محاور سلمان رشدي يروي آخر كلمات الكاتب قبل محاولة اغتياله بدقائق

15/08/2022 04:06PM

قبل لحظات من تعرضه لمحاولة قتل، كان الروائي البريطاني الشهير، سلمان رشدي، قد وافق أن يصبح سفيرا متجولًا للكتاب المعرضين للأخطار، معلنا أنه مستعد للسفر عبر أرجاء أميركا لتشجيع سلطاتها المحلية على توفير اللجوء والحماية للمبدعين من كافة أنحاء العالم، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان".

ولكن المفارقة المريرة، أنه وفي غضون دقائق قليلة من موافقة رشدي على ذلك التعهد، تعرض للطعن 10 مرات على خشبة المسرح، وفقا لتعبير، رالف هنري ريس، المؤسس المشارك لـ"مشروع بيتسبرغ" الذي يوفر ملاذًا للكتاب المنفيين.

وفي أول مقابلة صحيفة له منذ تعرضه هو الآخر للإصابة في نفس الحادث، قال ريس إنه كان يناقش فكرة توسيع البرنامج مع رشدي قبل الصعود الأخير إلى منصة الخطابة في معهد معهد تشوتاكوا يوم الجمعة الماضي.

وروى ريس لصحيفة الغارديان: "كنت قد طلبت من سلمان أن يكون مستعدًا للسفر للترويج لفكرة مدن اللجوء وتنميتها في الولايات المتحدة"..

وقال ريس إن رشدي، البالغ من العمر 75 عامًا، قد "كان متفائلاً للغاية كما هو عادته"، مشيرا إلى أنهما كانا يتطلعان إلى إكمال نقاشهما بشأن أهمية منح اللجوء للكتاب المعرضين للخطر.

وتابع: "أراد رشدي في أن خطابه أن يتحدث عن "الترحيب بالكتاب بالمنفى في المجتمعات ومدى إيجابية ذلك للجميع".

وتابع: "رشدي  عاش  تلك الأخطار بالفعل، واعتاد أن يتحدث بشجاعة لسنوات عديدة، وكان على وشك الكلام عن تجاربه وقيمة حماية المؤلفين"، عندما جرت محاولة الاغتيال، مضيفا: "والآن لدينا هذا التجسيد غير العادي للأخطار التي يتعرض لها المبدعين، وقد أدى ذلك إلى حدوث صدى كبير بشأن أسباب حاجتنا للدفاع بحزم عن القيم والمبادئ".

ورفض ريس الحديث عما رآه أو سمعه خلال محاولة اغتيال رشدي، قائلاً إنه قد يضطر إلى الإدلاء بشهادته في الإجراءات القانونية المستقبلية. 

لكنه وصف "الوضع السريالي" عندما وقعت الحادثة، قائلا: "في البداية اعتقدت أن ذلك المعتدي كان يؤدي أسوأ نكتة في العالم وأن ما حدث ليس شيئًا حقيقيًا". 

وكان ريس  قد أصيب بجروح في الوجه تطلبت العلاج في المستشفى، موضحا أن آلامه "ذات مغزى كافٍ، لكن لا تعادل ما عاناه سلمان رشدي".

ولمدة 48 ساعة، لم يكن لدى ريس أي فكرة عما إذا كان مؤلف رواية "أطفال منتصف الليل" سوف يعيش أو سيموت، إلى أن استيقظ صباح الأحد على بيان من نجل سلمان، ظفر رشدي، قال فيه إنه على الرغم من أن الكاتب لا يزال في حالة حرجة في المستشفى في بنسلفانيا، فقد جرى إزالة جهاز التنفس الصناعي عنه وتمكن من نطق بضع كلمات".

وقال ظفر رشدي: "إن روح الدعابة التي يتحلى بها والدي ما زالت على حالها".

وضحك ريس بحرارة عندما قرأ هذه الكلمات، قائلاً: "إنه لمن دواعي سروري أن سلمان يتعافى، فهو يمثل "الدعابة المتحدية، متابعا: "لا يمكنك أن تحمل العيش مع مثل تلك التهديدات لأعوام طويلة إذا لم تكن لديك روح الدعابة الجريئة".

وفي عام 1997، بينما كان رشدي تحت الحماية المكثفة من قبل  الحكوةالبريطانية، ألقى خطابًا في جامعة بيتسبرغ بدعوة من الكاتب الإنكليزي كريستوفر هيتشنز، الذي كان عضوًا في هيئة التدريس في ذلك الوقت.

وقد حضر ريس وسمع رشدي يتحدث عن الأهمية الحاسمة لتقديم المساعدة للكتاب المعرضين للخطر، مؤكدا أن ذلك الخطاب قد ألهمه فكرة برنامج "مدن اللجوء".

ويدعم البرنامج حاليًا خمسة كتاب منفيين ، حيث تم تحويل العديد من المنازل المهجورة في بيتسبرغ إلى ملاجئ.

و يأمل ريس أن تكون حادثة سلمان رشدي بمثابة دعوة لاستيقاظ الوعي لدى للناس في أميركا وخارجها، وأن يتم توفير حماية إضافية على المدى القصير لرشدي "على أقل تقدير حتى يفهموا ما يجري هنا، وحتى يتمكن من التعبير عن رغباته الخاصة".

وعلى المدى الطويل، يأمل أن يستمر الكتاب في جميع أنحاء العالم في اتباع "روح الجرأة والحقيقة لرشدي"، موجها كلامه للكتاب والمثقفين: "عليكم أن تستعيدوا طاقتكم... وقبول تحدي ألا تخذلوا أنفسكم.. في نهاية المطاف يجب أن يلهمنا (حادثة محاولة القتل) ذلك جميعًا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa