صندوق الدعم الفرنسي- السعودي... دعم للشعب ورسالة للسلطة!

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

في حين كان الدولار الأسود يكمل مساره التصاعدي على الرغم من الوقت المتأخر ليلًا، كان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، والوكالة الفرنسية للتنمية، و"مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" في السفارة الفرنسية في بيروت، يوقعون مذكرة "التفاهم الإطارية للصندوق السعودي الفرنسي لدعم الشعب اللّبناني"، والذي يهدف إلى دعم السكان المستضعفين في لبنان، وفقًا للبيان الصادر. 

لكن، ما سبب هذا الانفتاح الخليجي السريع؟ وهل نجح لبنان في ترميم علاقاته التي تدهورت كثيرًا مع محيطه العربي؟

الصحافي والمحلل السياسي، طوني بولس أكد في حديثه لـ "السياسة" أنّ السعودية تعتبر أنها الشقيق الأكبر للبنان على الرغم من أنه مرتهن للمحور الإيراني. ومن هذا المنطلق، لن تتخلى المملكة ومعها دول الخليج عن الشعب اللّبناني خاصة أنهم يعون أنّ رؤية اللّبنانيين تتطابق مع رؤية محيطه العربي. 

بولس، رأى أنّ العودة الخليجية والتطورات الأخيرة كلّها طبيعية. وفي ما يخص صندوق الدعم الذي عمل عليه الفرنسيون والسعوديون فإنّ هدفه دعم الشعب اللّبناني فقط. وقد لاحظ الجميع أنّ الجهات الرسمية غابت ولم تُدعَ وهذه رسالة واضحة تشير إلى أنّ النظام الحالي ساقط بنظر الشعب والدول العربية، لذلك لا تعامل معه. 

وسأل السلطة والجهات التي تريد ترك لبنان  في المحور الإيراني: هل تستطيع إيران أن تنشئ صندوقًا للبنان؟ طبعًا لا. والدول الوحيدة التي تساند لبنان في محنته هي الدول العربية والدول الغربية مع أنّ الثقل الأكبر هو للأصدقاء العرب. 

وعليه، بات واضحًا من يريد دعم الشعب اللّبناني ومن يريد استغلاله واستغلال ثرواته وموارده، وفقًا لبولس، الذي رأى أن إيران تحوّل بعض المواطنين من الطائفة الشيعية إلى وقود لمشاريعها. 

لافتًا إلى أنّ الكثير من السياسين اللّبنانيين قد انخرطوا بالمشاريع الإيرانية طمعًا بمكاسب سلطوية وبإمكانية الاستيلاء بسهولة على أموال الدولة بفعل الفساد. متهمًا إيران بدعم السلطة اللّبنانية الفاسدة على حساب الشعب لتضمن بقاء البلد منصة لمواجهة الدول العربية الشقيقة.