08/05/2022 08:54PM
من الكمائن الليلية، والهجمات بطائرات دون طيار، إلى التخريب المتعمد للجسور والطرق والسكك الحديدية.. ساعدت التكتيكات غير التقليدية للأوكرانيين على منع القوات الروسية من تنفيذ ما كان من المفترض أن يكون ضربة صاعقة على العاصمة في المرحلة الأولى من الهجوم، بحسب تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
ومع استمرار الحرب لنحو شهرين ونصف حتى الآن، فإن أي محاولة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الادعاء في يوم النصر السنوي، الاثنين، بأن غزوه لأوكرانيا، قد نجح، قد تم إفشالها حتى الآن.
وكانت المعركة الأولى التي بدأتها روسيا في 24 فبراير الماضي، من أجل السيطرة على كييف، شرسة للغاية، واستمرت خمسة أسابيع حشدت فيها القوات الأوكرانية وحرس الحدود والمتطوعون ضد أحد أقوى الجيوش في العالم، بعد أن كان خبراء الدفاع يتوقعون سقوطها في غضون أيام.
لكن فشل بوتين في اقتحام العاصمة جعله يغير من خططه وينسحب من عدد من المواقع لإعادة تجميع الصفوف، والتوجه شرقا حاليا.
وحتى في المناطق التي احتلها الروس في جنوب وشرق البلاد، فإن القوات الغازية تواجه حرب استنزاف مكلفة، بحسب شبكة "سكاي نيوز".
عندما أسقطت طائرة من دون طيار، متفجرات، في الرابعة والنصف صباحا، في 24 فبراير الماضي، على مجموعة من الخيام في شمال أوكرانيا مع الحدود مع بيلاروس، حيث كان حرس الحدود يخيمون وهم نائمين، أدرك سريعا الضابط أرتيم لازوتين، 41 عاما، ورفاقه أن الحرب قد اندلعت.
اتخذ الضابط وعناصر حرس الحدود مواقع دفاعية بجوار جسر رئيسي على الطريق السريع وأيضا جسر للسكك الحديدية، وكلاهما يؤدي إلى بيلاروس عبر نهر دنيبرو، "بعد ظهر ذلك اليوم، وبالتعاون مع الجيش، قمنا بتفجير الجسور بالألغام لمنع أي مركبات روسية من العبور".
ومع ذلك، كان الحجم الهائل للدبابات والعربات المدرعة والمدفعية والشاحنات وعناصر أخرى من الآلات العسكرية الروسية أكبر من قدرة المدافعين.
تم سحب عناصر حرس الحدود إلى حد كبير، للمساعدة في الدفاع عن المدن الشمالية الرئيسية مثل تشيرنيهيف، وفي الوقت نفسه فإن عددا من الأفراد انتهى بهم الأمر خلف خطوط العدو. ومن هناك، خاطروا بحياتهم من خلال تقديم معلومات عن تحركات ومواقع المواقع الروسية.
استهدف الجيش الروسي كييف وشمال البلاد عن طريق البر من نقاط دخول متعددة، بالانتقال من بيلاروس، ونزولا عبر منطقتي تشيرنوبيل وتشرنيهيف في الشمال، والدخول من روسيا، عبر منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا.
كما شن هجوما جويا لمحاولة الاستيلاء على ما كان ينبغي أن يكون هدفا رئيسيا في اليوم الأول، وهو مطار في منطقة تسمى "هوستوميل"، على بعد حوالي 12 ميلا شمال غرب كييف.
وهبط عدد من أفضل المظليين الروس من طائرات هليكوبتر في منطقة ريفية مترامية الأطراف خارج القاعدة الجوية، بينما حاول آخرون الهبوط في المنشأة مباشرة.
وأراد الروس الاستيلاء على المطار المدني، حتى تكون لديهم القدرة على هبوط طائرات النقل الخاصة بها، التي ستحمل مئات الجنود الذين سيشاركون بعد ذلك في الهجوم على كييف.
لكن القوات الأوكرانية كان لديها خطط أخرى.فعندما رصد أحد القادة المسؤولين عن المساعدة في الدفاع عن المطار، المروحيات الروسية تنقض على ارتفاع منخفض حوالي الساعة 11 صباحا، فتح وجنوده النار، مما أدى إلى تحطم ثلاث طائرات هليكوبتر على الأقل كانت لا تزال في السماء.
ثم كان على جنوده أيضا مواجهة المظليين الذين هبطوا.
وقال القائد، الذي رفض ذكر اسمه، ونشرت الشبكة صورته وهو يرتدي قناعا أسود اللون، وخلفه ناقلة جنود روسية مدمرة: "أطلقنا النار عليهم طالما بقيت لدينا ذخيرة، ثم وجهنا مدفعيتنا على المدرج لإلحاق الضرر به"، مشيرا إلى أن هذا "منع العدو من أن يتمكن من إنزال طائرات النقل الخاصة به".
وبمجرد نفاد الذخيرة، أعاد القائد قواته إلى الوراء.
وأصبح المطار والمنطقة المحيطة به في ضواحي العاصمة خطا أماميا حرجا خلال الأسابيع الخمسة التالية مع احتدام معركة كييف.
في البداية، كان صف كبير من المركبات المدرعة الروسية يبلغ طوله 40 ميلا يضغط على كييف، وسط تحذيرات من احتمال سقوط العاصمة قريبًا.
لكن يبدو أن الطابور توقف لعدة أيام ثم تفرق بعد أن تعرض لهجمات على شاكلة حرب العصابات.
