بعد روايات روسية متضاربة.. عائلات بحارة "موسكفا" تبحث عن أبنائها

23/04/2022 03:55PM

استغرق الأمر من الجيش الروسي أكثر من أسبوع للاعتراف بمقتل جندي وفقدان 27 آخرين نتيجة غرق إحدى أهم سفنه الحربية في البحر الأسود من جراء هجوم صاروخي أوكراني لم تقر به موسكو.

وجاء هذا الاعتراف بعد أن بدأت عائلات الجنود في البحث بشكل يائس عن أبنائهم الذين، على حد قولهم، خدموا على متن السفينة ولم يعودوا إلى المنزل، مشككين برواية السلطات التي تحدثت في البداية بأن الطاقم بأكمله قد تم إجلاؤه.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في إعلان مقتضب، الجمعة، إن أحد أفراد الطاقم لقى حتفه وفقد 27 آخرون بعد حريق ألحق أضرارا بالطراد موسكفا الأسبوع الماضي، بينما تم إجلاء 396 آخرين. ولم تقدم الوزارة أي تفسير لمزاعمها السابقة بأن الطاقم الكامل نزل من السفينة قبل غرقها.

وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" فإن الغموض كان يكتنف ما جرى لموسكفا، منذ لحظة الإبلاغ عن غرقها لأول مرة في 14 أبريل.

ولم تعترف وزارة الدفاع الروسية بالهجوم الأوكراني، واكتفت بالقول إن حريقا اندلع على متن السفينة بعد انفجار ذخيرة مما تسبب في أضرار جسيمة.

كذلك أصرت موسكو أن السفينة ظلت طافية وتم سحبها إلى ميناء، لتقر بعد ذلك بساعات بأنها غرقت في عاصفة. ولم يتم توفير أي صور للسفينة أو لعملية الإنقاذ المفترضة.

وبعدها بأيام قليلة، نشر الجيش الروسي مقطع فيديو قصيرا صامتا ظهر خلاله، على حد قوله، قائد البحرية أثناء لقائه الناجين من الحادثة. ولم يتضح من اللقطات عدد البحارة الذين تم إجلاؤهم بالفعل إلى بر الأمان.

ونتيجة لذلك بدأت عائلات المفقودين بطرح التساؤلات حول مصير أبنائها، حيث انتشر منشور مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل يدعى ديمتري شكريبتس يقول إن ابنه، وهو مجند كان يعمل طاهيا في موسكفا، لا يزال مفقودا.

قال شكريبتس في منشوره إن "الجيش ذكر أنه تم إجلاء الطاقم بأكمله.. إنها كذبة! كذبة فاضحة وساخرة!".

وسرعان ما تبعه آخرون عبر منشورات مماثلة في مناطق متفرقة من روسيا. وتقول وكالة "أسوشيتد برس" إنها وجدت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتساءل عن مصير 13 شابا آخر على الأقل خدموا في موسكفا ولم تتمكن عائلاتهم من العثور عليهم.

تحدثت امرأة إلى وكالة "أسوشيتد برس" بشرط عدم الكشف عن هويتها، لأنها كانت تخشى على سلامة ابنها. قالت المرأة إن ابنها كان مجندا وكان على متن موسكفا لعدة أشهر قبل أن يخبرها في أوائل فبراير أن السفينة على وشك المغادرة لإجراء التدريبات، لتفقد الاتصال به لعدة أسابيع بعد ذلك.

لم تبدأ في البحث عنه إلا بعد يوم من علمها باحتمال سقوط ضحايا في الحادث، لأن التصريحات الرسمية من وزارة الدفاع قالت إنه تم إجلاء الطاقم. لكن لم يتصل بها أحد أو يرسل لها رسالة بخصوص مكان ابنها.

المكالمات التي أجرتها بمختلف المسؤولين العسكريين والخطوط الساخنة لم تصلها إلى أي مكان في البداية، لكنها استمرت. أتت مكالمة أجرتها وهي في طريقها إلى محل بقالة بأخبار قاتمة- أن ابنها قد تم إدراجه في عداد المفقودين وأن هناك فرصة ضئيلة في بقائه على قيد الحياة.

تتبع تصريحات الكرملين حول خسارة السفينة ومصير الطاقم نمطا تاريخيا كانت روسيا تواجه فيه في كثير من الأحيان أخبارا سيئة بالصمت أو الإنكار أو التقليل من شأن الخسائر.

تشمل الأمثلة السابقة حادث 1986 في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا، وغرق الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية كورسك في بحر بارنتس في عام 2000، وحرب الشيشان 1994-1996.

يقول المحلل السياسي عباس غالياموف إن غرق موسكفا يمثل ضربة سياسية كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين، ليس بسبب غضب العائلات وحسب، ولكن لأنه يضر بصورة القوة العسكرية لروسيا.

في غضون ذلك، تقول أسوشيتد برس إن بعض العائلات التي فقدت أبناءها تخطط لمواصلة البحث عن الحقيقة.

وكتب شكريبتس يوم الجمعة: "الآن سوف نحاول معرفة المدة التي يمكن أن يختفي فيها المرء في عرض البحر".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa