احتجاجا على الحرب في أوكرانيا.. دول أوروبية تمحي آخر آثار الاتحاد السوفيتي

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى الإطاحة بآخر المعالم المتبقية للجيش السوفيتي، والتي بقيت في أوروبا بعد انهيار الاتحاد عام 1991.

وفي نهاية الحقبة الشيوعية، استعادت عدة دول مثل لاتفيا وليتوانيا وإستونيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وقامت بولندا وبعض جيرانها بالتخلص من الأنظمة الشيوعية المدعومة من موسكو.

وبدأت تلك الدول في إعادة تسمية الشوارع وإسقاط تماثيل لينين وشخصيات شيوعية أخرى. لكن بقيت العديد من النصب التذكارية للجيش الأحمر موجودة حتى الآن في المتاحف، وفقا لأسوشيتد برس.

وتلفت الوكالة إلى أنه بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تضاربت الآراء بشأن إزالة الآثار السوفيتية المتبقية في بعض الدول بأوروبا الشرقية، وهناك من يرحب بذلك، فيما يجادل آخرون بأنه من المهم الحفاظ عليهم كتاريخ أو تكريما للجيش الذي قاتل ألمانيا النازية.

وفي ريغا، عاصمة لاتفيا، أطيح الأسبوع الماضي بنصب عمودي كان في حديقة لإحياء ذكرى استيلاء الجيش السوفيتي على تلك الدولة عام 1944، وانهار النصب وسط هتافات المشاهدين.

وقبل ذلك بأيام في إستونيا، أزالت رافعة نسخة طبق الأصل عن دبابة سوفيتية عليها النجمة الحمراء الشيوعية، ونقلت بشاحنة بعيدا إلى متحف - وهي واحدة من 400 دبابة معدة للإزالة. وفي بولندا وليتوانيا وتشيكيا، تهدمت آثار الجيش الأحمر منذ شهور، وهو "تطهير متأخر لما يعتبره كثيرون رموزا للقمع في الماضي".

وأعطت الحرب الروسية على أوكرانيا دفعة متجددة للإطاحة بآخر الآثار السوفيتية المتبقية في الدول التي استعادت سيادتها من موسكو منذ أكثر من ثلاثة عقود. وهذه الدول تنتمي الآن إلى الناتو والاتحاد الأوروبي وهي من أشد المؤيدين لأوكرانيا.

لكن النصب التذكارية للجنود السوفييت أو دورهم في هزيمة ألمانيا النازية بقيت في أماكن كثيرة، وقوبلت إما باللامبالاة أو الاحترام للجنود العاديين الذين ماتوا في قتال نظام أدولف هتلر الوحشي.

ومع ذلك، أثارت الحرب في أوكرانيا ذكريات عن كيفية قيام بعض هؤلاء الجنود باغتصاب النساء المحليات وارتكابهم جرائم حرب أخرى، وفقا لأسوشيتد برس.

وفي ليتوانيا، تمت إزالة عدد من النصب التذكارية السوفيتية منذ الربيع، "بسبب احتجاج ضئيل على ذلك" . لكن في لاتفيا وإستونيا، اللتين توجد بهما أقليات روسية كبيرة، "أثارت عمليات الإزالة مشاعر أكبر، حيث اعتبر الروس المحليون - والحكومة الروسية - أنها جريمة ضد أبطالهم في الحرب".

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، بيانا مطولا نددت فيه بهدم الآثار السوفيتية في دول البلطيق ووصفتها بأنها "بربرية" وهددت لاتفيا وليتوانيا وإستونيا بإجراءات انتقامية.