فرحة "الشعنينة" غائبة... أسعار الشمع تحلّق والعائلات عاجزة

10/04/2022 09:59AM

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"


كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

لم يستطع أبو مجد هذا العام شراء شمعة لطفلته ورد، ودموعها لم تجف منذ الأمس، بعدما تبيّن أنّ سعر الشمعة الملائمة لفستانها 250 ألف ليرة، وهو مبلغ يعجز أبو مجد عن تكبّده مع ما يعانيه من ديون.

حال أبو مجد لا يختلف عن وضع عدد كبير من اللبنانيين، حيث يأتي عيد الشعانين هذا العام لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي محمّلًا بأزمة اقتصاديّة غير مسبوقة، مترافقة بمستويات قياسية لدولار السوق السوداء، وسط ضيقٍ في العيش واستحالة في تأمين أبسط الاحتياجات.

أطفال كثر سيحرمون من فرحة "الشعنينة" التي لا تكتمل من دون شمعة. فهذا العيد المعروف بعيد الأطفال، لم يعد كذلك بعدما لم تستطع عائلات عدة إدخال الفرحة إلى قلوب أبنائها إن كان من خلال ثياب جديدة أو من خلال شمعة تضيء هذا السواد المحيط بنا. 

الأسعار خياليّة

في جولة لـ "السياسة "على المحال التجارية، يتبيّن لنا أنّ الأسعار ارتفعت بشكل خيالي تخطى الـ 100%. حيث وصل متوسط سعر الشمعة الواحدة الى الـ 300 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يساوي نصف الحد الأدنى للأجور لأيّ موظف لبناني.

الأرقام الصادمة لا تنتهي هنا، بل أنّ بعض المحال التجارية سعّرت الشموع بالدولار الأميركي ليصل سعر الشمعة الى الـ 20 $، تُدفع بالدولار "الفريش" أو حسب سعر الصرف، ليكون السؤال: بما أنّ الشمع يُصنّع محليًّا ويُزيّن في لبنان، لماذا يُسعّر بالدولار؟ 

هذا الواقع المحزن، دفع العديد من العائلات الى عدم شراء شمع الشعنينة والاستعانة بشموع السنة الماضية أو تزيين شمعة عادية في المنزل، بواسطة غصن زيتون.

الحركة ضئيلة

لا يخفي هذا الواقع غصّة الأهالي العاجزين عن تأمين الفرحة لأولادهم، فوالد الـ 4 أولاد كيف سيستطيع شراء أربع شموع؟فسعرها سيساوي فاتورة مولد لشهر واحد.

وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الأهالي، بل يمتد لتصل شظاياه الى أصحاب المحال الذين ينتظرون مواسم الأعياد لتعويض الخسائر.

وفي جولة لـ "السياسة" على بعض المحال التجارية، يتبيّن أن الحركة ضئيلة جدًا، فلا زحمة زبائن تشبه تلك التي كانت تشهدها المحال مع عيد الشعانين، وطبعًا السبب الرئيسي هو الارتفاع الكبير في الأسعار.

وهذا الفتور التجاري، سيسبّب خسائر جديدة لأصحاب المحال هم بغنى عنها.

وعليه، يوم "الشعنينة" سينتهي، البعض سيفرح والبعض الآخر كالطفلة ورد سيفهم منذ الصغر أن الحياة في هذا البلد صعبة جدًا ومؤلمة، بسبب طبقة سياسية لا تشبع من النهب. حتى وصلت إلى سرقة فرحة الأطفال من عيونهم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on news@elsiyasa.com | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa