21/07/2022 06:36AM
جاء في "الجمهورية":
يتلخص لبنان بصورتين؛ يتبدّى في الأولى كابوس الأزمة وأعبائها المأساوية على اللبنانيين في كل مفاصل حياتهم، وامّا الصّورة الثانية فهي الأكثر فضائحية على وجه الكرة الأرضية، تعكس إدارة سياسية لشؤون البلد وأهله، هي الأسوأ في تاريخ لبنان، والأبعد عن تطلعات وطموحات شعبه. واستحق القيّمون عليها والمتحكّمون بالسلطة والقرار، عن جدارة، لعنة الناس.. كلّ الناس.
الواقع اللبناني صار في أعلى درجات ارتجاجه وتمزّقه، إلى حدّ لا تنفع معه أي ماكياجات او محاولات ترقيع الفسوخ التي ضربت هيكله. وفي مقابل هذا الواقع المرير يتموضع إفلاس وسقوط تام لطبقة الحكّام في انعدام مسؤوليتها الوطنية، وفي اجتماعها على البلد وليس لأجله، وفي نسفها المتعمّد للاستحقاقات والخطوات والاجراءات البديهية، لا بل الأكثر من واجبة وملحّة، التي يمكن ان تبني لبلدٍ يطرق باب الانهيار الكامل كل لحظة، جسر عبور إلى برّ الأمان، وفي تركه رهينة لأهوائها ومعلقًا على حبل حساباتها السياسية والحزبية الضيّقة.
المناخ السائد في هذه المرحلة لا يوحي بأنّ هناك من يكترث لمصير وطن وشعب، بل إمعان في التخريب وإعدام الأمل باستعادة هذا البلد من جحيم الأزمة، وإحياء دولة فقدت أعز ما تملك؛ هريان ضارب في كل مفاصلها وإداراتها وقطاعاتها ومؤسساتها وبناها الفوقية والتحتية، لا هيبة، لا قانون، دولة مستباحة لفلتان الزعران، وشعبها رهائن للصوص من كل الأنواع، وثبت بالدليل القاطع أنّ أكثر اللصوص احترافاً وإجراماً هم لصوص المصارف بسرقتهم لمدخرات اللبنانيين وابتلاعها، من دون حسيب او رقيب، وتحويلهم المودعين إلى متسولين لحقوقهم.
أمام هذا السقوط يجب ان نتوقع كل شيء. وأمام فقدان الدولة لهيبتها، يجب ان نتوقّع استفحالًا للفلتان في كل المجالات. وأمام الشغور القائم في مركز القرار - وإن كانت تحتله كائنات بشريّة خاملة ومتراخية وفاقدة للحدّ الأدنى من المسؤولية - تصبح كل موبقة مباحة. وأمام غياب الحسيب والرقيب والراعي المسؤول عن رعيته، تصبح الأمرة لشريعة العصابات وقطّاع الطرق وناهبي الأرزاق.
مخاوف
وإذا كان المناخ العام قد صنّف الفترة الفاصلة عن انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون كمرحلة انتقالية، من عهد رئاسي راحل، إلى عهد جديد آتٍ، الّا انّها في وضع مهترئ كالذي يعيشه لبنان، يُخشى مع إهمالها وتضييعها من ان يتأسس على عدم استغلالها بخطوات علاحية ما، المزيد من المصاعب والتعقيدات. وهو ما حذّر منه الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان في لقاءاته التي أجراها على غير مستوى سياسي واقتصادي ونقابي في بيروت. وذلك بالتوازي مع انسداد الأفق الحكومي وتعطّل إمكانية تأليف حكومة في المدى المنظور، حيث بات المناخ العام يشي لهذه الناحية، أنّ تأليف الحكومة في هذا الجو المسدود، قد رُحّل إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الذي يُفترض ان تبدأ ولايته اعتبارًا من 1 تشرين الثاني المقبل.
المصدر : الجمهورية
شارك هذا الخبر
حيدر يقترح رفع الحد الأدنى للأجور إلى 28 مليون ليرة: خطوة أولى في خطة متدرجة
لجنة الأشغال تفتح ملف سد المسيلحة عطية: نموذج عن مشاريع عدة تمت دون دراسات معمقة
3 جرحى في حادث سير على أوتوستراد صيدا - صور
كنعان: لا ثقة من دون إصلاح ويجب معالجة موضوع الودائع
في حلب: هجوم مسلح ينهي حياة ٣ أشخاص
السفير السعودي يلتقي عبدالله والتنسيق الأمني حاضر
الكرادلة والقداس الأخير قبل انعقاد المجمع المغلق
باكستان تكلف جيشها بالرد على الهجمات الهندية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa