10/06/2022 03:58PM
كتب قزحيا ساسين في السياسة:
كلُّنا نسأل: هل ستفتح المدارس الخاصّة أبوابها في أواخر أيلول؟
كم من المعلّمين والمدارس سيتقاعدون قسرًا؟
كيف سيتعامل الأهل مع دَولَرة الأقساط؟...
لأوّل مرّة في تاريخ التعليم الخاصّ في لبنان، لم تَطلع الصرخة قبل أوائل تمّوز، مُدينةً المادّة 29 من قانون المعلّمين في المدارس الخاصّة، التي تسمح لأيّ إدارة بصرف أيّ معلّم، بِلا سبب، قبل الخامس من تمّوز. غير أنّ غياب صرخة المعلّم لم تكن لراحة وعدل وبحبوحة، إنّما لموت بطيء يعيشه حَمَلَة الطبشورة البيضاء، الذين تَوزّعوا بين مُهاجِرِ، وباحثٍ عن عمل آخَر، وباقٍ في مدرسته لأنّه لم يستطع إلى الهجرة أو تغيير المهنة سبيلا.
إنّ هذا الواقع الكارثيّ، المرتبط مباشرة بالانهيار الماليّ عندنا، والذي جعل الليرة في خبر كان، ونصَّب الدولار مبتدأ وخبرًا، أرخى بِثقله على المدارس أيضًا، إذ إنّ كلّ ما تحتاجه من كلفة تشغيل هو بالدولار الأميركيّ، وليس المازوت أوّل هذه الكلفة وليس الورق آخِرها.
لا يخفى على أحد تمكُّن الإدارات بالتعاون مع المعلّمين من تخليص العام الدراسيّ بصعوبة قصوى، لم تخلُ من الإضرابات الجزئيّة والتوتّر في مدارس كثيرة. والسبب الوحيد عدم قدرة المعلّمين المادّيّة على الوصول إلى عملهم. ومنهم مَن كان يدفع من جيبه ليستمرّ حضوره، لأنّ راتبه الشهريّ دون المليونَي ليرة.
وما كان يحصل، لتخليص العام الدراسيّ، نوع من الدعم غير الثابت وغير المُقَونَن، يأتي بمئة دولار من هنا، ومليون ليرة من هناك، على الطريقة اللبنانيّة كَ"شَوفِة خاطر".
أمّا استمراريّة القطاع التربويّ الخاصّ فهي مرتبطة بحلّ جذريّ، وقد بدأ يتبلور بدَولَرة جزئيّة للأقساط. ما يؤدّي إلى دولرة رواتب المعلّمين بشكل جزئيّ أيضًا، بهدف الحفاظ على من بقي منهم، وبالتالي الحفاظ على المستوى التعليميّ للمدرسة الخاصّة عموما، وللكاثوليكيّة خصوصا.
ولا شكّ في أنّ بعض المدارس المتواضعة، من حيث عدد تلاميذها، والبيئة الاجتماعيّة التي تحضنها، ستستقيل مٌكرَهةً من رسالتها التربويّة، وبموازاة استقالتها سيستقيل معلّمون كثيرون، لأنّ الدولرة الجزئيّة لن تأتي بحدّ أدنى من الكفاية الحياتيّة لهم.
وعلى الضفّة المقابلة للمدرسة والمعلّم، نرى الأهل في مأزق قاتِل، لأنّ الكثيرين منهم يتقاضون رواتبهم بالليرة، وقد تدفعهم أوضاعهم إلى ترك المدرسة الخاصّة، وقد يكون أمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر قد استدرك، في سياق دولر الأقساط، وأعلن إعفاء الأمنيّين من الدفع بالدولار، وكذلك، الأهل الذين يعملون في القطاع العامّ، مقترحا بعض الدعم لهم من الجهات المانحة... لكنّ استدراك الأب نصر سيوصل إلى حالة إرباك في الإدارات، لأنّ السواد الأعظم من الأهل سيعلن أنّ الدولار لا يصل إلى يده. ما يعني أنّ المدارس ستفتح أبوابها في أيلول المقبل، غير أنّ المشكلة لم تُحَلّ. وسنكون أمام عام دراسيّ جديد، قاسٍ على مثلّث المدارس الخاصّة: الإدارة والأهل والمعلّم.
شارك هذا الخبر
مروج في قبضة الأمن!
تفجير ذخائر غير منفجرة في هذه المناطق
بعد 18 عاماً...ابن شبعا يعود الى بلدته
حبوب مضادة للاكتئاب على مكتب بشار الأسد... تابعوا التفاصيل
سفير مصر المتفائل في معراب: أخبار إيجابية لـ لبنان
بيان توضيحي من الجامعة اللبنانية...اليكم التفاصيل
جولة على اسعار العملات
سوريون يأملون بالعثور على أحبائهم وتحذير صارم من نبش القبور
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa