أوروبا تعيد التفكير في نهجها تجاه الحرب على أوكرانيا

وضعت المطالبات الأوكرانية المتكررة للحصول على الأسلحة الأوروبية المتطورة الدول الغربية تحت المزيد من الضغوط لإعادة النظر في نهجهم تجاه الحرب على أوكرانيا، خاصة مع التقدم الروسي في الشرق، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة أن التكتيكات التي خدمت الأوكرانيين جيدًا في وقت مبكر من الحرب لم تعد فعالة عندما تحول القتال إلى حرب مفتوحة في دونباس، حيث يعتمد الروس على المدفعية بعيدة المدى. 

وأكدت أنه مع تخطيط قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لزيارة العاصمة الأوكرانية، كييف، لأول مرة منذ بدء الحرب، يتعين عليهم وغيرهم من القادة الغربيين اتخاذ قرار بشأن مضاعفة تسليح أوكرانيا أو الضغط بقوة لإجراء مفاوضات مع موسكو لإنهاء الحرب. 

وقال إيفان كراستيف، رئيس مركز الاستراتيجيات الليبرالية في بلغاريا، إن أوروبا تشهد انقساما وصراعا بين "حزب العدالة"، الذي يريد رد القوات الروسية ومعاقبتهم، و"حزب السلام"، الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة وتقليل الأضرار البشرية والاقتصادية قصيرة المدى.

وكثيرا ما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الدولة الأوروبية تسليم بلاده المزيد من الأسلحة، كما أكد أن بلاده يجب أن تستعيد كل قطعة أرض مفقودة.

وأشار كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إلى أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة في الجنود والمعدات في دونباس، مطالبا دول الناتو بسرعة تسليم الأسلحة. وقال المسؤولون الأوكرانيون إن المدفعية الروسية في الشرق تتفوق على قواتهم بنسبة 10 إلى 1.

وأضاف بودولياك أن أوكرانيا بحاجة إلى 300 نظام إطلاق صواريخ متعدد ومتحرك و1000 مدفع هاوتزر و500 دبابة و2000 مركبة مدرعة و1000 طائرة بدون طيار لتحقيق التكافؤ مع روسيا في منطقة دونباس، وهي أكبر بكثير مما وعدت به الدول الغربية.

ويتفق القادة الغربيون على أن قدرة أوكرانيا على مقاومة الغزو الروسي ستعتمد إلى حد كبير على مدى السرعة والكميات التي يمكن أن تزودها بلادهم بالأسلحة الثقيلة. 

ولقد فرض القادة الأوربيون عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا، وقدموا مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لأوكرانيا، وأصروا علنًا على أن الأمر متروك لقادة أوكرانيا المنتخبين ديمقراطيًا لتقرير كيف ومتى يتفاوضون مع روسيا. لكنهم قلقون أيضًا من أن الحرب الطويلة ستجلب دول الناتو وحتى قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تصعيد الحرب. 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مرتين إنه من المهم عدم "إذلال روسيا".

ويخشى المسؤولون الأوروبيون أيضًا من الضرر الذي يلحق باقتصاداتهم بسبب التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، ومن رد الفعل السياسي المحلي المحتمل. كما أن الكثيرين منهم حريصون على إيجاد طريقة، حتى لو كان وقف إطلاق النار مؤقتًا، لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية وتواجه أجزاء من العالم خطر المجاعة.

ويثير مثل هذا الحديث القلق في كييف وفي عواصم أوروبا الوسطى والشرقية، الذين يخشون موسكو أكثر من غيرهم، وتساءلوا عن مدى التزام أصدقائهم تجاه الغرب بصد عدوان بوتين. 

ويتوقع الأوروبيون استمرار الصراع، مع عدم استعداد أي من الطرفين للانخراط في مفاوضات جادة حتى يتعثر القتال أو يكتسب أحد الأطراف ميزة حاسمة. 

ويدرس الاتحاد الأوروبي بجدية ما إذا كان الموافقة على انضمام أوكرانيا بسرعة، على الرغم من تاريخها من الفساد وسوء الإدارة، وهو ما يريده زيلينسكي لربط بلاده بشكل أكثر إحكامًا بالغرب وتحسين اقتصادها المدمر، مقابل تقديم تنازلات لإنهاء الحرب.

وتقدمت القوات الروسية في سيفيرودونيتسك في إطار هجومها الواسع النطاق في منطقة دونباس الشرقية بعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف.

وتعد سيفيرودونيتسك أكبر مدينة في منطقة لوغانسك الشرقية، وهي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي في كلمته على تلغرام "نحن نتعامل مع شر مطلق. وليس لدينا خيار سوى المضي قدما وتحرير أراضينا"، داعيا الغرب إلى إمداد الجيش الأوكراني بمزيد من الأسلحة.

وأفاد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، الاثنين، أن القوات الروسية تسيطر على 70 الى 80 بالمائة من سيفيرودونيتسك، لكنها لم تتمكن من تطويقها أو الاستيلاء عليها وسط مقاومة أوكرانية شرسة.

وقال إن عمليات الإجلاء من المدينة باتت مستحيلة مع تفجير آخر الجسور.، مشيرا الى ان مدينة ليسيتشانسك المحاذية تتعرض أيضا لقصف روسي مكثف.

وتشكل لوغانسك ودونيتسك منطقة دونباس التي يتحدث سكانها الروسية بشكل رئيسي، وحيث تقاتل القوات الأوكرانية الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014.