ليس الأفيون وحده... تجارة المخدرات تزدهر في أفغانستان

03/05/2022 07:54PM

لعقود من الزمان، كانت أفغانستان مركزًا عالميًا لإنتاج الأفيون، ويُقدر أنها تتنج 80 في المئة منه في العالم. والآن تشهد أيضا نمو صناعة مادة الميثامفيتامين المخدرة بسرعة فائقة، مما أثار مخاوف الخبراء والمسؤولين الغربيين من أن تصبح في ظل حكم طالبان، موردًا رئيسيًا لها مع ارتفاع الطلب عليها عالميا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

على مدى السنوات الست الماضية، تم بناء المئات من مختبرات الميثامفيتامين في أفغانستان، وفقًا لخبراء مستقلين ومسؤولين حكوميين سابقين وتجار مخدرات. كما يتم بناء المزيد كل شهر، حيث تجبر الأزمة الاقتصادية في البلاد الأفغان على إيجاد مصادر جديدة للدخل. 

وجاء الازدهار المفاجئ في إنتاج الميثامفيتامين بعد أن اكتشف تجار المخدرات ثروة محتملة في نبات محلي يسمى "الإيفيدرا"، يُعرف محليا باسم "عمان"، ينمو في البرية، ويعد مصدرًا طبيعيًا للمكون الرئيسي للدواء.

ويتمتع بائعو الميثامفيتامين في المناطق الريفية بغرب أفغانستان بحرية ممارسة تجارتهم منذ فترة طويلة. وقال عبد الودود، أحد تجار الميثامفيتامين في البلاد، إن الحكومة السابقة غضت الطرف إلى حد كبير، واتخذت طالبان نفس النهج منذ وصولها إلى السلطة. 

وأضاف عبد الودود: "السبب الوحيد لقيامنا بهذا العمل هو عدم وجود وظائف أخرى. بالطبع، إذا ساء الاقتصاد، سيبدأ المزيد من الناس في إنتاج الشيشة (المصطلح الأفغاني للميثامفيتامين)"

منذ عدة أسابيع، أصدرت حركة طالبان أول حظر رسمي لها على زراعة وإنتاج وتوزيع المخدرات غير المشروعة. ومع ذلك، هناك شك على نطاق واسع في أن القيادة الجديدة سوف تقضي على مصدر للأموال الصعبة، في وقت تكون فيه البلاد معزولة بالكامل تقريبًا عن النظام المالي العالمي.

وقال أندرو كننغهام، رئيس فرع أسواق المخدرات وخفض الجريمة والإمدادات في المركز الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان في الاتحاد الأوروبي: "يأتي جزء كبير من عائدات طالبان من فرض ضرائب على السلع غير المشروعة، والمخدرات واحدة منها". 

وأشار كانينغهام إلى أنه "من المستحيل تقديم حتى أبسط الخدمات ما لم تكن هناك أموال تدخل خزائن الحكومة. لذلك، بالنسبة لهم أن يفعلوا شيئًا بشأن تجارة المخدرات التي تولد بعضًا من تلك الإيرادات على الأقل في الوقت الحالي".

ويصر نائب وزير مكافحة المخدرات الجديد في البلاد على خلاف ذلك، وقال عبد الحق حمكر، في مقابلة قبل توليه السيطرة: "لم يكن لدى طالبان الموارد اللازمة لوقف تجارة المخدرات وكذلك محاربة القوات الحكومية والأميركية". 

ووفقًا لدراسة للأمم المتحدة، كسبت حركة طالبا ما يصل إلى 113 مليون دولار من تجارة الأفيون أو الضرائب علي تجار المخدرات في عام 2019 وحده.

وقال حمكر: "دعني أوضح أنه من الآن فصاعدًا، لن يُسمح لأي شخص في أي جزء من البلاد بزراعة أو إنتاج عمان أو الهيروين أو الحشيش أو الأفيون".

ينقل العديد من مصدري الأفيون الآن الميثامفيتامين باستخدام البنية التحتية والطرق بدفع الرشاوى للوصول إلى إيران وباكستان المجاورتين.

وتخشى وكالات إنفاذ قوانين المخدرات في أوروبا أن يتسبب انخفاض سعر الميثامفيتامين الأفغاني في إغراق عواصمها، بالنظر إلى الشعبية المتزايدة للمخدرات، 

وقال كننغهام: "نحن قلقون للغاية في أوروبا، لأنه مثل الهيروين هو أحد العقاقير الضارة حقًا التي يجب تجنبها بشكل خاص".

وقال ديفيد مانسفيلد، الخبير في الاقتصاد غير المشروع في أفغانستان، الذي أعد تقارير للبنك الدولي والمفوضية الأوروبية، قد تساعد الأموال المتأتية من إنتاج المخدرات بعض العائلات في تحمل الأوقات الاقتصادية الصعبة، لكن زيادة الميثامفيتامين يعني في النهاية المزيد من المصاعب للشعب الأفغاني.

ووفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، تعاني أفغانستان بالفعل من أعلى معدلات إدمان المواد الأفيونية في العالم.

ويقول الأطباء في مراكز العلاج من تعاطي المخدرات الأفغانية إن مرافقهم المكتظة تستقبل المزيد والمزيد من مرضى الميثامفيتامين.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa