هجمات روسية انتقامية بسبب "التحديات الكبيرة" في شرق أوكرانيا

شنت القوات الروسية هجمات انتقامية، السبت، استهدفت مدنا وبلدات وقرى في شرق أوكرانيا، في الوقت الذي قال مسؤولون عسكريون غربيون وأوكرانيون ومحللون إن الهجوم العسكري الذي أطلقته موسكو في قلب المنطقة الصناعية في البلاد تباطأ بسبب الخسائر في صفوف قواتها ومشاكل لوجستية وتراجع معنويات جنودها.

وقالت روسيا إن قرابة 400 قذيفة مدفعية استهدفت معظمها مناطق القتال الشرقية، ووصفت الأهداف بأنها عسكرية، لكن أوكرانيا تقول إن مناطق سكنية، بما في ذلك مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، التي تتعرض للتدمير.

وكشف أحدث تقييم للنزاع صدر من المخابرات العسكرية البريطانية في وقت مبكر من يوم السبت، أن القوات الروسية تواجه نفس الصعوبات التي دفعت موسكو إلى وقف محاولة سابقة للاستيلاء على العاصمة كييف، وفقا لصحيفة "لوس إنجليس تايمز".

وعلى الرغم من الخطوات التي تتخذها روسيا لتحسين قدراتها القتالية في الشرق وتشكيل خطوط إمداد أقصر، إلا أن قواتها لا تزال تواجه "تحديات كبيرة"، حسب التقييم البريطاني.

وقال التقرير إن القيادة العسكرية الروسية تدمج وتعيد انتشار "الوحدات المستنزفة من التقدم الفاشل" في شمال شرق البلاد، مضيفا أن العديد من هذه الوحدات كانت على الأرجح تعاني من تراجع في المعنويات. كما أشارت إلى عدم اتساق الدعم الجوي و "نقص المهارات".

وأشار تحليل جديد آخر صادر من معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن إلى أن القوات الأوكرانية "نجحت في إبطاء" الهجمات الروسية في شرق البلاد.

وقال التحليل إن القوات الروسية أحرزت تقدما محدودا غرب مدينة سيفيرودونتسك لكنها ظلت "متوقفة" عند مفترق طرق استراتيجي جنوب مدينة إيزيوم.

وذكر محللون غربيون أن التكتيكات الذكية في ساحة المعركة يمكن أن تساعد الأوكرانيين في إلحاق خسائر كبيرة بالروس، كما فعلوا عندما كانت كييف تحت التهديد. 

وقال تقييم معهد دراسة الحرب إن الخطوط الأمامية متقلبة في بعض الأماكن، حيث تقوم القوات الأوكرانية "بمناورة دفاعية بدلا من الاحتفاظ بمواقع ثابتة".

وأعلن الجيش الأوكراني استعادة قرية روسكا لوزوفا "الاستراتيجية" بعد نحو شهرين على وقوعها تحت الاحتلال الروسي في شمال خاركيف في الشرق الأوكراني.

وتقع روسكا لوزوفا على بعد 18 كلم إلى الشمال من خاركيف وكانت تضم نحو خمسة آلاف نسمة قبل الحرب. ويعبر القرية الطريق السريع ام-20 الذي يربط المنطقة بالحدود الروسية ومن ثم ببلغورود.

وصنف الجيش الأوكراني روسكا لوزوفا "منطقة ذات أهمية استراتيجية". وقالت قيادة سلاح المشاة إن "العدو شن انطلاقا من هذه القرية ضربات استهدف فيها البنى التحتية المدنية والأحياء السكنية في خاركيف".