لبيد في "أول اختبار أمني".. حسابات المكسب والخسارة بعد عملية غزة

07/08/2022 07:56PM

يواجه رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لبيد، "أول اختبار" له في قطاع غزة، منذ توليه منصبه قبل خمسة أسابيع فقط.

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحليل، الأحد، عن المكاسب والخسائر التي يمكن أن يجنيها لبيد وحكومته خلال عملية "بزوغ الفجر" في القطاع ضد حركة "الجهاد الإسلامي"، حيث أسفرت المواجهة حتى الآن عن مقتل أكثر من 30 شخصا، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وتقول الصحيفة إنه "لا يتم اختبار قيادة لبيد فقط الآن في غزة، ولكن الرؤية الكاملة لـ"حكومة التغيير" الإسرائيلية خلال العام الماضي".

ومنذ بدء عمليتها في قطاع غزة، الجمعة، تؤكد إسرائيل أنها تستهدف مواقع تابعة لحركة "الجهاد" التي قتل عدد من مقاتليها وقادتها، بحسب الجيش الإسرائيلي. 

وردا على الغارات على القطاع، تطلق الحركة صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، اعترض الدفاع الجوي الإسرائيلي معظمها.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن لبيد، بعد يومين، من بدء العملية، أصبح في الوضع المعروف في الجيش الإسرائيلي باسم tzalash أو tarash، ويعني إما أن تحصل لقب الشجاعة، أو تنخفض رتبتك إلى أدنى رتبة. ولا يوجد شيء بينهما.

وتشير إلى أنه بعد خمسة أسابيع بالضبط من توليه منصبه، يواجه لبيد "أزمته الأمنية الأولى"، التي ستكون إما دفعة مثالية لمصداقية قائد ليس لديه سجل عسكري حقيقي أو خبرة في المناصب الأمنية العليا، أو أنه سيكون مسؤولا مدنيا أبديا يجب أن يترك هذه الأمور للمهنيين الحقيقيين.

المكاسب المحتملة

ويقول التحليل إن الضربة الاستباقية ضد "الجهاد الإسلامي"، قبل أن تتمكن من تنفيذ خططها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، جاءت في "توقيت مناسب".

وحتى الآن، لم تتسع دائرة العنف إلى ما وراء جبهة قطاع غزة، ولم تنضم إليها الحركة الفلسطينية الأكثر تسليحا "حماس".

وإذا بقي الحال كذلك، ولم تنضم "حماس"  ولم تمتد الأعمال العدائية إلى القدس والضفة الغربية والبلدات والأحياء العربية الإسرائيلية داخل إسرائيل، وانتهت هذه الجولة من الحرب في غضون أيام قليلة دون التعرض لأهداف مدنية هامة أو وقوع عدد كبير من الضحايا في غزة أو إسرائيل، "سيكون ذلك إنجازا للبيد".

وبعبارة أخرى، تحتاج العملية إلى أن تنتهي بطريقة مماثلة لعملية "الحزام الأسود" في نوفمبر 2019، التي استمرت ثلاثة أيام بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي"، ولم يقتل خلالها أي إسرائيلي.

حسابات الخسائر

لكن الأمور يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة، فمع توجه الحجاج اليهود إلى "جبل الهيكل"، الأحد ، يمكن أن تحدث اشتباكات مع الفلسطينيين حول المسجد الأقصى، مما سيكون نقطة اشتعال للموقف.

وفي أي لحظة، يمكن أن تؤدي غارة جوية للجيش الإسرائيلي إلى وقوع إصابات كبيرة أو يمكن أن تطلق الحركة صاروخا يصيب منزلا مليئا بالمدنيين الإسرائيليين، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد أوسع بكثير.

وفي حال حدث ذلك، سيتم اتهام لبيد ليس فقط بإساءة التعامل مع الموقف، ولكن بالتصرف "بتهور" على أمل إثبات أنه ليس قائدا عديم الخبرة.

وقيادة لبيد ليست فقط التي يتم اختبارها الآن في غزة، وإنما أيضا الاستراتيجية الكاملة التي اتبعتها حكومة الائتلاف، التي تمثلت في محاولة تقليل الصراع العسكري بدلا من إعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق السياسية، وذلك من خلال تحسين مستوياتهم المعيشية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومساعدة الاقتصاد الفلسطيني على النمو.

وتشير "هآرتس" إلى أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت مجموعة من الإجراءات، مثل منح تصاريح عمل لسكان غزة في إطار تخفيف "الحصار"، بهدف الضغط على حماس لعدم تصعيد الأمور وتعريض معيشة سكان غزة للخطر.

وفي حال حدثت جولة جديدة من الصراع، سيكون ذلك دليلا على أن فكرة "تقليص الصراع لم تنجح"، لكن إذا لم تمتد دائرة العنف، فإن داعمي الفكرة سيتمكنون من القول إن "إسرائيل تحارب إيران" من خلال وكيلتها في غزة حركة "الجهاد".

ويقول التقرير إنه إذا انتهى العنف في غضون يومين، فسيكون لبيد قادرا على الادعاء بأن السياسة التي قادها مع سلفه، نفتالي بينيت، كانت أكثر فعالية من تلك التي اتبعها رئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتانياهو.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa