بعد إعلانه "مبادرة الانتخابات".. ماذا يريد سيف الإسلام القذافي؟

06/07/2022 11:11PM

في غمرة الانقسام المزمن الذي تعيشه ليبيا، والتأجيل المستمر لعملية الانتقال السياسي، خرج سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي، معمر القذافي، بمبادرة جديدة "هدفها مصلحة ليبيا"، وفق تقديره.

وتضمن اقتراح القذافي الابن، في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية، خيارين: أما أن تنسحب الشخصيات المعروفة "بشكل جماعي من العملية الانتخابية، من دون استثناء وإجراء انتخابات من دونهم، أو أن تتولى جهة مستقلة ترتيب الانتخابات بشكل محايد "ودون إقصاء لأي أحد مهما كانت الاعتبارات والمبررات".

وتأتي مبادرة القذافي بعد يوم واحد من إعلان المجلس الرئاسي الليبي عن مشروع خطة جديدة، لحل أزمة الانسداد السياسي في البلاد تنهي المراحل الانتقالية عبر الانتخابات.

وتم تكليف عبد الله اللافي، النائب بالمجلس الرئاسي، بإجراء مشاورات مع الأطراف السياسية، لتحقيق التوافق على تفاصيلها، وإطلاقها في شكل "خارطة طريق"، تُنهي المراحل الانتقالية، عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية في إطار زمني محدد.

يذكر أن المجلس الرئاسي يمثل أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا، ويتألف من رئيس ونائبين، وتم اختياره من قبل ملتقى الحوار الليبي في جنيف، في فبراير 2021.

مبادرة سيف الإسلام القذافي جاءت أيضا وسط انقسام حاد على الساحة السياسية الليبية، مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس، جاءت إثر ملتقى جنيف، برئاسة عبد الحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها البرلمان في فبراير الماضي، وتتخذ من سرت وسط البلاد مقراً مؤقتاً لها، بعد منعها من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.

الهدف؟

انقسم المحللون بشأن هدف مبادرة سيف الإسلام القذافي، إذ يرى البعض أنها تهدف "لإنقاذ العملية الانتخابية"، بينما يراها آخرون "مجرد إعلان للاستهلاك المحلي لا غير".

وبينما يرى المحلل السياسي الليبي، إبراهيم بلقاسم، أن القذافي ربما أراد من وراء مقترحه، إنقاذ العملية الانتخابية التي تم تأجيلها مرات عدة، يبرز إيلي أبو عون، مدير برامج  شمال أفريقيا والمكتب الإقليمي في معهد الولايات المتحدة للسلام، فكرة أن سيف الإسلام يريد ملء الفراغ بإطلاق مبادرة، يعلم مسبقا أنها غير واقعية.

ويسود تململ كبير في ليبيا بشأن موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أجلت سابقا، بعدما كانت مقررة في 24 ديسمبر الماضي.

وقبل أيام قليلة على ذلك التاريخ، لم تعلن اللائحة الرسمية النهائية للمرشحين، حيث حامت شكوك كبيرة حول مسار قبول ملفات المترشحين، ولا سيما ملف سيف الإسلام نفسه، والمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا.

وقال محللون وقتها أن أي نصر انتخابي لسيف الإسلام أو لحفتر سيجر  البلاد إلى حرب يطلقها من عارضوا القذافي في 2011، أو من قاوموا هجوم حفتر على طرابلس في 2019.

المحلل الليبي، إبراهيم بلقاسم، أشاد في حديث لموقع الحرة، بمبادرة القذافي، واعتبر أنه أطلقها لإدراكه بأن "هناك أطرافا دولية لن تسمح له بالمشاركة في الانتخابات على الأقل في هذه المرحلة"، كما كشف أن الرجل لديه دعم روسي للترشح.

قرار قضائي يعيد سيف الإسلام القذافي لسباق الانتخابات الرئاسية

بلقاسم  قال كذلك إن انسحاب الشخصيات المعروفة من السباق الرئاسي "ربما يعيد الزخم للانتخابات، وهي فكرة يقبلها الجميع" وفق تصوره.

في المقابل، أوضح أن ما تضمنته المبادرة من دعوة لعدم إقصاء أي مترشح "غير واقعية".

وقال: "علينا أن نكون مدركين بأن الظروف لا تسمح بقبول ترشح الجميع دون  قيد" ثم عاد ليصف مبادرة القذافي بـ"العقلانية" و"الاستجابة الذكية منه" للأصوات الخارجية المناوئة لترشحه.

"ذر الرماد"

لكن إيلي أبو عون، يرى أن "سيف الإسلام يسعى لذر الرماد في العيون فقط".

وفي اتصال مع موقع الحرة، وصف الرجل مبادرة القذافي بـ"الشعبوية" التي لا تستند على أي معطيات واقعية.

وتساءل كيف يقترح القذافي أن تترشح وجوه جديدة، وهو يعلم جيدا أن أي شخصية لا تتمتع بعوامل قوة في الساحة السياسية في أي بلد لا يمكنها أن تستقطب الناخبين.

وعبّر على موقفه بالقول إن التجارب في المنطقة وفي ليبيا على وجه الخصوص، أثبتت أن أي شخص، ليس له عوامل قوة، لا ينجح في أي استحقاق انتخابي وقال: "يجب على أي مترشح أن ينخرط في موازين القوى، لكي يحقق شيئا في الاستحقاق الرئاسي".

وفي رده على الطرح الذي يرى بأن القذافي يهدف بمبادرته إنجاح الانتخابات المقبلة، لفت أبو عون، إلى عدم إعلان القذافي انسحابه من الانتخابات، وهو دليل، وفق رأيه، على أن مبادرة القذافي "مجرد فقاعة إعلامية لا غير".

وقال: لوكان جديا في طرحه لكان أول المنسحبين".

وقبل تقديم أوراق ترشّحه في سبها في أكتوبر 2021، ظلّ ظهور ومكان سيف الإسلام القذافي غامضاً طيله سنوات، كما أنه أحاط تحركاته بالسرية إلى حد كبير، وذلك خوفاً على الأرجح من التعرّض له، لا سيّما وأنّه كان من أبرز أركان نظام والده الذي انقلب عليه الليبيون.

ويجمع متابعون على فكرة أن ظروف إجراء انتخابات حرة وعادلة غير متوافرة، فانقسام الليبيين، يحول دون قبولهم أو توافقهم على نتائج الانتخابات، التي تأتي عقدا من الزمن بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وقتل القذافي في أكتوبر 2011 بعد أشهر من انتفاضة واسعة ضد حكمه بدعم من حلف شمال الأطلسي، وبعد أن حكم "قائد الجماهيرية" البلد منذ 1969.

وشهدت ليبيا بعد ذلك انقسامات وخصومات مناطقية، ونزاعات على السلطة، وتصاعد نفوذ الميليشيات وتزايد التدخلات الخارجية. وهي على ذات الانقسام حتى اليوم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa