الصين تواجه أزمة طاقة بسبب موجة حر.. والطلب على الفحم ينتعش

27/08/2022 01:33PM

شهد الصين موجة حر هي الأسوأ منذ أكثر من 60 عاما بعد أن امتدت لما يزيد عن 70 يوما وانتشرت في مساحات شاسعة من البلاد.

وتسببت ظاهرة التغير المناخي في انقطاع التيار الكهربائي لا سيما في مقاطعة سيشوان جنوب غرب البلاد والتي يقطنها نحو 80 مليون نسمة، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.

على مدى أسابيع، تسببت أزمة الطاقة الناجمة عن موجة حر قياسية وما صاحبها من جفاف في إحداث فوضى في سيشوان، حيث أغلقت المصانع وأصبحت محطات قطارات الأنفاق مظلمة وخفت بريق ناطحات السحاب والمنازل، مما اضطر إلى فصل أجهزة تكييف الهواء وقتل الآلاف من الدواجن والأسماك في المزارع التي تضررت من انقطاع التيار الكهربائي.

في بلد يفتخر بالنمو الاقتصادي والاستقرار، جاء النقص الحاد في الطاقة بمثابة صدمة للسكان الذين اعتادوا في العقود الأخيرة على تحسين الظروف المعيشية والبنية التحتية.

بالنسبة للكثيرين، فإن انقطاع التيار الكهربائي الممتد يعيد إحياء ذكريات الماضي البعيد المتمثل في حقبة ماضية قبل صعود الصين الاقتصادي إيذانا ببدء عواصمها المتألقة وانتشال الملايين من براثن الفقر.

لكن تغير المناخ الآن يهدد بتعطيل هذا الشعور بالأمن والنمو الاقتصادي؛ لأن أي انقطاع كبير في إمدادات الطاقة يمكن أن يتسبب في خسائر ومعاناة هائلة.

وقال مستشار المناخ بمنظمة السلام الأخضر في بكين، لي شو، "ما يسمى بظواهر الطقس المتطرفة سيكون لها تأثير أكبر على حياتنا وإمدادات الكهرباء". 

وتابع: "وربما نحتاج جميعًا إلى إعادة النظر فيما إذا كانت هذه الأحداث المتطرفة ستصبح طبيعية جديدة".

وتشتهر سيشوان، الواقعة على طول الروافد العليا لنهر اليانغتسي – أطول وأكبر أنهار الصين - بمواردها المائية الغنية وتعتمد في الغالب على الطاقة الكهرومائية.

ووسط درجات الحرارة الحارقة، تجف الخزانات في جميع أنحاء سيشوان، مما يعطل محطات الطاقة الكهرومائية التي تمثل ما يقرب من 80 بالمئة من قدرة توليد الطاقة في المقاطعة.

وشهدت سيشوان هذا الشهر انخفاضا في قدرتها على توليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 50 بالمئة.

وفي الوقت ذاته، دفعت الموجة الحارة التي لا هوادة فيها الطلب على الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يقوم السكان والشركات بالاعتماد على مكيفات الهواء للحفاظ على البرودة.

وقال كبير المحللين بمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في هلسنكي، لوري ميليفيرتا، "كان الطلب على الكهرباء في الصين ثابتا بشكل لا يصدق في الماضي؛ لأن الكثير منه جاء من الصناعة وليس من المنازل أو الخدمات. ولكن مع شيوع تكييف الهواء أصبح الطلب أعلى". 

ولتخفيف أزمة الطاقة، تعمل سيشوان بإطلاق محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، مما أثار مخاوف بين دعاة حماية البيئة بشأن الزيادة المحتملة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في بلد يعتبر الأول عالميا من حيث انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتعمل شركة سيشوان غوانغان، وهي أكبر محطة لتوليد الطاقة بالفحم في المنطقة، بكامل طاقتها لمدة 21 يومًا متتاليًا. وقالت الشركة إنه من المتوقع أن يقفز توليد الكهرباء لشهر أغسطس 313 بالمئة عن العام السابق.

وضاعفت مجموعة سيشوان لصناعة الفحم - أكبر شركة تعدين للفحم - إنتاجها من الفحم الحراري بأكثر من الضعف منذ منتصف أغسطس. وفي الأسبوع الماضي، افتتحت سيشوان أول احتياطي وطني للفحم.

على الصعيد الوطني، ارتفع الاستهلاك اليومي للفحم في محطات الطاقة بنسبة 15 بالمئة خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.

في الأسبوع الماضي، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هان تشنغ، إن الحكومة ستكثف دعمها لمحطات الفحم لضمان استقرار إمدادات الطاقة.

ويقول الخبراء إن أزمة الطاقة في سيشوان هي مثال على أن نظام الطاقة في الصين أقل قوة بكثير مما يجب أن يكون لمواجهة التحديات المتزايدة من تغير المناخ.

ويخشى البعض الآخر من أن الأزمة ستتحول إلى بناء المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لتأمين إمدادات الطاقة، وتخاطر بتقويض تعهدات الصين بالوصول إلى ذروة الكربون بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060.

في حين أن القفزة في استهلاك الفحم من المرجح أن تكون حلا مؤقتا، يخشى المستشار، لي شو، أن أزمة الطاقة الكهرومائية يمكن أن تستخدم للضغط من أجل إنشاء المزيد من محطات الفحم.

وقال إن "هناك احتمال أن يصبح نقص الطاقة الناجم عن الظواهر الجوية الشديدة في المستقبل حافزًا جديدًا للصين للموافقة على المزيد من مشاريع (الطاقة التي تعمل بالفحم)".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa