بالفيديو: ما السرّ وراء دعوة الراعي الى انتخاب رئيس جديد في ايلول؟

حتى الساعة لا موعد للاستشارات النيابية الملزمة التي تنذر ببدء مسار التكليف ومصادر بعبدا لا تجزم بحصولها الأسبوع المقبل. في المقابل، برزت دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، لاجراء الانتخابات الرئاسية في بداية المهلة الدستورية المحددة في الدستور بشهرين قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، يعني عمليا يطالب الراعي بحصول انتخابات رئاسة الجمهورية في بداية أيلول المقبل من دون ان يعني ذلك أن يتسلم الرئيس الجديد المنصب قبل نهاية ولاية الرئيس عون في ٣١ تشرين الاول.

فلماذا يستعجل رأس الكنيسة المارونية انتخاب الموقع الماروني السياسي الأول. بحسب مصادر مقربة من بكركي إن لدى الراعي تخوفاً من تكرار سيناريو التعطيل الذي حصل في الاستحقاق الرئاسي بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان. وهو يعتبر أن اجراء الانتخابات قبل شهرين يمكن أن يتم من خلاله تفادي الوصول الى فراغ رئاسي، بحيث تتظهر باكرا نوايا التعطيل فيمكن عندها معالجتها قبل فوات الأوان.

وتكشف المصادر المقربة من بكركي أن موقف البطريرك الراعي سيتطور في الأسابيع القليلة المقبلة من دون الإفصاح عن طبيعة هذا التطور. سألنا مصادر بعبدا عن تعليقها على طلب الراعي بحصول الانتخابات الرئاسية في بداية المهلة الدستورية فرفضت التعليق مكتفية بالدعاء بالشفاء للبطريرك.

في أي حال أي دعوة لجلسة نيابية لانتخاب الرئيس يجب أن تصدر من رئيس مجلس النواب وفي هذه الحال من المفيد متابعة رد فعل بري على مطلب الراعي. هل من سابقة مماثلة في تاريخ لبنان الحديث؟ نعم سبق وحصل انتخاب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الحاكم ولكن ليس ضمن المهلة الدستورية كما يطالب البطريرك الآن .

ففي اواخر عهد الرئيس السابق سليمان فرنجية طالب كثيرون باستقالته ووقع ثلث النواب عريضة فرضت على رئيس مجلس النواب آنذاك كامل الاسعد الدعوة الى جلسة لتعديل الدستور واجراء الانتخابات الرئاسية قبل موعدها الدستوري وانتخب الرئيس الياس سركيس قبل ٦ اشهر من موعد الاستحقاق لكنه لم يتسلم سدة الرئاسة الا بعد انتهاء ولاية الرئيس فرنجية. وسبق ان تسلم سركيس سلسلة اجتماعات بين السلف والخلف للتحضير للتسلم والتسليم.