"لن ننسى ولن نسكت".. لقاء تضامني في الذكرى التاسعة لخطف المطرانين يازجي وابراهيم

12/04/2022 04:33PM

اقام "اللقاء الارثوذكسي" والرابطة السريانية لقاء تضامنيا في فندق "لوغبريال- الاشرفية، في مناسبة مرور 9 أعوام على خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم بعنوان "لن ننسى ولن نسكت"، شارك فيه الوزير السابق سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب نقولا نحاس ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاعلام زياد المكاري ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، المتروبوليت الياس كفوري ممثلا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الأرشمندريت بارين وارطانيان ممثلا بطريركية الارمن الارثوذكس، المطران جورج صليبا عن كنيسة السريان الارثوذكس، المتقدم في الكهنة بورفيريوس جرجي ممثلا رئيس اساقفة بيروت للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس عوده، الأب مروان عاقوري ممثلا رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، رئيس الطائفة القبطية الكاثوليكية الأب أنطونيوس إبراهيم، الأب جورج يوحنا ممثلا كنيسة المشرق الآشورية، الدكتور الياس متى ممثلا كنيسة الأقباط الأرثوذكس، عضو المجلس الأعلى للكلدان سعيد أخرس، رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس، رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم، رئيس الرابطة الأرثوذكسية الدكتور صلاح رستم،  رئيس المجلس العام الماروني ميشال المهندس ميشال متى، وهيام البستاني ممثلة "المؤسسة المارونية للإنتشار" 

 

بعد النشيد الوطني، استهل اللقاء بكلمة الأمين العام لـ"اللقاء الارثوذكسي" النائب السابق مروان ابو فاضل رحب فيها بالحضور، وقال: "ها هي تطل علينا الذكرى التاسعة لغياب المطرانين بوطأة الانتظار العقيم، ففي زمن اندحار المشاريع التكفيرية لم تنكسر حتى الآن السلاسل التي تقيدكما. متسائلا ما هو السر الدفين الذي يلف هذه القضية الانسانية فلا خبر ولا معلومة؟". 

 

وقال كرم: "لا تبرح ذاكرتنا صورة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، على الرغم من مرور سنوات تسع على اختطافهما، وعدم معرفة مصيرهما. هل هما في عداد الاحياء، أو الشهداء الأبرياء الذين فتكت بهم قوى الشر والظلام التي عاثت في مشرقنا، وعبثت بتعدديته، وبما يمثل من مساحة حضارية، قائمة على تفاعل الرسالات السماوية على أرضه التي أنبتت ابراهيم الذي تنتسب اليه الديانات السماوية".

 

وأضاف: "إن الذين خطفوا المطرانين اليازجي وابراهيم، ومن حرضهم على جريمتهم هذه، هم إلغائيون، ضامهم أن يعمل المطرانان على وقف الاقتتال، وتجنيب مدينة حلب وريفها ويلات الحرب، والحفاظ على ما تضم من تنوع، وتكريس العيش الواحد بين مكوناتها. استفزهم الدور الذي اضطلع به المطرانان يازجي وابراهيم، وسعيهما لتأكيد التآخي الإسلامي - المسيحي في المدينة وجوارها، فلم يجدوا وسيلة لانهاء هذا الدور، وإخراس الأصوات المعتدلة، إلا بخطفهما، وضرب ستار من الكتمان والتعمية حول مصيرهما".

 

وتابع: "إننا إذ ندين الصمت الرسمي الاممي، الدولي، العربي على هذه الجريمة النكراء، ونأسف للامبالاة لدى المرجعيات الروحية الدولية على اختلافها، والفتور الذي شاب متابعتها هذه القضية، بما تستحق من اهتمام نظرا الى خطورتها، وفداحة انعكاساتها على الحضور المسيحي الامن في هذه المنطقة من العالم، نرفع الصلاة متحدين بالتأمل والتضامن مع اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية، ضارعين إلى الله كي يميط اللثام عن فاجعة خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، وكشف ملابساتها، ومن أقدم على خطفهما، ولمصلحة من؟ ولأي غاية؟ إن من خطف يازجي وابراهيم، إنما أراد تسديد طعنة نجلاء الى الحوار، والتسامح، وقبول الاخر، والعيش الواحد، من أجل تثبيت الاحادية ونهج الالغاء، بالعنف والدم والنار".

