"قرى الأشباح" تبرز على خط المواجهة في جنوب شرق أوكرانيا

بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، فقدت روسيا الأراضى التي سيطرت عليها في مدينة خاركيف، وتراجعت قواتها في منطقة دونباس في شرق البلاد، بينما توقف القتال في المنطقة الجنوبية الشرقية تماما، لتتحول المنطقة إلى "قرى أشباح"، حسبما تصف صحيفة واشنطن بوست.

وكان مدير وكالة استخبارات الدفاع التابعة للكونغرس سكوت بيرييه قال أمام مجلس الشيوخ، في وقت سابق من الأسبوع الماضي: "الروس لا ينتصرون والأوكرانيون لا ينتصرون، ونحن في حالة من الجمود  نوعا ما".

ومن قواعدهم في القرى الصغيرة بالمنطقة، بالكاد يستطيع الجنود الأوكرانيون والروس رؤية بعضهم البعض.

وقالت واشنطن بوست إنهم كانوا يتبادلون نيران المدفعية لأيام متتالية، بينما ظلت شوارع المنطقة هادئة بشكل مخيف.

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول دفاعي أميركي كبير إن الجاننبين يتبادلان قصفا وسيطرة على بلدات وقرى ومناطق يوميا.

ويقول محللون من معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، نقلت عنهم واشنطن بوست، إن نيران المدفعية الأوكرانية على طول الحدود الغربية لمنطقة دونيتسك، قد أوقفت تقدم القوات الروسية نحو مدينة زابوريزهزهيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، وصل  آلاف المدنيين من جميع أنحاء الجنوب الشرقي في سيارات مليئة بالرصاص وحافلات قديمة محطمة إلى موقف سيارات بالمدينة، حيث يسجلهم المتطوعون ويقدمون لهم وجبة ساخنة.

وقال المسؤول المحلي الذي يشرف على العملية، أوليكسي سيرفيتسكي: "إنها المرة الأولى التي يعلمون فيها أنهم بأمان" مضيفاً "هذه المنطقة هي بوابة أوكرانيا".

وأضاف "يصل معظمهم من مناطق بعيدة في الجنوب، بما في ذلك من مدن ماريوبول وميليتوبول وخيرسون التي تحتلها روسيا، لكن آخرين يفرون من القتال النشط على طول خط جبهة زابوريزهزهيا".

وفي قرية بولتافكا، التي تبعد عدة أميال عن خط المواجهة، كان المزارع الأوكراني، سيرهي، هو المدني الوحيد الذي يقود سيارته. وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاما: "غادرنا بولتافكا هذا الصباح"، مضيفاً "كنا آخر من غادر".

وعندما اشتدت معركة المدفعية، في منتصف أبريل، وهرب معظم السكان، بينما واجه سيرهي وزوجته معضلة، إما المغادرة والتضحية بمزرعتهم أو البقاء والمخاطرة بحياتهم، ثم اتخذوا قرارهم بمغادرة بولتافكا، حيث دُمرت منازل عدة للمدنيين.

المصدر : الحرة