خلافات وانقسامات تحرم أوكرانيا من الأسلحة الثقيلة

01/06/2022 11:24AM

تتزايد الخلافات في الجبهة الغربية ضد روسيا، مع انقسام الحلفاء الأوروبيين حول الاستمرار في شحن المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، والتي يخشى البعض أن تطيل الصراع وتزيد من تداعياته الاقتصادية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتختلف الدول الغربية والولايات المتحدة حول التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا وما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تنتصر فعلا في ساحة المعركة.

ومع استمرار الحرب، يتزايد تردد الكتلة الأولى من الدول الغربية وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا،في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية بعيدة المدى التي ستحتاجها لاستعادة الأرض التي خسرتها أمام الجيش الروسي في جنوب وشرق البلاد. كما يشككون في أن موسكو ستهدد بشكل مباشر دول حلف الناتو.

على الجانب الآخر، ترى الولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من دول وسط وشمال أوروبا أن الغزو الروسي لأوكرانيا نذير لمزيد من التوسع من قبل موسكو، مما يجعل أوكرانيا في خط المواجهة في حرب أوسع نطاقا. 

وقال مسؤولون أوروبيون إن الخلافات بين الدول الغربية تتزايد في الأسابيع الأخيرة، مع خسارة أوكرانيا للعديد من المدن في منطقة دونباس.

كانت الحكومات الأوروبية تمكنت من الاتفاق على إجراءات لعزل الاقتصاد الروسي بشكل لم يتوقعه أحد، بما في ذلك فرض حظر على معظم النفط الخام الذي تبيعه موسكو إلى أوروبا. لكن الآراء منقسمة بشدة حول مخاطر الحرب وفرص أوكرانيا في الانتصار.

وتشير التصريحات العلنية لقادة فرنسا وألمانيا وتعليقات مسؤولي تلك الدول إلى أنهم متشككون في قدرة كييف على طرد الغزاة، ودعوا إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، مما أثار شكاوى من أوكرانيا بأنه يتم الضغط عليها لتقديم تنازلات إقليمية.

"دول تفقد شهيتها"

في المقابل، يعتقد القادة في دول البلطيق وبولندا وأماكن أخرى بأن إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة متطورة بشكل متزايد أمر بالغ الأهمية ليس فقط للبقاء على الخط، ولكن لعكس التقدم الروسي وتوجيه ضربة للرئيس الروسي تردعه من التفكير في أي عمل عسكري مستقبلا.

وقال وزير الدفاع اللاتفي، أرتيس بابريكس: "هذا هجوم غير مسبوق على أوكرانيا. فهمنا، الذي يستند إلى تاريخ طويل من التفاعلات مع روسيا، هو أنه لا يمكننا الاعتماد على الرحمة الروسية ونرى هجوم موسكو على أوكرانيا مجرد مقدمة لمزيد من التوسع الإمبريالي الروسي".

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، تفقد بعض دول أوروبا الغربية شهيتها لمواصلة حرب يعتقدون أنها لا يمكن لكييف الفوز بها، وقد وصلت إلى طريق مسدود دموي يستنزف الموارد الأوروبية ويؤدي إلى تفاقم الركود الذي يلوح في الأفق. 

على النقيض من ذلك، فإن بولندا ودول البلطيق، التي عاشت يومًا ما تحت حكم الكرملين، تعتبر نفسها التالية في خط التوسع الإمبريالي الروسي.

لقد أدى تدفق ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى تلك البلدان إلى جعل الحرب أقرب بكثير إلى حياة المواطنين العادية، بينما بالنسبة لألمانيا والنمسا وإيطاليا، فإن الصراع تسبب في ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقال مسؤول تشيكي رفيع: "في كل مكالمة هاتفية، يزداد غضب الوزراء من شمال أوروبا ووسط أوروبا. هذا يدمر الوحدة. هذا بالضبط ما يريده بوتين وهو ما يقدمه له الفرنسيون والألمان".

على عكس قادة بريطانيا وبولندا ودول البلطيق والعديد من دول أوروبا الوسطى، لم يقم القادة الفرنسيون والألمان بزيارة كييف بعد. وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز، مرارًا وتكرارًا من أن الصراع قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية. 

لم ترسل ألمانيا دبابات إلى أوكرانيا، ووافقت على شحن سبع قطع من المدفعية الثقيلة. وحتى الآن، أرسلت برلين، التي يتجاوز عدد سكانه 83 مليون نسمة وصاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 200 مليون يورو، وهي أقل من إستونيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة بقليل. 

كما أرسلت فرنسا 12 مدفع هاوتزر إلى كييف، ورفضت تزويدها بالدبابات أو الدفاعات الجوية.

وقال أندري ميلنيك، سفير أوكرانيا في برلين: "إنه لأمر مخيب للآمال للغاية ألا تكون لدى الحكومة الفيدرالية ولا المستشار شخصيًا الشجاعة للتحدث عن انتصار أوكرانيا والتصرف وفقًا لذلك في دعمنا بأسلحة ثقيلة حديثة".

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن حوالي 70٪ من الألمان يؤيدون السياسة الحذرة لشولتز. وأظهرت أن 46٪ من الألمان يخشون أن تزيد شحنات الأسلحة الثقيلة من خطر انتشار الحرب خارج أوكرانيا. كما أظهرت استطلاعات أخرى مخاوف مماثلة في إيطاليا وفرنسا.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa