بين التجاوب اللبناني والتطمينات الإسرائيلية.. ترقّب لزيارة هوكشتاين

10/06/2022 07:08AM

جاء في "الانباء الكويتية":

استبقت إسرائيل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، بارتداء ثوب الحمل عبر إعلان وزراء الطاقة والخارجية والأمن انهم لن يستخرجوا الغاز من المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان، وان منصة كاريش تقع في المنطقة الإسرائيلية الخالصة، وليس في المنطقة محل التفاوض الذي دعا وزيرا الخارجية والدفاع الإسرائيليين، لبنان الى استئنافه سريعا لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ورد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بلسانه وبلسان رئيس الجمهورية ميشال عون، محددا الخط 23 المعتمد للبنان، أما الخط 29 الذي يطالب به الكثيرون في لبنان، فهو «خط تفاوضي لا أكثر».

ويبدو أن الوسيط الأميركي كان ينتظر مثل هذا القول، والذي لولا صدوره عن المرجع الحكومي اللبناني، لما كان انطلق باتجاه لبنان، بحسب المصادر المتابعة، التي اعتبرت ان هوكشتاين يشترط التفاوض على الخط 23، وأن يكون التفاوض حول المنطقة المتنازع عليها، بين الخط 1 والخط 23، وأكثر من ذلك أراد هوكشتاين ان يعرف مسبقا، الحد الأقصى الذي يطالب به لبنان والحد الأدنى الذي يقبل به.

والتجاوب اللبناني الرسمي واضح من كلام الرئيس ميقاتي الذي قال: «الخط 29 من طرح هذا الموضوع قال انه خط تفاوضي، وأنا شخصيا لست مستعدا للقيام بأي عمل ارتجالي يعرض لبنان للمخاطر، ان هذا الموضوع يجري حله بروية وبديبلوماسية، وعلينا ان نعمل من جانبنا على استخراج الغاز والنفط».

وقد غرد رئيس «التيار الحر»، النائب جبران باسيل عبر «تويتر» قائلا: «‏لا يكفي وقوف الباخرة جنوب الخط 29 طالما هي فوق كاريش.

ولا يكفي ان تقول إسرائيل انها ستستخرج الغاز من الجهة غير المتنازع عليها طالما الحقل واحد» ‏الآن فرصة الحل قبل أن يودع لبنان الخط 29 رسميا فيتحول من تفاوضي الى قانوني. والآن الوقت لفرض معادلة لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا».

بدوره، أكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه الرئيس عون في القصر الجمهوري ان الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع، دون ان يحدد اتجاه هذه الاتصالات، بعدما ألغي اللقاء الذي كان اعلن عنه، مع سفراء الدول الكبرى في وزارة الخارجية ثم في بعبدا.

ويبدو ان عودة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى بيروت، وفرت مثل هذا اللقاء بالسفراء الآخرين، وقد باشرت اجتماعاتها فور العودة، مع الوزير بوحبيب.

وقد زارت رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في بنشعي، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي حث المسؤولين اللبنانيين على الذهاب الى مفاوضات منتجة تحافظ على ثروة لبنان وسيادته، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة تعيد تصويب المسار على الصعد كافة، في وقت يغيب هذا الاستحقاق عن الاهتمامات الرسمية، العلنية على الأقل، ان لم يكن خلف الكواليس الرئاسية ايضا، بانتظار الانتهاء من انتخاب اللجان النيابية، وأعضاء ورؤساء اللجان اليوم الجمعة، وربما الى ما بعد ترسيم الحدود البحرية.

ويذكر ان هوكشتاين يصل الى بيروت عصر الأحد، ويباشر لقاءاته صباح الاثنين لمعرفة الرد اللبناني الرسمي والنهائي على طرحه الأخير، فيما لن تحسم السلطة اللبنانية قرارها بعد، باستثناء التأكيد ان الخط 29 تفاوضي والخط 23 عملي.

نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، الذي يلعب دور صلة الوصل بين فريق الحكم وهوكشتاين، قال: ان لبنان لم يقبل بطرح الوسيط الأميركي، انما لدينا ملاحظات ننتظر وصوله لمناقشتها معه، وليس صحيحا ان لبنان تقاعس عن الرد، إنما اتفقنا معه ان يكون الرد شفهيا حتى لا يأتي سلبيا.

وردا على «المزايدين» في موضوع توقيع تعديل المرسوم 6433 الراقد في درج مكتب الرئيس عون، قال بوصعب لقناة «ام تي في» ان هؤلاء يستندون الى تقرير فني صدر عن المعنيين بالجيش اللبناني، يعتبر الخط 29 خطا تفاوضيا، غامزا من قناة رئيس الوفد العسكري المفاوض العميد المتقاعد بسام ياسين، داعيا إياه الى عدم التحدث في الموضوع، لأنه يعرف ما هو فاعله، وحتى لا يجبرنا على الكلام...».

على الإيقاع نفسه، جاء موقف قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله، والتي اعتبرت ان الاعلان الإسرائيلي بان «الحفار» لن يضخ الغاز من المنطقة المتنازع عليها، رضوخا لتهديدات حزب الله».

وفي هذا السياق، جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء امس الخميس.

في هذا الوقت، تحدثت إسرائيل عن اكتشاف موقع استطلاع أمامي جديد لحزب الله على الحدود اللبنانية يعمل تحت غطاء بيئي باسم جمعية «أخضر بلا حدود» وقال قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية، ان هدف هذا الموقع استخباراتي وقد تم توثيق وكشف صور العاملين فيه بالاسم، كدليل آخر على انتهاك القرار الدولي 1701.

مصادر ديبلوماسية، لاحظت ان واشنطن، مهتمة باستمرار الهدوء مع لبنان، ولم يبدر عنها ما ينم عن تحفظ حيال انخراطه في مفاوضات ترسيم الحدود، لكن هذه المصادر ترى ان الأولوية لدى الحزب هي للنفط والغاز، تبعا لحسابات إقليمية ودولية، بما في ذلك عرقلة توريد إسرائيل الغاز الى أوروبا على خلفية الأزمة مع روسيا، حول أوكرانيا، وذلك عبر سحب ملف التفاوض من بعبدا.

على ان الاتهامات للمسؤولين اللبنانيين بالتوحد في إضاعة الحق اللبناني في الحدود البحرية اتسعت لتشمل وسائل الإعلام والتواصل والخبراء، حيث قالت قناة «الجديد» ان وحدة موقف الرؤساء عون وبري وميقاتي اجتمعت لإضاعة الحق اللبناني في ملف ترسيم الحدود.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa