العراق... إحياء ذكرى عاشوراء وسط انقسام سياسي

09/08/2022 02:02PM

يحيي المسلمون الشيعة في العراق، الثلاثاء، يوم العاشر من محرم مع توافد مئات الآلاف الزوار من داخل البلاد وخارجها إلى مدينة كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين حفيد النبي محمد، والتي تحمل زيارتها رمزية كبرى في هذه الذكرى.

ووسط أزمة سياسية تستمر منذ 10 أشهر بين مكونات البيت الشيعي في العراق، تجمع أنصار الزعيم الشيعي البارز، مقتدى الصدر، في العاصمة بغداد لإحياء ذكرى عاشوراء، حيث رفعوا صور الصدر.

في محيط مرقدي الإمام الحسين والعباس في المدينة الواقعة في وسط العراق، تجمّع مئات الآلاف على السجادات الحمراء المحيطة في المبنى ذي القبب الذهبية منذ ليلة الاثنين، من رجال ونساء وأطفال. 

جلس بعض الزوار المتشحين بالسواد، صباح الثلاثاء، على الأرض في داخل مرقد الإمام الحسين، وسالت دموعهم تأثراً بصوت القصائد الندبية المغنّاة التي تشيد بالحسين وتستذكر واقعة مقتله، فيما افترش آخرون الأرض في الخارج تحت الشمس الحارقة، وضرب آخرون على صدورهم تعبيراً عن الحزن، كما شاهد مصور في فرانس برس.   

وامتلأت شوارع كربلاء كذلك بالمواكب الخدمية التي تقدّم الطعام والماء للزوار.

ويحيي الشيعة في مختلف أنحاء العالم ذكرى مقتل الإمام الحسين في العاشر من شهر محرّم العام 680 على يد جنود الخليفة الأموي يزيد خلال معركة في كربلاء، منذ قرون بمواكب وشعائر تجري في بلدان عدة، لكن لها رمزية كبرى في كربلاء.

وغالبا ما تغذي طقوس عاشوراء التوترات الطائفية في دول كالعراق ولبنان وباكستان، حيث تتواجد كلتا الطائفتين الإسلاميتين الرئيسيتين.

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وجه "كافة الوزارات والمؤسسات الاتحادية بتقديم كل الدعم والإسناد لمحافظة كربلاء ورصد كافة الامكانيات في سبيل تقديم الخدمات الى زوار عاشوراء في كربلاء المقدسة"، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).

في الأثناء، أعلنت الأجهزة الأمنية عن "تعزيز التواجد في المحافظة والطرق المؤدية لها، حيث أسهمت التشكيلات الأمنية المختلفة في فرض عملية تأمين مراسم الزيارة وفرض أطواق حماية"، وفق بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني نقلته وكالة الأنباء العراقية. 

إلى ذلك، أعلنت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية، الثلاثاء، عن تجهيز ستة مستشفيات لخدمة الزائرين وتوزيع ألف طبيب وممرض في الميدان داخل العتبتين المقدستين وفي محيطهما، وفقا للوكالة العراقية.

ويقول السيد يوسف كاظم العرداوي البالغ من العمر 50 عاماً والذي يعمل موظفاً في العتبة العباسية "البيت الشيعي منقسم"، مضيفا من كربلاء أن "ذلك أثر على الشارع من ناحية الاقتصاد والعمل ... لم نكن نتأمل ذلك من  السياسيين الشيعة".

وجاء حسين ثامر البالغ من العمر 25 عاماً من الناصرية في الجنوب للمشاركة في الزيارة. وقال الشاب إن "الظروف السياسية صعبة جداً، ونحن نتمنى أن نتعلم الدرس من الإمام الحسين الذي انتفض على الظلم وعلى السياسيين". 

ويضيف: "المفروض هذا الشعب كله ينتفض. نحن في عام 2022 وبدون كهرباء".

وأطلق التيار الصدري اعتصاماً منذ أواخر يوليو احتجاجاً على اسم مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء. وطالب مقتدى الصدر بعد ذلك بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، فيما اشترط خصومه لتنفيذ ذلك، عودة البرلمان العراقي للانعقاد ووقف الاعتصام. 

وفجر الثلاثاء، أحيا المئات من مناصري زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يوم العاشر من محرم في ساحة التحرير في العاصمة بغداد التي خلت شوارعها من المارة. 

وارتدى هؤلاء الأكفان البيضاء التي تلطخ بعضها بالدماء، بعدما قاموا  بالتطبير تعبيراً عن التأثر بمقتل الإمام الحسين، قبل العودة إلى موقع الاعتصام في محيط البرلمان العراقي، كما شاهد مصور في وكالة فرانس برس.   

وفي لبنان، فقد أغلقت المواكب مناطق شيعية بجميع أنحاء البلاد، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله.

وسار عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال المتشحين بالسواد في الشوارع، ملوحين بأعلام حزب الله الصفراء. وكان الرجال يضربون صدورهم وهم يهتفون "لبيك يا حسين". ويرى الشيعة أن الحسين وذريته هم الورثة الشرعيون للنبي محمد.

وفي البحرين الدولة الخليجية الصغيرة بالخليج العربي، يحي الشيعة ذكرى عاشوراء في شوارع العاصمة المنامة أيضا وسط دعم أمني رسمي.

وتمنح حكومة البحرين إجازة رسمية لجميع المواطنين خلال يومي التاسع والعاشر من محرم منذ سنوات طويلة.



المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa