بنوك الطعام على "حافة الانهيار" مع ارتفاع مستويات الفقر في بريطانيا

11/04/2022 03:20PM

حذرت مجموعة تتألف من أكثر من 550 بنك طعام في جميع أنحاء بريطانيا من أنهم يقتربون من "حافة الانهيار" مع الإقبال الكبير على خدماتهم وسط ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير في البلاد، وفقا لما ذكرت صحيفة "إندبندنت".

وقد أدى ارتفاع تكاليف الغذاء وفواتير الطاقة إلى دفع الأسر إلى حافة الهاوية، مع تضاعف الطلب على المساعدة في بعض بنوك الطعام منذ الأشهر الأخيرة من العام 2021.

في رسالة اطلعت عليها "إندبندنت"، طالبت شبكة المعونة الغذائية المستقلة (IFAN) وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، باتخاذ إجراءات فورية للحد من الفقر والجوع "المتزايدين بسرعة".

ودعت المجموعة إلى زيادة المزايا للفقراء بنسبة 8 في المئة، بما يتماشى مع التضخم المتوقع، وإنهاء خمسة أسابيع من الانتظار للحصول على المزايا، وتقديم مدفوعات الأزمات النقدية للأسر التي تعاني من أسوأ معاناة لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ وقت طويل.

وبحسب الصحيفة فإن وزير المالية متهم بالفشل في حماية أفقر العائلات من خلال اختيار عدم تقديم أي مساعدة إضافية على الفواتير أو المزايا.

وقالت المجموعة في الرسالة التي وجهتها أيضا إلى رئيس الحكومة، بوريس جونسون: "نحن قلقون للغاية بشأن حجم المعاناة التي نشهدها، فضلاً عن قدرتنا على منع الناس من الجوع في الأسابيع والأشهر القادمة".

وأضافت الرسالة: "يجب اتخاذ إجراءات على وجه السرعة لزيادة دخل الناس بشكل حاسم ... فبنوك الطعام تصل إلى نقطة الانهيار".

"فقر مدقع"

وقالت مديرة جمعية "سكند تشانس مدواي"، بيني كيفيل إن مشروع المعونة الغذائية الخاص بها يساعد الآن حوالي 2000 أسرة كل شهر وهو ضعف عدد الأسر التي كانت تساعدها في أكتوبر.

وأضافت: "إنها أسوأ حالة فقر رأيتها منذ 30 عامًا، فالناس يأتون إلينا بدموع غزيرة ولسانهم حالهم يقول أما أن أدفع الفواتير أو أطعم أطفالي، لنقول لهم ادفعوا فواتيركم ودعوا إطعام ابنائكم علينا".

واضطرت بعض بنوك الطعام إلى خفض كمية الطعام التي تقدمها لأن العرض لا يتناسب مع الطلب.، وهنا توضح كيفيل قائلة: "نحن جميعًا على حافة الانهيار وسيكون كفاحًا حقيقيًا لمساعدة الجميع، وبالتالي على الحكومة أن تفعل شيئا".

من جهته، أوضح منسق بنك طعام "ميكا ليفربول"، بول أوبراين، أنهم شهدوا زيادة في الطلب على المساعدة من 220 طردًا أسبوعيًا في العام 2020 إلى حوالي 400 طرد أسبوعيًا في الوقت الحالي بسبب ارتفاع تكلفة الفواتير التي باتت تثقل كاهل الناس.

وأردف: "إنه نوع من المشقة التي لم أرها من قبل، فنحن نرى أسرًا تعيش في غرفة واحدة للتدفئة لأنها لا تستطيع تحمل تكلفة التدفئة، وبعض الناس يرفضون أخذ الخضار لأنهم لا يستطيعون طهيها".

ونوه إلى إن بنوك الطعام تواجه ضغوطا "مستحيلة" مع انخفاض في كمية الطعام التي يتبرع بها الجمهور، لافتا إلى أن الاحتياطيات المالية لديهم لا تكفي لشراء مواد غذائية إضافية من المتاجر، وكل ذلك يتزامن مع وزيادة هائلة في عدد الأشخاص المحتاجين .

وأكد أوبراين أن  بنوك الطعام باتت غير قادرة مواكبة الطلب المتزايد، موضحا: "أخشى انهيار بعض المؤسسات الخيرية مما يترك الناس في فقر مدقع ".

أرقام المحتاجين في ازدياد

وفي سياق ذي صلة شهدت منظمة Citizens Advice الخيرية عددًا قياسيًا من المحتاجين الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أنها أحالت في شهر مارس الماضي ما يقرب من 25 ألف شخص إلى بنوك الطعام أو أنواع أخرى من الدعم الطارئ  بزيادة 44 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.

يقول المستشارون في المؤسسة الخيرية إن بعض الآباء لجأوا إلى غسل الملابس يدويًا لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة تشغيل الغسالة، وهناك آخرون، بمن فيهم أولئك الذين خرجوا للتو من المستشفى، يلفون أنفسهم في البطانيات لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة استخدام التدفئة.

وقالت كوليت، وهي أم لطفلين صغيرين في مقاطعة لانكشاير إنها باتت تتخلى عن وجبات الطعام الخاصة بها للتأكد من أن أطفالها لديهم ما يكفي من الغذاء.

وكانت تلك الأم قد اضطرت إلى اللجوء إلى بنوك الطعام بانتظام منذ صدور التعريفات الجديدة في ديسمبر والتي أدت إلى ارتفاع فواتير الغاز والكهرباء بنسبة 50 في المائة.

وزادت "يحز في نفسي أن تصبح بنوك الطعام هي القاعدة بالنسبة لنا، وأنا الآن أواجه ديونًا تقترب من 1000 جنيه إسترليني بسبب فواتير الطاقة، لذا فإن فكرة رفع الأسعار مرة أخرى في أكتوبر سوف يكون أمرا مرعبا".

وأضافت: "يتعين على المسؤولين في الحكومة تقديم المزيد من المساعدة وعليهم أن يفهموا ما نواجهه جميعًا".

واتهم قادة المؤسسات الخيرية سوناك بالفشل في حماية أفقر الناس لأن زيادة الدعم البالغة 3.1 في المائة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين لا تتطابق مع التضخم المتوقع أن يصل إلى 7.7 في المائة هذا الشهر.

وقالت مؤسسة جوزيف راونتري إنها تمثل أكبر انخفاض في قيمة المعدل الأساسي لإعانة البطالة منذ 50 عامًا.

ويخشى بعض المحافظين من أن فشل سوناك في توسيع المساعدة في الفواتير وإعانات البطالة سوف يكلف الحزب غالياً في الانتخابات المحلية في مايو القادم.

وقال أحد كبار الشخصيات في حزب المحافظين لصحيفة إندبندنت: "الجمهور ليسوا سعداء بتكلفة المعيشة والزيادات الضريبية، وسيكونون أقل سعادة في غضون شهر بمجرد استلامهم الفواتير، وبناء على ذلك يجب على المستشار أن يفعل المزيد قبل الخريف".

وقال النائب عن حزب المحافظين، أندرو بريدجن، إن سوناك قد يضطر إلى النظر في ميزانية طارئة قبل العطلة الصيفية للبرلمان، مضيفا: "الناس في وضع صعب للغاية خلال الـ 12 شهرًا القادمة، وسنضطر إلى تقديم المساعدة".

ودعمت وزارة المالية صندوق دعم الأسرة بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني الشهر الماضي، وقدمت المزيد من الأموال للسلطات المحلية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أسوأ معاناة تمر بها البلاد منذ عقود طويلة.

ومع ذلك، أكدت كل من شبكة المعونة الغذائية المستقلة وشبكة بنك الطعام Trussell Trust  أن المجالس المحلية استخدمت تلك الأموال لتوزيع القسائم أو إعطاء أموال إضافية للجمعيات الخيرية، تاركين المشكلة الأساسية المتمثلة في انخفاض الدخل دون معالجة.

وحثت منسقة شبكة المعونة الغذائية، سابين جودوين،  الحكومة على اتباع نهج "النقد أولاً" من خلال زيادة إعانات البطالة، مؤكدة أن وزير المالية لا يستطيع الانتظار أن ينتظر حتى إقرار ميزانية الخريف لفعل ذلك.

وختمت بالقول: "على الحكومة اتخاذ تدابير سريعة لزيادة الدخل المنخفض بشكل مباشر".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa