مأساة إنسانية جديدة في "ماريوبول".. واتهام لروسيا بمنع المساعدات

تعاني مدينة ماريوبول التي تحتلها روسيا في أوكرانيا من مأساة إنسانية جديدة، بسبب انخفاض شديد في المواد الغذائية والسلع الأساسية، مع منع قوات موسكو وصول المساعدات للمدينة.

وفي تصريحات الخميس، قدم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، ألكسندر موتوزيانيك، توقعات قاتمة للمدينة الساحلية الجنوبية التي شهدت واحدة من أعنف المعارك في الحرب مع روسيا. 

وقال موتوزيانيك إن ماريوبول، ومعظم الأراضي الأوكرانية التي احتلها الروس، قد استنفدت جميع مخزونات المواد الغذائية والسلع الأساسية"، مضيفا أن "القوات الروسية ترفض دخول شحنات غذائية جديدة".

وأضاف أن تلك المناطق تشهد قفزة كبيرة في أسعار المواد الغذائية الأساسية وتراجع المساعدات الإنسانية، منذ بداية يونيو، حسبما ذكرت وكالة أنباء "أنترفاكس" الأوكرانية.

وسعت موسكو للسيطرة على ماريوبول لمنح قواتها ممرا بريا يربط شبه جزيرة القرم التي تحتلها، بمنطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قصفت القوات الروسية المدينة بلا رحمة، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين والمقاتلين الأوكرانيين، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

 وفي منتصف شهر مايو، استطاعت القوات الروسية فرض سيطرتها الكاملة على ماريوبول، التي أصبحت رمزا لوحشية الحملة العسكرية الروسية، وفقا للصحيفة.

وقال رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويشينكو، عبر منشور على تلغرام، إن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفًا ليس لديها نظام صرف صحي أو مياه صالحة للشرب، واصفا جبالا من القمامة غير المجمعة التي تملأ شوارع المدينة.

وأعرب عن قلقه من أن ماريوبول قد تكون على شفا كارثة مرضية جديدة ، مشيرًا إلى انتشار الكوليرا والدوسنتاريا بسبب عمليات الدفن المتكررة في جميع أنحاء المدينة، حسب ما نقلته "نيويورك تايمز".

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أوسنات لوبراني، إن إيصال الإغاثة إلى المناطق التي مزقتها الحرب في أوكرانيا لا يزال خطيرًا للغاية.

وفي بيان صدر عن الأمم المتحدة، أضافت "عندما كنت في ماريوبول في مايو، لم أصدق ما رأيته بأم عيني، أتذكر كيف كانت المدينة عندما زرتها عدة مرات من قبل وانفطر قلبي مرة أخرى".

وتابعت " ولم نتمكن من توصيل إمدادات الإغاثة أو الوصول إلى ماريوبول، ولم نتمكن من دعم أي نوع من المساعدة أو حتى جعل الأطراف تتفق على ممرات آمنة لإجلاء الأشخاص من سيفيرودونيتسك، حتى يتمكنوا من التحرك في الاتجاه الذي يختارونه".

وعن الوضع في ماريوبول، قالت رئيسة بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، ماتيلدا بوغنر، إن الأمم المتحدة تواصل محاولة الوصول للمدينة.

وأشارت إلى وجود مخاوف مستمرة بشأن ما يسمى بعملية "فلترة" (أو تحديد) الأشخاص الذين يرغبون في مغادرة المدينة المدمرة.

وأضافت: "نحن نتفهم أنه ما لم يجتز الأشخاص عملية الانتقاء تلك بشكل كامل، فيمكن عندئذ احتجازهم وتوقيفهم، أحيانا في مناطق في دونيتسك ونخشى على سلامتهم".

واعتبرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في تقرير، الخميس، أن القصف الذي استهدف في 16 مارس، مسرح ماريوبول في أوكرانيا يشكل "بوضوح جريمة حرب" روسية.

وقالت مديرة المنظمة الحقوقية في أوكرانيا، أوكسانا بوكالتشوك، خلال زيارة إلى باريس إنه "حتى الآن كنا نتحدث عن جريمة حرب مفترضة. الآن يمكننا أن نقول بوضوح إنها جريمة ارتكبتها القوات المسلحة الروسية"، وفقا لما نقلته فرانس برس.

ونددت منظمة العفو الدولية بهجوم روسي "متعمد" على موقع لجأ إليه مئات الأبرياء للاحتماء من القصف وقد كتبت أمامه بأحرف بيضاء ضخمة كلمة "طفل" لإعلام الطائرات بوجود أطفال بداخله.

وفي مايو، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن الأمور عادت إلى طبيعتها تدريجيا في المدينة، وفقا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".