مهرجانات بعلبك تعود إلى قلعتها الأثرية

كتب عيسى يحيى في "نداء الوطن":  

محاطةً بالأعمدة الستة ومظللةً بتراث عابق ومتجذرٍ في التاريخ، ومن على مدرجات معبد باخوس، عاد الفرح الى ربوع قلعة بعلبك بعد انطلاق مهرجاناتها الدولية مساء أمس، بعد انقطاع قسري لعامين بفعل جائحة "كورونا"، مع الفنانة سمية بعلبكي التي استلهمت من مدينة الشمس اسمها، متميزةً بأدائها الذي استعادت فيه أغاني فنانين كبار (مثل وديع الصافي وصباح)، وقفوا على مدرجات قلعة بعلبك التاريخية وتركوا تاريخاً زاخراً بالأعمال الفنية التي يتوارثها الأجيال حتى اليوم، ممزوجةً بمواويل وعتابا وأغانٍ تراثية تحاكي عادات وتاريخ المدينة وتقاليدها، خاتمةً حفلتها بأغنية "هذه ليلتي" لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم.

وعلى مدار الليل، رافقت بعلبكي جوقة "سيدة اللويزة" بقيادة شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي والتي تضم أربعين عازفاً وفرقة كورال وسط تفاعل الجمهور القادم من مختلف المناطق اللبنانية ومن بعلبك ايضاً، والذي تراقص على أنغام الأغاني وخصصت له ألفان ومئتا كرسي بعدد أقل من الأعوام السابقة وزعت أمام المسرح من دون بناء مدرجاتٍ كالسابق.

ولم تغب الدبكة البعلبكية عن المشهد بقيادة الفنان خالد النابوش ابن المدينة الذي قدم لوحةً فنية، حاكى فيها تراث المدينة، ممزوجةً بحداثة الفن، حيث تنقلت أرجل الدبيكة على خشبة المسرح بخطوات دبكات "العرجة" و"العسكرية" لمدة عشرين دقيقة.

هذا ويضم برنامج المهرجان إلى جانب حفلة الأمس، حفلةً لفرقة "أدونيس" في العاشر من تموز التي تستهوي الشباب بموسيقى البوب - روك، ويقام في الحادي عشر من الشهر نفسه أمسية لموسيقى الجاز والفلامنكو يحييها عازف الغيتار خوسيه كيفيدو، على أن يختتم المهرجان حفلاته في السابع عشر من الجاري بحفلٍ خصص لثلاثين فناناً يمزجون فيه الفنون الشرقية والشعبية والموسيقى الكلاسيكية والحديثة.

المصدر : نداء الوطن