزارة الداخلية تخصص لانتخابات الخامس عشر من أيار. وترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب وأعلن نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أن اللجان المشتركة سوف تجتمع الاثنين المقبل لدراسة مشروع قانون الكابيتال كونترول، مع الإشارة إلى ان نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي أعدّ صيغة جديدة لقانون الكابيتال كونترول أخذت بملاحظات صندوق النقد الدولي، وهي التي ستناقش في اللجان المشتركة الاثنين.
وفيما اعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا زال ملتزماً بحصول الشركات المستوردة للنفط على السيولة وفق سعر منصة صيرفة وبالتالي لا مشكلة في تسليم مادة البنزين الى المحطات من قبل الشركات المستوردة، أكدت مصادر في شركات النفط أن أي اتفاق لم يحصل وأن أزمة البنزين مستمرة وستتصاعد يوم الاثنين إن لم يتم التوصل إلى حل. وكانت المصادر أشارت الى اجتماع عقد بين وزير الطاقة وممثل عن محطات الوقود وعن موزعي المحروقات وقد خرج هؤلاء بوعد من الوزير بجعالة متحركة وبتغطية 500 ليرة لسعر دولار صيرفة على أن يبدأ التطبيق الأسبوع المقبل.
المصدر : البناء
شارك هذا الخبر
اعتقال 3 إسرائيليين متهمين باستهداف منزل نتنياهو
إجتماع قريب لـ"الخماسية" والملف الرئاسي على الطاولة
الجيش نجم المرحلة المقبلة
13 بندًا في "الورقة الأميركية" التي تسلمها لبنان لوقف الحرب
بالفيديو: غارة عنيفة على منطقة الشياح
غارة عنيفة جدا على برج البراجنة
بالفيديو: لحظات ما بعد غارة الحدث
غارة عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa