القوات اللبنانية والنواب التغيريون والسياديون يحضرون جلسة الثلاثاء لتأمين النصاب تجنباً للتعطيل وسيقترعون بورقة بيضاء! بري استبق التفاهمات السياسية بتعيين جلسة الانتخاب ليكون الرئيس المنتخب الوحيد حال قيام الفراغ الدستوري!

كتبت صحيفة "الانباء الكويتية":

يلتئم مجلس نواب 2022، في ساحة النجمة الثلاثاء المقبل، والتركيبة البرلمانية على نار «الطاقة الشمسية» التي باتت المصدر الوحيد للتيار الكهربائي لدى اللبنانيين، بعد استيلاء الفساد على وزارة الطاقة بفروعها النفطية والكهربائية والمائية.

لكن على الرغم من المساعي الحثيثة للرئيس نبيه بري، المرشح الوحيد لرئاسة المجلس، بهدف تأمين الحد الأدنى من التوافق حول اسم نائب رئيس المجلس، وهيئة مطبخه التشريعي، يبدو ان 3 أسماء قيد التداول حتى الآن: إلياس بوصعب، عضو تكتل لبنان القوي الأقرب الى رئيس الجمهورية ميشال عون، منه الى صهره ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ونائب عكار سجيع عطية، الذي كان مقربا من الشخصية الاغترابية المعروفة عصام فارس، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء، والنائب الجديد من البقاع الغربي غسان سكاف، الذي احتل مقعد نائب رئيس المجلس الحالي إيلي الفرزلي، عراب قانون الانتخاب الذي خذله.

وفيما يتولى حزب الله التوسط بين بري وباسيل، وتكتل قوى التغيير، يواصل مداولاته للذهاب الى جلسة انتخاب رئيس المجلس الثلاثاء بموقف موحد.

وكان الرئيس بري، قطع حبل التردد في تحديد موعد جلسة إعادة انتخابه، تحسبا لأن يسجل عليه أحد، بأنه كرئيس للسن في المجلس تجاوز مهلة الـ 15 يوما في الدعوة الى جلسة الانتخاب، يضاف الى ذلك يقينه بأن التفاهم مع رئيس التيار الحر جبران باسيل، ان تم على صعيد رئاسة المجلس ونائبه وهيئة مكتبه، فلن يتم على صعيد الحكومة ورئاسة الجمهورية، لذلك رمى قفاز الدعوة بوجهه وبوجه الآخرين من رافضي التصويت له، إذ لا يضيره عدد الأوراق البيضاء في صندوقة انتخابية، الأهم من المهم، انه يحافظ على موقع رئاسة المجلس، عله يكون الرئيس الوحيد الأصيل، فيما لو حصل الفراغ الحكومي والرئاسي في ظل الغموض المخيم في سماء المنطقة، تبعا لما تحضره إسرائيل لمدينة القدس المحتلة غدا الأحد، إضافة الى تحرشاتها اليومية على الجانب اللبناني من الحدود، وآخرها الاستيلاء على قطيع من 250 رأس ماعز من منطقة تلال كفرشوبا في مزارع شبعا.

وآخر الإنذارات الإسرائيلية الى لبنان، تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي انه في حالة اندلاع حرب ضد «حزب الله» اللبناني، «يتعين على القوات البرية العمل عبر الحدود اللبنانية لهزيمة الحزب المدعوم من إيران»، وأشار الى تعداد الصواريخ التي يمكن ان يطلقها الحزب وعن الخسائر المتبادلة خلال الحرب، الذي توقع ان تدوم 9 أيام.

على ان المتابعة الدولية للأوضاع اللبنانية، مصدر ارتياح للبعض في لبنان، وبالقدر نفسه مصدر قلق للبعض الآخر. فمقابل الاهتمام الذي أبداه مجلس الأمن حيال الوضع في لبنان، نقل عن بعثة أوروبية في بيروت، ربطها حالة الإنهاك التي يتعرض هذا البلد، بموقفه، من التسويات الإقليمية المطروحة مع إسرائيل، وضمنها ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وبالعودة الى جلسة مجلس النواب، سيكون هناك أكثر من مرشح لموقع نائب رئيس المجلس، وبالتالي فإن صندوقة الاقتراع هي التي ستقرر من الفائز.

وفي معلومات قناة «أم تي في» ان القوات اللبنانية تنسق مع القوى التغييرية على هذا الصعيد، وليس مستبعدا ان يتم التوافق على اسم واحد.

وفي هذا السياق، يقول النائب التغييري المنتخب مارك ضو انه وفريقه سيواجهون.

وفي معلومات «الأنباء» ان القوات اللبنانية والنواب التغيريين والسياديين قرروا حضور جلسة الثلاثاء النيابية لتأمين النصاب، حتى لا ينسب اليهم تعطيل الجلسة. لكنهم، بالمقابل، سيقترعون بورقة بيضاء.

الخطوة الثانية، تتمثل بالاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة: فهل تتم بالسرعة التي يتطلبها الوضع السياسي، ام يتكرر سيناريو 2018، بعد الانتخابات النيابية، حيث تأخر تشكيل الحكومة 7 أشهر، علما ان الفترة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس عون لا تتعدى الخمسة أشهر.

الخبير الدستوري د.سعيد مالك، قال ردا على سؤال ان رئيس الجمهورية لا يستطيع الدعوة للاستشارات النيابية من أجل تكليف من يؤلف الحكومة، قبل انتخاب رئيس مجلس النواب، الذي يوجب الدستور على رئيس الجمهورية التشاور معه أولا، ثم مع الكتل النيابية، وبالتالي لا استشارات نيابية ملزمة، قبل انتخاب رئيس المجلس.

المصدر : الانباء الكويتية