زيارة أميركية لهيروشيما مع تصاعد التهديدات النووية الروسية

في الوقت الذي تلوح فيه روسيا باستعمال السلاح النووي في حربها المستمرة في أوكرانيا، أحيا رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، والسفير الأميركي في اليابان، رام إيمانويل، ذكرى ضحايا  الدمار الناجم عن الأسلحة الذرية.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرجلين وضعا، في لحظة كئيبة تحت المطر، إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لضحايا هيروشيما. وزارا متحف هيروشيما التذكاري للسلام، بالقرب من نقطة الصفر (أي النقطة التي سقطت فيها القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية).

وفي عام 1945، أسقطت الولايات المتحدة قنابل ذرية على هيروشيما وناغازاكي، مما أدى إلى تبخير المدن وقتل عشرات الآلاف من الناس على الفور، معظمهم من المدنيين.

وكانت الزيارة رمزية في وقت يتزايد التهديد الروسي بالسلاح النووي كما يتزايد التهديد من كوريا الشمالية. 

وقال كيشيدا إن الأزمة في أوكرانيا "تذكرنا بالطريق الوعر نحو عالم خال من الأسلحة النووية. وبصفتنا الدولة الوحيدة التي عانت من هجمات نووية في الحرب، فإننا نجدد تصميمنا القوي على أن كارثة الأسلحة النووية يجب ألا تحدث مرة أخرى أبدا".

وقتل ما يقدر بنحو 140,000 شخص خلال القصف الأميركي لهيروشيما في 6 أغسطس 1945 وما تلاه. وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ثانية، على ناغازاكي، مما أسفر عن مقتل ما مجموعه 80 ألفا. وبعد أسبوع، أعلن إمبراطور اليابان استسلام بلاده.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر الشهر الماضي بوضع قوات الردع الروسية في حالة تأهب خاصة، ما أثار انزعاج الغرب، حيث يؤكد كبار مسؤولي الحكومة الأميركية أن البيت الأبيض يضع خططا لكيفية إمكانية الرد إذا استخدمت روسيا أسلحة دمار شامل.

وهذا الأسبوع، رفض المتحدث باسم الكرملين استبعاد استخدام الأسلحة النووية، قائلا إنه يمكن استخدامها إذا واجهت البلاد "تهديدا وجوديا"، مع ترجيح أن تعمد موسكو لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية وليست الشاملة.

وتمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم بحوالي 6257 رأسا، حوالي 2000 منها هي أسلحة نووية قصيرة المدى تسمى أسلحة نووية تكتيكية محفوظة في منشآت تخزين في جميع أنحاء البلاد.

هذه الأسلحة النووية مصممة للاستخدام في ساحة المعركة ضد تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ.

ويمكن تحميل هذه الأسلحة على نفس الصواريخ قصيرة المدى التي تستخدمها روسيا حاليا في قصف أوكرانيا، مثل صاروخها الباليستي "إسكندر- إم"، الذي يبلغ مداه حوالي 500 كلم.

معظم الأسلحة النووية في الوقت الحاضر متغيرة القوة، مما يعني أن كمية طاقتها المتفجرة يمكن رفعها أو خفضها اعتمادا على الموقف والأهداف العسكرية.

لوحت روسيا مرارا وتكرارا خلال الشهر الماضي، بالتهديد باستخدام القوة النووية لردع الغرب عن التدخل في الحرب في أوكرانيا.