وقال مدافعون أوكرانيون إن الألغام التي يتم التحكم فيها عن بعد، استخدمت لاستهداف عدد من المركبات.
خبرات المدنيين التقنية
في الوقت نفسه، كانت مجموعات صغيرة من المقاتلين، بعضها يستخدم دراجات رباعية، ونظارات للرؤية الليلية، وطائرات من دون طيار وبنادق قنص، تغامر بالوصول إلى المواقع الروسية، وتضربها ثم تسرع في الهرب، وفقا للقائد المطلع على المهمات، ياروسلاف هونشار.
وقال هونشار: "مثل أبطال فيلم "ماد ماكس" استخدمنا الدراجات الرباعية، لأنها متحركة بشكل فعال، يمكنك الاقتراب من بعض المواقع والعودة بسرعة."
واستهدفت تلك الهجمات اللوجستيات وخطوط الإمداد الروسية على غرار مخازن الغذاء والوقود لأن من دون الوصول إلى الإمدادات الحيوية، "لن يقوى أقوى جيش على الاستمرار".
وهونشار، هو المؤسس المشارك لمنظمة مدنية غير حكومية، تسمى "إيرورزفيدكا" أي (الاستطلاع الجوي) باللغة الأوكرانية، تم إنشاؤها بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.
وتستخدم "إيرورزفيدكا" المهارات التقنية للمدنيين، الذين لديهم خلفية في مجالات مثل الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، لتعزيز دفاعات أوكرانيا من خلال تطوير تكنولوجيا ذكية.
وتعد منظمة هونشار ورفافه، مثالا على كيفية تقديم المتطوعين المدنيين دورا حيويا في المجهود الحربي الأوكراني، جنبًا إلى جنب مع الأفراد العسكريين المحترفين، حيث كانت الطائرات من دون طيار المزودة بكاميرات والمسلحة بالمتفجرات سلاحا مهما لمواجهة قوة النيران الروسية المتفوقة.
ونشرت المنظمة على يوتيوب عددا من الفيديوهات لطائرات من دون طيار أوكرانية بينما تدمر أهدافًا روسية.
ويقول أحد أفراد وحدة الاستطلاع، فاديم، الذي طلب فقط ذكر اسمه الأول، إن أهمية "الطائرات من دون طيار أنه يمكنها تحديد موقع المركبات المدرعة للعدو، وهي معلومات مهمة للغاية لأنه يمكن بعدها مباشرة استهداف هذه المواقع".
طور فاديم نفسه، نموذجا للطائرات من دون طيار بثمانية شفرات، على غرار طائرات الهليكوبتر، تستخدمه القوات الأوكرانية.
تدمير المعابر النهرية
كانت القوات الأوكرانية الأكثر تقليدية حاسمة أيضًا في الدفاع عن العاصمة.
وقاد المقدم، أوليغ كوبزارينكو، كتيبة مدفعية ساعدت في منع القوات الغازية من عبور نهر إيربين في قرية غورينكا على مشارف كييف.
وقال: "إذا تمكنت القوات الروسية من دخول غورينكا، فإن ذلك سيعني أن لا شيء يمنعهم من الوصول إلى كييف، بنسبة 90 في المئة".
دمرت القوات الأوكرانية بقيادة كوبزارينكو، المعابر النهرية، قبل أن تستهدف مواقع روسية بالنيران.
وقال القائد إن قواته كانت تمتلك أسلحة بريطانية وأسلحة غربية أخرى، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات، مشيرا إلى أنها أثبتت فعاليتها وأهميتها في المعركة حيث "كان من الصعب (..) صد القوات الروسية من دونها".
"لن نهزم أبدا"
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان لديه رسالة إلى الرئيس بوتين قبل يوم النصر السنوي لروسيا، الاثنين، قال كوبزارينكو: "نحن نعلم أنهم كانوا يخططون أو يحلمون، بإقامة عرض في كييف في التاسع من مايو، وأرادوا أن يصنعوا مسرحا عبثيا وأن يظهروا للعالم أنهم قد فازوا، الآن أفهم أنهم يريدون تقليص حماسهم وطموحاتهم قليلاً وعلى الأقل إظهار انتصارهم في مكان ما، في ماريوبول، أو في شرق أوكرانيا. لكن أوكرانيا لن تهزم أبدا".
وأضاف: "سوف نتحمل وسنصمد حتى النهاية. هذه أرضنا ونحن لا نطالب بأرضهم لكننا لن نتنازل عن أرضنا".
المصدر : الحرة
شارك هذا الخبر
الجيش الإسرائيلي: استهدفنا شاحنة ومركبة تابعتين لحزب الله واللتين كانتا تنقلان وسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية في جنوب لبنان وذلك لإزالة التهديد
رفيق نصرالله في أخطر تصريح: كنّا عايشين عيشة كلاب،تحرير الجنوب سيبدأ والحزب بعدو عم يجيب سلاح من سوريا
الجيش الإسرائيلي في بيان لسكان المستوطنات عند الحدود اللبنانية: نفذنا هجمات داخل لبنان على خلفية "خروق الاتفاق"
الذهب يرتفع وجولة على اسعار المعادن
غارة جديدة تستهدف النبطية
معلومات أولية عن سماع دوي انفجار جديد في النبطية قرب مدينة فرح
الغارة على النبطية: حصيلة محدثة
مخزومي: هذا هو المطلوب
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa