السفيرة الفرنسية تكشف عن لقاءين مع سفير إيران في بيروت ووزير الإعلام يتحدث عن اجتماع قريب بين فرنجية وباسيل! غابت السجالات بين عون وميقاتي واستمر الصمت الرسمي حيال تصريحات نصرالله النارية ومصادر تطالبهما بموقف يحدد مرجعية ترسيم الحدود

16/07/2022 06:40AM

كتبت صحيفة "الانباء الكويتية":

غابت السجالات اليومية المتبادلة بين مكاتب إعلام الرئاستين الأولى والثالثة أمس، مع تعاظم الاستياء العام من تشاغل الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي عن الأساسيات المعيشية للمواطنين والسيادية للوطن، بجدليات دستورية، مبتدعة حول صلاحيات ودور كل منهما في تشكيل حكومة فات أوان تشكيلها، كما يبدو.

وستتوضح صورة العلاقة بين الرئاستين عقب عودة الرئيس المكلف ميقاتي من لندن يوم الاثنين بعدما أمضى عطلة أضحى مضاعفة مع العائلة في عاصمة الضباب، علما أن البيانات الأخيرة المتبادلة عكست رغبة الرجلين بإبقاء أبواب التلاقي مفتوحة بينهما.

ومع ذلك، يبقى الأمل ضعيفا بتشكيل حكومة قبل مهلة الشهرين المتبقية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يجعل من تشكيل الحكومة لزوم ما لا يلزم.

وواضح من إصرار الرئيس عون على المشاركة التامة في تشكيل الحكومة، بما يتجاوز النص الدستوري رغبة في إعادة توزير صهره جبران باسيل كي يكون بمنزلة الكابح لتوجهات رئيس حكومة تصريف الأعمال في حالة الفراغ الرئاسي، حماية للإرث العوني في مؤسسات الدولة، بينما تتسع مبررات إصرار الرئيس ميقاتي على تعويم حكومته المستقيلة، مع بعض التعديلات في توزيع الوزارات، وعلى رأسها وزارة الطاقة، لتشمل مسائل واعتبارات جوهرية، يمكن تظهيرها من خلال سلسلة تساؤلات صريحة، منها: كيف يكون على رئيس مكلف أن يتقبل في حكومته رئيس كتلة نيابية لم يسمه لرئاسة الحكومة خلال المشاورات النيابية الملزمة؟ كما أن تشكيل الحكومة، يعني مشاركة حزب الله مجددا، ما يعكر مزاج البعض في المحيط، والذي ينتظر لحظة خروج الحزب من التركيبة الحكومية، في حين جرى التسليم بمشاركته في حكومة تصريف الأعمال الحاضرة، كأمر واقع مطلوب التخلص منه، وليس تجديده.

وثمة نقطة متفجرة أخرى، في حال تشكيل حكومة جديدة، تتمثل بالبيان الوزاري، حيث سيواجه الرئيس المكلف عقدة ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» التي يتمسك بها حزب الله، بينما يعتبرها السياديون والتغييريون مؤشر هيمنة إيران على لبنان من خلال ذراعه العسكرية حزب الله، وحيال كل ما تقدم، تقول المصادر المتابعة، إن ميقاتي لن يكون في وارد تشكيل حكومة في الفترة الزمنية المتبقية من عمر الولاية الرئاسية.

وفيما يذهب البعض إلى ربط السجالات المتبادلة عبر المكتبين الإعلاميين للرئيسين عون وميقاتي بالرغبة في إشغال اللبنانيين عن العجز الرسمي في حل عقدة الحكومة، أضافت المصادر المتابعة إلى هذا المعطى، الرغبة في الانشغال، والتشاغل عن المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويبدو أن المطلوب من الرئيسين عون وميقاتي قولهما كلمة حول الخطاب الأخير لنصرالله، والذي تضمن تلويحه بالحرب على خلفية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

والراهن أن اكثر من جهة أخذت على الرئاسة كما على الحكومة الصمت حيال كلام نصرالله، الذي تحدث فيه عن المسيرات وعن معادلة ما بعد كاريش، بما انطوى عليه من تغييب لدور وسلطة الدولة اللبنانية، مكرسا معادلة «الأمر لي» التي يقولها ابرز الجند، عندما يسقط قائدهم صريعا. مع العلم أن رئيس الجمهورية ما زال موجودا وكذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهذا ما سمح لفرقاء المعارضة الاستنتاج بأن ورقة ترسيم الحدود البحرية أصبحت خارج إرادة الدولة.

على ان للتيار الحر تفسيرا آخر لخطاب نصرالله، حيث نقلت إذاعة «لبنان الحر»، عن مصادر رفيعة في التيار الحر، ان خطاب نصرالله يمكن ان يساعد في التوصل إلى حل لملف الترسيم، إذ إن المطروح على الإسرائيليين أمام شعبهم هو استخراج النفط والغاز وتفادي مشكلة في المنطقة، مؤكدة أنها مع العمل لحل ديبلوماسي ولسنا هواة حرب، وهناك اليوم فرصة حقيقية لإقفال هذا الملف خشية ان يهدرها الإسرائيليون.

ونقلت الإذاعة عينها عن مصدر ديبلوماسي أوروبي حديثه عن الأسباب الكامنة وراء صمت الرئيس عون، وكأنه أودع صلاحياته في عهدة نصرالله، ليتصرف بالنيابة عنه في مفاوضات ترسيم الحدود بالتلازم مع تصرفات النائب جبران باسيل، الذي يحصر اهتمامه بمناكفة رئيس حكومة تصريف الأعمال.

في سياق متصل، كشفت السفيرة الفرنسية آن غريو عن لقاء حصل بينها وبين سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزينا، وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسفارة الإيرانية في بيروت ان لقاءين حصلا بالفعل، الأول تمثل بزيارة غريو بدعوة من فيروزينا للسفارة الإيرانية، في حين أتى اللقاء الآخر في السفارة الفرنسية ردا للزيارة الأولى.

وكانت غريو قالت أنها خلال سنتين من وجودها في لبنان التقت السفير الإيراني مرتين بناء على طلبه، وان هذا أمر طبيعي بين الدول، كما أن هناك مسائل عدة تخص العلاقة بين فرنسا وإيران حول الملف النووي.

على الصعيد الرئاسي، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ان «هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع بعضهما البعض، وأنا أرى ان اللقاء بينهما صار طبيعيا وممكن ان يكون قريبا».

وفي حديث له عبر قناة «الجديد»، أشار المكاري إلى ان «فريق الوزير سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر هم حلفاء في السياسة والخلاف بينهما أخذ حقه ومصلحة البلد تقتضي ان يكونا معا».

ولفت إلى انه «ان حصل اتفاق بين سليمان فرنجية وجبران باسيل لن يكون اتفاق محاصصة كما كان اتفاق معراب».


المصدر : الانباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa