23/04/2022 04:21PM
أوضح خبراء لموقع "يورو نيوز" أن الصين، التي انتقدها الزعماء الغربيون بسبب موقفها المحايد من العدوان الروسي على أوكرانيا، قد سعت للحد من الأضرار مع دول أوروبا الوسطى والشرقية، مشيرين إلى أنه قد "فات الأوان" لجبر ذلك الكسر.
وكان الممثل الخاص لبكين لصندوق التعاون الاستثماري بين الصين وأوروبا الشرقية، هوو يوزين، قد سافر، خلال هذا الأسبوع، في جولة شملت 8 دول في المنطقة، وهي التشيك وسلوفاكيا والمجر وكرواتيا وسلوفينيا وإستونيا ولاتفيا وبولندا.
وبحسب المعلن فإن تلك الجولة كانت الرحلة تهدف إلى تعزيز المزيد من التعاون، لكنها جاءت أيضًا في الوقت الذي تواصل فيه بكين ادعاء الحياد بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقد رفضت بكين حتى الآن إدانة موسكو لعدوانها العسكري وأكدت مجددًا التزامها بعلاقة ثنائية متينة مع روسيا.
وكانت تقارير استخبارية قد ذكرت أن روسيا طلبت من الصين مساعدة عسكرية واقتصادية، مما دفع الدول الغربية - التي فرضت خمس جولات من العقوبات على روسيا بسبب الغزو - إلى إصدار تحذيرات من القيام بذلك.
وتعتبر الحرب في أوكرانيا "قضية وجودية" لبلدان وسط وشرق أوروبا، وبالتالي فقد ألقت أزمة أوكرانيا بظلالها على قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين في وقت سابق من هذا الشهر، حيث كانت بكين تأمل في التمسك بجدول الأعمال المخطط له قبل الحرب الذي يركز على العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ، بينما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على الأحداث في أوكرانيا قائلة: "إنها ليست مجرد لحظة حاسمة لقارتنا، ولكنها أيضًا لحظة حاسمة لعلاقتنا مع بقية العالم ".
وأوضحت أورسولا فون دير لاين أن الصين بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، "تتحمل مسؤولية خاصة جدًا" وأن أي دعم لقدرة روسيا على شن حرب "سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بسمعة الصين هنا في أوروبا".
"ضرر قد لا يجبر"
ولكن يبدو أن الضرر قد بدأت إرهاصاته بالفعل، إذ قالت الباحثة في برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، ماريكا أولبيرغ، إن "انحياز الصين لروسيا وإلقاء اللوم على الناتو أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لمعظم دول أوروبا الوسطى والشرقية"
وأضافت: "لا يبدو أن الحكومة الصينية تفهم، أو لا تريد أن تفهم، أن حرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا يُنظر إليها على أنها قضية وجودية بالنسبة لمعظم دول المنطقة".
وبالنسبة لأولبيرغ فإن"هناك فرصة ضئيلة في أن تتمكن الصين من الحد من الضرر على الأقل بشكل سطحي من خلال الوعد بالاستثمار، لكنني أعتقد أن معظم علاقات بكين مع دول المنطقة ستستمر في التدهور".
وأوضحت: "باستثناء تغيير موقفها بشكل حاسم بشأن الحرب في أوكرانيا، هناك القليل الذي يمكن للصين فعله للتعويض عن فقدان الثقة على المدى الطويل".
زادت الصين من بصمتها الاقتصادية والسياسية في منطقة وسط وشرق أوروبا على مدى العقد الماضي من خلال مبادرة الحزام والطريق باستثمارات لتعزيز التجارة الثنائية والبنية التحتية المحلية.
كان لهذا بعض التأثير على السياسة الداخلية للاتحاد الأوروبي مع بعض الدول الأعضاء التي استفادت من الاستثمارات باستخدام أصواتها لتخفيف الانتقادات الموجهة لبكين بشأن بعض القضايا.
فعلى سبيل المثال، رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تصريحات الاتحاد الأوروبي بشأن قمع التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ.
ولكن حتى قبل الغزو الروسي، فإن العلاقة بين الصين والكثير من الدول الأوروبية كانت غير مستقرة، وهنا يوضح الباحث في جامعة كورنيفوس في بودابست، تاماس ماتورا "أن العديد من من دول ما يسمى بتعاون 16 + 1 اشتكت من عدم وجود نتائج اقتصادية ملموسة جراء التعاون الاقتصادي مع الصين".
ونوه إلى أن " دور الصين في نشر جائحة فيروس كورونا وعودة عقلية الحرب الباردة في العلاقات بين الشرق والغرب قد أدى إلى تغييرات جوهرية للعديد من دول أوروبا الوسطى والشرقية، وقرر معظمهم تعزيز العلاقات السياسية والأمنية مع شركائهم التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
وأردف: "الدولة العضو الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لا تزال متمسكة بسياستها المؤيدة للصين هي المجر، بينما نأت دول مثل ليتوانيا وجمهورية التشيك بنفسها عن بكين ".
وشهدت ليتوانيا علاقة مضطربة بشكل خاص مع الصين خلال العام الماضي بعد السماح لتايوان بفتح مكتب تمثيلي (سفارة) باسم "تايوان" بدلاً من اسم"تايبيه الصينية" المعتمد من بكين.
وأدى الخلاف إلى قيام الاتحاد الأوروبي برفع قضية ضد الصين في منظمة التجارة العالمية مع اتهام الكتلة بكين بالانخراط في "ممارسات تمييزية" ضد ليتوانيا من خلال رفض التخليص الجمركي للبضائع المستوردة من الدولة الواقعة في بحر البلطيق.
بالنسبة للباحثة ماريكا أولبيرغ، فإن السيناريو الأفضل بالنسبة لبكين فيما يتعلق برحلة ممثلها إلى دول أوروبا الشرقية والوسطى، يتمثل في "جمع بعض البيانات العامة من السياسيين التي يمكن للحكومة الصينية استخدامها بعد ذلك لإظهار أن دول أوروبا الوسطى والشرقية والصين من المفترض أن يكونوا في نفس القارب".
لكنها اتفقت مع مادورا في عدم إمكانية انعكاس الاستثمارات الصينية بشكل إيجابي على دول المنطقة، مؤكدة أن الأزمة الأوكرانية قد عززت وحدة الاتحاد الأوروبي وأنه "نتيجة لذلك سوف تصبح مواقف الصين ستصبح أضعف في المنطقة على غرار ما يحدث مع روسيا".
وقال ماتورا "بما أن بكين لم تكن قادرة على تقديم أي مزايا اقتصادية ذات مغزى لأعضاء الاتحاد الأوروبي في أوروبا الوسطى حتى قبل الوباء والحرب، فلا أتوقع أي تحسن كبير في العلاقات الثنائية".
شارك هذا الخبر
عمليات حزب الله مستمرة وبيان يكشف التفاصيل
أزمة جديدة بين فرنسا وإسرائيل... ما السبب؟
قذيفة مدفعية تسقط على مقر قيادي لليونيفيل دون أن تنفجر!
عدد الشهداء كارثي في غزة!
الجبهة الجنوبية لم تهدأ...اليكم اخر التطورات!
بالفيديو...رامي نعيم يتخطى كل الحدود ويُعلنها….ترامب لن يُنهي الحرب بل الحزب… جعجع هو القائد والمفاوضات مسرحية!
حزب الله يكشف عن اخر عملياته في بيان مفصل
غارة على الطيري وقنابل مضيئة فوق المنطقة الممتدة بين الناقورة والبياضة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa