"لندن تقول مرحبا".. تبرعات للجيش الأوكراني مقابل كتابة رسائل على الصواريخ والقذائف

18/08/2022 04:32PM

لجأ متطوعون أوكرانيون إلى وسيلة جديدة لجمع التبرعات المالية بهدف دعم الجهود الحربية ضد الغزو الروسي المستمر منذ 24 فبراير الماضي.

وأصبح ظهور الشعارات والرموز المزخرفة والعبارات التشجيعية على الأسلحة الأميركية أسلوبا متزايدا ومربحا لجمع التبرعات للأوكرانيين في الحرب، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة الأميركية إن المواقع الإلكترونية الأوكرانية المتخصصة بالتمويل الجماعي جمعت عشرات الآلاف من الدولارات لدعم الجهود الأوكرانية في الحرب.

وتوفر هذه المواقع الإلكترونية الفرصة للناس العاديين بالتبرع لصالح الحرب من خلال كتابة شعارات ورسم رموز على الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا قبل إطلاق تجاه العدو.

ومن ضمن العبارات التي كتبت على الأسلحة "المجد لأوكرانيا". وفي موقع منفصل، حمل جندي أوكراني قذيفة كتب عليها "مرحبا من تكساس" في مدفع متوسط المدى.

وبدأت مجموعة التمويل الجماعي الأبرز "Sign My Rocket"، ببيع الرسائل على قذائف هاون من عيار 82 ملم سوفيتية الصنع مقابل 30 دولارا لكل منها. 

ومع استمرار الحرب، أدرك المؤسس المشارك للمجموعة، أنطون سوكولينكو، أنه إذا باعوا رسائل على أسلحة أكثر قوة، فإن المتبرعين من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا وسويسرا وأماكن أخرى سيدفعون أكثر.

وقال سوكولينكو: "حصلنا على قذائف أكبر. 95 بالمئة من الطلبات باللغة الإنكليزية ومعظمها من الولايات المتحدة". وتجاوزت مجموعة "Sign My Rocket" الآن قذائف الهاون وتبيع نقوشا على الألغام المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار المحملة بالقنابل والقنابل اليدوية "VOG-17" وصواريخ 220 ملم والمدفعية الثقيلة "2S7 Pion" وعشرات المتفجرات الأخرى، وفقا للصور ومقاطع الفيديو التي استعرضتها صحيفة "واشنطن بوست".  

ويقول سوكولينكو إن منظمته جمعت أكثر من 150 ألف دولار للجيش الأوكراني من خلال عشرات الرسائل التي أرسلها الداعمون مثل "من حلف شمال الأطلسي مع الحب" و"لندن تقول مرحبا" و"تذكر ألامو".

ومؤخرا، سمت المنظمة صاروخ بوك أرض-جو برسالة "ليس للاستخدام على الخطوط الجوية الماليزية" - في إشارة إلى إسقاط طائرة تجارية في عام 2014 من قبل انفصاليين موالين لروسيا مسلحين بنفس نظام الصواريخ، في كارثة أسفرت عن مقتل 298 شخص.

"دعابة قاسية"

لم تتم الموافقة على جهود جمع التبرعات رسميا من قبل الجيش الأوكراني. لكن منظمة سوكولينكو تعتمد على صلاته غير الرسمية بالوحدات العسكرية الأوكرانية في الميدان. 

وتذهب العائدات لشراء معدات للوحدات العسكرية الأوكرانية، بما في ذلك المركبات المموهة وقطع غيار السيارات.

بعد جمع تبرع، يكتب الجنود الأوكرانيون بنقش العبارة أو الرسمة المطلوب من المتبرع على الذخيرة والتقاط صورة أو فيديو لها قبل إطلاقها في وجه العدو.

قال كولين سميث، مدير شركة للتجارة الإلكترونية في دالاس، الذي خصص قذائف مدفعية للأصدقاء والأقارب في أعياد الميلاد واحتفالات الذكرى السنوية والترقية الوظيفية: "لقد تبرعت بالفعل بمبلغ 3000 دولار".

وقبل أسابيع، أطلق مواطن أوكراني يعمل في تكنولوجيا المعلومات، موقعا مماثلا لجمع التبرعات بهدف كتابة رسائل على الذخائر والأسلحة.

وناشد الموظف، نزار غوليك، الأجانب بدعم الجيش الأوكراني من خلال موقعه "RevengeFor"، خاصة أولئك الذين لديهم عداء تاريخي لروسيا.

وتقول "RevengeFor" إنها جمعت في غضون ثلاثة أسابيع فقط 52 ألف دولار من مجموعة مانحين من الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا وبولندا وهونغ كونغ وبلجيكا وجورجيا والتشيك والنرويج. 

وترسل المجموعة عائداتها إلى "Come Back Alive"، وهي جمعية خيرية أوكرانية زودت القوات بمركبات عسكرية وأدوات مراقبة.

يقول غوليك إنه يجري مفاوضات مع اتصالاته بشأن عرض جديد: تسمية حقوق ذخيرة لنظام صاروخ مدفعي أمريكي عالي الحركة "HIMARS"، وهو السلاح الذي يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في إبطاء التقدم العسكري الروسي بالشرق والجنوب.

وقال: "إنه التالي. نريد أن نجعل ذلك أكثر تكلفة: 10000 دولار أو أكثر". وتشتمل العديد من النقوش على عبارات نابية موجهة إلى بوتين أو القوات الروسية غير صالحة للطباعة.

وقال دبلوماسي أجنبي في كييف إن مشهد القوات الأوكرانية التي ترسم شعارات أكثر جرأة على الذخائر يذكر باللوحة الزيتية التي تعود إلى القرن التاسع عشر "رد القوزاق الزاباروجيين". 

في اللوحة، يتجمع قوزاق مما يُعرف الآن بأوكرانيا الحديثة حول طاولة يكتبون رسالة تتضمن إهانات مسيئة أكثر من أي وقت مضى للسلطان العثماني الذي سعى إلى ولائهم.

وقال المؤرخ الأوكراني والأستاذ بالجامعة الكاثوليكية الأوكرانية، ياروسلاف هريتساك، "إن تقليد المقاومة قوي". وأشار إلى أن "الفكاهة" و"البذاءات" لطالما ميزت رد أوكرانيا على الاحتلال الأجنبي.

وأضاف: "يمكن أن يكون نوعًا من الدعابة القاسية".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa