القتال يحتدم في أوكرانيا... وتبادل للجثث بين كييف وموسكو

08/06/2022 08:05AM

خلال الشهر الماضي، دفعت قوات موسكو لتوسيع وتعزيز المناطق التي تسيطر عليها في أقصى شرق أوكرانيا، بهدف تدمير بالقوات الأوكرانية على طول الطريق في دونباس.

وتتقدم القوات الروسية، بعد أن قلصت طموحاتها السابقة بزخم واسع، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، وتقوم بإطلاق نيران المدفعية بشكل مكثف وتشن هجمات جوية في مناطق محدودة، بهدف صد المدافعين الأوكرانيين.

ووفقا للصحيفة، تريد موسكو أن تثبت أن قوتها العسكرية تمكنها من الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها.

وردت قوات أوكرانيا بإحباط تقدم روسيا واستعادت السيطرة على بعض المناطق.

ويمكن للتقدم الروسي أن يؤكد للرئيس، فلاديمير بوتين، نجاح تحول التكتيكات العسكرية عن الأيام الأولى للحرب، عندما فشلت جيوشه في الاستيلاء على كييف، ويشجعه على مواصلة التقدم غربا، وربما العودة بالزحف نحو العاصمة.

وفي المقابل، فإن النجاح الأوكراني في إحباط الروس يمكن أن يقنع بعض القادة الغربيين الحذرين بأن كييف لديها فرصة للانتصار على القوات الروسية الأكبر حجما، وفي نهاية المطاف يمنح أوكرانيا موقفا تفاوضيا أفضل مع موسكو.

وتقول الصحيفة إن التأثير على القادة الأوروبيين المتشككين قد يكون أكثر إلحاحا من التنافس على موقف تفاوضي ضد روسيا لأنه لا يبدو أن مثل هذه المحادثات بين كييف وموسكو وشيكة، في حين تضغط أوكرانيا من أجل تسليم عاجل للأسلحة الثقيلة الغربية.

أدت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي بأن "الغرب لا ينبغي أن يهين روسيا" إلى تفاقم النزاع المحتدم بين الدول الغربية.

فمن ناحية، هناك أولئك الذين يسعون إلى تسليح القوات الأوكرانية بقوة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا ودول البلطيق ودول الشمال الأوروبي، التي ترى فيما يجري فرصة تاريخية للحد من قدرة روسيا عسكريا، وفقا للصحيفة.

وتقود فرنسا وألمانيا المجموعة الغربية الأخرى حيث يشكك كثير من المسؤولين في قدرة أوكرانيا على طرد القوات الروسية الأفضل تسليحا ويخشون من تزايد الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب.

وأثار تصريح ماكرون في مقابلة مع صحف فرنسية إقليمية بأنه "لا ينبغي إذلال روسيا" حتى تصبح الدبلوماسية ممكنة عندما يتوقف القتال ردا قاسيا من الحكومة الأوكرانية وانتقادات لاذعة من جهات أخرى.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، "نحن جميعا نركز بشكل أفضل على كيفية وضع روسيا في مكانها"، مؤكدا "هذا سيجلب السلام وينقذ الأرواح".

وتشير الهجمات المضادة التي شنتها القوات الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة إلى أنه حتى مع تقدم القوات الروسية غربا، فإنها ستواجه عقبات تحمي خطوطها الخلفية وخطوط إمدادها التي تعود إلى الشرق.

ويقول محللون عسكريون غربيون إن حملة المدفعية الروسية إلى دونباس هي نهج تقليدي للقتال وأقرب إلى العقيدة العسكرية الروسية.

ويضيف المحللون أنه من خلال تبني التكتيكات التي تم بناء الجيش الروسي لاتباعها، اكتسبت قواته المزيد من الأرض.

وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من وقف تقدم روسيا في سيفيرودونيتسك، فسيشير ذلك إلى أن جهود موسكو المتضافرة لاختراق الدفاعات الأوكرانية أقل قوة مما كان يخشى.

وعلى الرغم من أن تلك الجهود مميتة ومدمرة للغاية، إلا أنها أثبتت بالفعل أنها عرضة للضربات المضادة الأوكرانية.

وقال المسؤول في حلف شمال الأطلسي "إذا تمكن الأوكرانيون من الحفاظ على الخط هنا، فسيكون ذلك مهما".

وبينما تستمر الحرب، يستمر القتلى من الجانبين بالتساقط.

وأعيدت رفات عشرات من أفراد الخدمة العسكرية الأوكرانية الذين قتلوا في معركة مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول إلى أوكرانيا وبدأت في الوصول إلى كييف، حسبما أعلنت الحكومة الأوكرانية  الثلاثاء.

وكان العديد من المقاتلين القتلى أعضاء في فوج آزوف، الذي قاد الدفاع عن المدينة لعدة أشهر تحت هجوم روسي لا هوادة فيه من البر والبحر والجو حتى استسلامهم في مايو.

وأعلنت "وزارة إعادة إدماج الأراضي المحتلة الأوكرانية" خلال عطلة نهاية الأسبوع عن أول تبادل مؤكد رسميا لقتلى الحرب منذ بدء الصراع.

وأضافت أن الجانبين تبادلا ما مجموعه 320 جثة استعاد كل منهما 160 مجموعة من الرفات.

ولم يذكر البيان تفاصيل عن المكان الذي انتشلت منه الجثث.

وقالت الحكومة الأوكرانية الثلاثاء نقلا عن رابطة عائلات المدافعين عن آزوفستال إن نحو ثلث الجثث التي سلمتها روسيا تعود لأفراد من فوج آزوف.

ويقوم خبراء الطب الشرعي بفحص الجثث وإجراء تحليل الحمض النووي في محاولة لتحديد هوياتهم.

ومع خضوع ماريوبول بالكامل للسيطرة الروسية، ليس من الواضح ما إذا كان قد تم انتشال جميع الجثث من المصنع.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي للصحفيين في كييف الاثنين إن روسيا تحتجز أكثر من 2500 جندي أوكراني من مصنع الصلب كأسرى حرب.

وفي حين لا يعرف سوى القليل عن حالتهم، قال إن الهدف الأول لأوكرانيا فيما يتعلق بالجنود قد تحقق، حيث تمكنوا من مغادرة المصنع أحياء.

وأضاف  "اليوم هناك الجزء الثاني - إعادتهم إلى ديارهم أحياء".



المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa