براكين جليدية في "الكوكب القزم" قد تدل على حياة سابقة

30/03/2022 11:55PM

كشف تحليل جديد لصور التقطتها بعثة "نيو هورايزونز" التابعة لوكالة ناسا لبراكين جليدية، في كوكب بلوتو، مفاجأة جديدة، لعلماء الفلك، تتمثل في إمكانية احتوائه على نوع من الحياة سابقا.  

ويدعى بلوتو "الكوكب القزم" بعدما أنشأ الاتحاد الفلكي الدولي تعريفًا جديدًا للكواكب العام 2006، فلم يستجب هو للمعايير التي تتطلب تسميته كوكبا قائما بذاته.

وبلوتو، موجود على حافة نظامنا الشمسي، في حزام كايبر، الذي يحتوي على أكبر عدد من الأجسام المتجمدة هناك والتي تدور بعيدًا عن الشمس. 

هذا العالم الجليدي الفريد، الذي يبلغ متوسط درجة الحرارة فيه سالب 232 درجة مئوية، هو موطن للجبال والوديان والأنهار الجليدية والسهول، لدرجة أنك إذا كنت ستقف على سطحه، فسترى سماء زرقاء مع ثلج أحمر، وفق تعبير شبكة أخبار "سي أن أن".

وأظهر تحليل جديد لصور التُقطت سنة 2015، منطقة مليئة بالمطبات والقباب على بلوتو لا تشبه أي جزء آخر من العالم أو بقية جوارنا الكوني.

قالت كبيرة الباحثين في معهد ساوث ويست، للأبحاث في بولدر بولاية كولورادو الأميركية، كيلسي سينغر: "وجدنا حقلاً من البراكين الجليدية الكبيرة جدًا التي لا تشبه أي شيء آخر رأيناه في النظام الشمسي".

وكشفت أن بعض القباب التي لوحظت في الصور تندمج معًا لتشكل جبالًا أكبر.

وقالت إن تلك البراكين الجليدية نقلت مواد من الباطن إلى السطح وخلقت تضاريس جديدة.

تقول معبرة عن ذلك المشهد: "سرعان ما تحول الماء إلى جليد بمجرد وصوله إلى درجات الحرارة المتجمدة لسطح بلوتو".

وقالت سنغر إن الطريقة التي تبدو بها هذه البراكين الجليدية مختلفة تمامًا عن أي براكين عبر النظام الشمسي، سواء كانت جليدية أو براكين صخرية. 

تقول "لقد كوّنت جبال شاهقة، ولديها نتوءات كبيرة في كل مكان".

وبما أن بلوتو يمتلك سطحا صخريًا  يعتقد العلماء أن الكوكب يفتقر إلى الكثير من التدفئة الداخلية، وهو أمر ضروري لتحفيز النشاط البركاني، وتفسير منطقي لعدم ثوران أي منها.

لاحظ فريق البحث الذي قادته سينغر أيضًا أن المنطقة ليس بها أي حفر، مما يشير إلى أن البراكين الجليدية كانت نشطة نسبيًا وأن عمق سطح بلوتو يحتوي على حرارة متبقية، ولكنها بعيدة.

وأضافت سينغر أن البراكين الجليدية تشكلت على الأرجح "في حلقات زمنية متعددة" ومن المحتمل أنها كانت نشطة منذ 100 مليون إلى 200 مليون سنة.

وقالت : "ربما كانت هذه المادة الجليدية عبارة عن مزيج من الثلج والماء".

وأوضحت أن الجو البارد جدًا على سطح بلوتو جعل من الصعوبة أن يبقى الماء سائلا لفترة طويلة. 

وعندما حلقت نيو هورايزونز بالقرب من هذه المنطقة، لم يشهد الفريق أي نشاط بركاني جليدي حالي، لكنهم قالوا إن من الممكن أن البراكين الجليدية ما زالت نشطة.

وقالوا "يمكن أن تكون مثل البراكين على الأرض التي تظل كامنة لبعض الوقت ثم تنشط مرة أخرى".

ويمكن أن يشير العثور على هذه البراكين الجليدية إلى أن المحيط تحت السطحي لا يزال موجودًا  وأن المياه السائلة يمكن أن تكون قريبة من السطح.

وبالاقتران مع فكرة أن بلوتو يحتوي على باطن أكثر دفئًا مما كان يعتقد سابقًا، تثير النتائج أسئلة مثيرة للاهتمام حول إمكانية احتواء الكوكب القزم على حياة سابقة.

في هذا السياق قالت سينغر: "لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه أي كائنات حية تحاول البقاء على قيد الحياة هناك، سيظلون بحاجة إلى بعض مصادر المغذيات المستمرة، وإذا كانت البراكين عرضية فإن الحرارة والمياه المتاحة متغيرة، وسيكون صعبًا على أي كائنات أن تستمر"

ويتطلب التحقق من هذه الفرضيات، إرسال مركبة مدارية إلى بلوتو، لكن سينغر قالت: "إذا أرسلنا مهمة مستقبلية، فيمكننا استخدام رادار اختراق الجليد للتوجه مباشرة إلى عمق بلوتو لرؤية شكل السباكة البركانية هناك".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa