كلاب شاردة بلا مأوى وطعام.. الأزمة الاقتصادية تنقض على الحيوانات الأليفة!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة":

لم ينجُ أحد من الأزمة الاقتصادية في لبنان وحتى الحيوانات الأليفة تضررت وبشدّة، الأمر الذي يفسّر ظاهرة الكلاب والقطط المشرّدة على الطرقات مؤخرًا. 

عدد هذه الحيوانات في ارتفاع مستمر وقد انتهى بها المطاف وحيدةً في الشارع بعدما كانت تعيش في منازل دافئة. يحصل ذلك، بفعل تراجع قدرة اللّبنانيين الشرائية وعجزهم عن تأمين الأموال اللّازمة لتسديد ثمن الأطعمة وزيارات الطبيب الدورية. 

ووفقًا لآخر الأرقام، يتجاوز عدد الكلاب الشاردة الـ 40 ألفًا مع الإشارة إلى أنّ هذا العدد في ارتفاع مستمر. 

وتشهد العديد من المناطق اللّبنانية ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة قرب مستودعات النفايات وفي الطرق العامة لا سيما خلال فترة الصباح الباكر واللّيل.

"حتى النفايات في الشارع باتت خالية من  فضلات الطعام بسبب الأزمة الاقتصادية وعدم قدرة المواطن على تأمين قوته اليومي"، بحسب الدكتور البيطري حسين حرب.

وتابع: " ارتفاع ظاهرة الكلاب الشاردة في لبنان يعود الى الأزمة الاقتصادية وعدم القدرة على إطعامها نتيجة ارتفاع تكلفة الاعتناء بالحيوانات الأليفة".

وأشار في حديثه لـ "السياسة" إلى أنّ " سعر اللّقاح قد ارتفع وحتى معظم أنواع اللّقاحات لم تعد متوفرة". وشدد على أنّ سعر اللّقاح وصل إلى الـ 350 ألف ليرة بعدما لم يكن يتجاوز الـ 30 ألفًا سابقًا.

وعن سبب ارتفاع تكلفة الاعتناء بالكلاب، أكدّ أنّ " الطعام ولوازم الاعتناء بالحيوانات مستوردة من الخارج أي بالدولار الـ "فريش".

ومن جهته، أشار صاحب متجر لبيع الحيوانات الأليفة  إلى أنه بات يجد بشكل شبه يومي كلاب متروكة أمام باب متجره بعدما تخلّى عنها أصحابها.

ولفت إلى أنّ "نسبة شراء الحيوانات الأليفة تراجعت بشكل كبير منذ بداية الأزمة".

وأردف: "لم أعد أشتري حيوانات لبيعها واكتفيت بما لدي كونها تحتاج وللكثير من الاهتمام".

وأشار إلى أنّ "إطعام الكلب الواحد كان يكلف ٥٠ ألف ليرة شهريًا، أمّا اليوم فقد أصبح الطعام بالدولار حيث يوجد طعام بـ ١٠ دولارات  و ٢٠ دولارًا و ٣٠$"، مؤكدًا أنّ" أسعار أطعمة الحيوانات ارتفعت".

واعتبر أنّ  رعاية الكلاب والحيوانات الأليفة باتت تقتصر على الطبقة الميسورة.