 

وأردف: "سنبقى نشهد لإيماننا المسيحي في هذا الشرق، ولن نخلي الساحة، أنى كثرت التحديات واشتدت وطأتها. هنا تاريخنا، هنا ارضنا، هنا ولد المسيح وعاش وصلب ومات ودفن، وقام حيا مدحرجا الحجر عن قبره، راسما فجر القيامة".

 

وختم: "نصلي لكي يعود إلينا المطرانان يازجي وابراهيم، وأن نستأنف العمل على توطيد قناعاتنا في الحفاظ على هوية مشرقنا التعددية، ووجهه الحضاري، ليعم السلام والوئام ربوعه".

 

بدوره، قال متى: "في عام 2013، أقدم إرهابيون على خطف متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الأرثوذكس المطران يوحنا ابراهيم قرب مدينة حلب. تسع سنوات مضت والمخطوفان مغيبان، أما الذكرى فلا تزال حية، لكن الضمير مستتر. صلاتنا تتجدد مع بزوغ كل فجر وغروب كل شمس ليعود المختطفان المظلومان إلى رعيتيهما سالمين".

 

وأضاف: "خطف مطرانين يلخص ما يعانيه المسيحيون في الشرق: استهداف تخطى شكل الإضطهاد ليلامس الوجود والحضور والكيان. الرسالة كانت واضحة ولا تزال، لم يعد ثمة حصانة للمسيحيين في الشرق. هو الإرهاب التكفيري آفة هذا العصر، وعلى الدول كلها والحكومات والأحزاب والتيارات كافة أن تتصدى لها. فالإرهاب بات مؤسسة دولية، أكبر من حجم بلادنا. أي تهاون في مواجهته، هو تعاون مع الشيطان. إنه سرطان العصر، لا يكفي أن تستأصله وحده بل أن تعالج بيئته الحاضنة وتطوق مجتمعه الفكري، خشية عودة توالده".

 

وتابع: "نحتفل بالأعياد هذه السنة، وغبار الإرهاب لا يزال يتطاير في كل قطر. إشعال الحروب وإراقة الدماء وانتهاك الأموال ليس جهادا، إنه الإجرام بملئه. في شهر الحب المتألم، أوطان مشرقية لا تزال مضرجة بالدم. هو الشرق يحترق، وصوت الحق يختنق. الشرق الذي تفتحت فيه عينا المخلص على نور الشمس الدافئة، ضربه الإرهاب بالأمس وطعنت كنيسته المشرقية في الصميم، واختطف أحبارها وسفكت دماء أبنائها، واقتلعوا من أرض أجدادهم بدم مجرم حاقد، وبرودة دولية متآمرة. هي الأسرة الدولية تخاذلت وتوارت وصمتت وأخفت وجهها خلف ضباب الدجل السياسي. بالطبع لن ينتهي الإرهاب هنا، والإرهابيون لن يتعظوا، لأن الإرهاب خرج من إطار العمل الفردي ليصبح مسارا في ذاته، له الأيديولوجيا، له الميليشيا، له الأتباع، له الشبكات العنكبوتية المتقاطعة والمزروعة على مساحة العالم. ولبنان والعالم المشرقي ليسا بمنأى عنه، هو داخل دوامته، يواجهه على أرضه حينا، ويصاب بشظاياه مع كل هجمة تطال الدول كافة، أحيانا أخرى. لا تستطيع قوة مهما تجبرت أن تخنق صوت الحق وتخمد نبض الأحرار".

 

وقال: "إن الملح، اليوم أيضا، بقدر التصدي للارهاب التكفيري، هو الصمود في ظل أخطر أزمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية. فلبنان الذي نريده، هو لبنان الرسالة، منبر الحرية، منجم الفكر المتنور، واحة الديمقراطية. أما لبنان الإرهاب والعنصرية والمذهبية والتلاعب بمصير الناس وحقوقهم وصحتهم وأمنهم وسلامتهم، فأتت الساعة كي نتحرر منه وندفنه ونقوض أساساته، في عالم يتقمص فيه الإرهاب كل أنواع البربرية تبقى الأخوة في الإنسانية، وثقافة الإنفتاح، وعقيدة المحبة، الرد الحتمي على تحديات التخلف والحروب العبثية المدمرة والأطماع التوسعية. الإيمان الحق، ليس بتدمير الحضارة وترويع البشر، إنه في مكافحة هذا الكفر وما جره هذا الفكر من حوادث وكوارث".

  

وأضاف: "تسع سنوات مضت والمطرانان ما زالا مخطوفين ومغيبين، ألم يحن الوقت لكي تتحد الكنائس في العالم أجمع، وتتماسك لمواجهة الأخطار والمخططات الجهنمية التي تجرأت على خرق جسدها المقدس؟ فالمطلوب اليوم قبل الغد، متابعة هذه القضية الصعبة والشائكة، وإبقاؤها حية حتى الوصول إلى الهدف الأهم ألا وهو الحرية لمطراني حلب. على كنائسنا أن تبقى وفية لرسالتها، أمينة لحضارتها، مخلصة لحقيقتها، متمسكة بحقوقها. وكما بالأمس كذلك اليوم، عليها أن تجدد دورها الميلادي ولا تتأثر بهول الإرهاب المتفجر حولها".

 

وتابع: "أمام هذا الحدث الجلل، مرحلة جديدة دخلها العالم المسيحي في الشرق. الإستهداف واضح، وجواب المسيحيين المشرقيين المظلومين الشرفاء واضح هو الآخر: المسيحيون اليوم أمام دمار شامل لمناطقهم، ومدنهم وبلداتهم ومجتمعاتهم، ثمة نزف ناتج من الهجرة. المسيحيون يهجرون الشرق بأعداد غير مسبوقة، مع ما يعني ذلك من فقدان لاحق للروابط التاريخية والتراثية ومن ضرب للجذور. يترافق ذلك مع عدم وضوح في الرؤية وقلق على المستقبل يعززهما انحلال الثقة بسائر المكونات الطائفية وتمزق روحية التعايش السلمي والتغير الديموغرافي العميق. أمام هذا الإستهداف، المسيحيون المشرقيون مدعوون الى التعالي فوق جراحهم، والقفز فوق انقساماتهم، وتوحيد الصفوف والتحرك من أجل إيجاد رؤية موحدة وخارطة طريق واقعية، قابلة التنفيذ".

 

وختم: "كي لا ننسى هذه القضية، أردنا هذه الوقفة اليوم. ومع رؤية القيامة، سلام، لا بد أن يلوح في الأفق. لأن الله محبة، له الكلمة الفصل، وبه الغلبة".

 

وقال رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام: "لا خبر لا سر لا أثر، هو اختصار قضية مسيحيي الشرق. شعوب مخطوفة لا يسأل عن مصيرها أحد. لا مواطنة لا مساواة لا حريات لا كرامة انسان لا تنوع لا تعدد، يبدو أننا في قلب الجحيم". 

ثم القى جريصاتي كلمة قال فيها: "صحيح أننا أبناء الرجاء والمحبة ورسال العيش معا والتسامح والايمان الصلب بأن نور الله يقوي دائما على الظلمات ويجعلنا نتغلب على الصعاب، وصحيح أيضا ان بهاء كنيستنا المشرقية وعظمتها ورسوخها في هذا الشرق موئلا مبكرا لحضارته، يجعل منها هدفا للتطرف والارهاب، على ما حصل حين اختطف الحبران الغاليان من كنيستي بيزنطيا وانطاكيا".

 

وأضاف: "يبقى أن قضية الخطف هذه يجب أن تبقى في وجدان كل منا، كالشعلة المتقدة تنير الدرب التي هي دربنا في أرضنا وأوطاننا في شرقنا، والامل يحدو بنا، الى أن نرفع يوما الستارة السوداء عن هذه القضية وقد أصبحت سوريا بمعظم اراضيها في كنف الشرعية. والدولة اللبنانية لم تأل جهدا في هذا الشأن، حيث كلف وتكفل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم التواصل مع الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية في هذا السياق".

 

وختم: "تحية من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنقلها بأمانة الى "اللقاء الارثوذكسي" والرابطة السريانية، والى هذا الجمع الكريم".

 

وألقى نحاس كلمة جاء فيها: "هذه الذكرى أليمة جدا لنتذكر هامتين دينيتين لا نعرف عنهما شيئا حتى اليوم غائبان ولكنهما موجودان دائما. اعتقد ان هذه الدراما التي نعيشها في المنطقة يجب الا تمنعنا عن معرفة الحقيقة لكي نسترجعها الذي هو نوع من الاصول الاساسية لحياة الشعوب. لأن الذي يرعى حياة الشعوب هي القوانين والحقوق وكل الاجراءات التي توفر العيش الكريم. فعندما يغيب اثنان من هذه المرجعيات الدينية من دون وجود اي اشارة: لماذا وكيف خطفا؟ هذا لايطاولهما فقط بل يطاولنا جميعا في عيشنا المشترك بين مكونات هذه المنطقة، ولذلك يحب ان نسعى دائما الى بلوغ الحقيقة وهي اقل شيء تجاه المطرانين الجليلين".

 

والقى الوزير المكاري كلمة قال فيها: "تحل الذكرى التاسعة لخطف متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران بولس يازجي، ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الأرثوذكس المطران يوحنا إبراهيم، لتذكرنا بمأساتنا في هذا الشرق.  

9 أعوام مرت، والألم لا يزال يعتصر قلوبنا على هذا الغياب المؤلم، وكم كنا نتمنى أن ينعقد هذا اللقاء السنوي هذه السنة، احتفالا بفرحة عودتهما إلى رحاب الحرية التي نصلي من أجل أن تكون سريعة".

 

وسأل: "ما هي الخطيئة التي ارتكبها هذان الحبران الجليلان كي يخطفا؟ وما هو الإثم الذي ارتكباه كي لا يطلقا، ولكي يجهل مكان وجودهما؟ لا شيء يفسر أو يبرر استمرار مأساتهما، وقد دفعا من دون شك ضريبة البقاء والتجذر في الأرض، تماما كما سائر أبناء هذا الشرق".

 

وأضاف: "لم يكن هذا التغييب القسري تغييبا لأشخاص أعزاء علينا. تركوا أثرا كبيرا فينا وفي مجتمعنا، إنما هو محاولة إلغائية للتفريط بنعمة التعايش في هذا الشرق المتنوع.  

إن تغييب أشخاص من طينة هؤلاء، وغيرهما كثر من كل الطوائف - ونحن في لبنان مررنا في هذه التجربة الأليمة - هو محاولة لتغيير مسار التاريخ، مسار الانفتاح، والتواصل والحوار لمصلحة مسارات ظلامية تقوم على الإلغاء، والمشاريع الهدامة.

 

وتابع: "لقد تجاوز الاعتداء على المطرانين مسألة الاعتداء على طائفة معينة. فما نتعرض له من ظلم وفتن وأحقاد وكراهية ومؤامرات، يدعونا جميعا إلى التضامن في مواجهة من يحيك هذه المؤامرات لأوطاننا، ويسعى إلى تفتيتها، وتمزيق نسيجها القائم على أساس التنوع المثمر والعيش الواحد".

 

ختم: "وجودنا اليوم، لنستذكر المطرانين اليازجي وإبراهيم، هو صوت صارخ ليس دفاعا عنهما فقط واستذكارا لهما ومطالبة بمعرفة مصيرهما، إنما هو صوت مقاوم دفاعا عن معنى الوجود والتنوع ضد محاولات الإلغاء والتغييب القسري.  

ولذلك، نقول: لن يخطف هذا الشرق، ما زلنا هنا نطالب بالتنوع.  

لن يغيب هذا الشرق، ما زلنا هنا نتذكر ركائزه الثقافية والدينية.

ومن على منبر هذا الملتقى، ندعو إلى إعادة إحياء الجهود لإعادة ملف خطفهما إلى الواجهة، ومعرفة مصيرهما. فلنصل من أجل عودة المطرانين يازجي وإبراهيم سالمين، وعودة كل مخطوف إلى دياره". 

 

بدوره، شدد المطران كفوري على "أهمية هذه المناسبة"، مؤكدا "الاستمرار في متابعة قضيتهما الانسانية". 

 

والقي كلمات تضامنية اجمعت على "استنكار هذا الخطف الشنيع"، مستهجنة "الصمت والغموض الذي يلف هذه القضية الانسانية التي تحمل في طياتها معاناة مسيحيي المشرق، وتهدف الى تأجيج الصراع الديني والحضاري في ربوعنا"، مشددين على أن "ارادة الحياة والثبات في أرضنا هي أكبر من كل المؤامرات التي حيكت وقد تحاك على أبناء المنطقة".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa