15/09/2022 06:51AM
كتبت صحيفة "الراي الكويتية":
تزداد المؤشراتُ في لبنان إلى أن الانهيارَ الشاملَ بدأ يخرج بالكامل «عن السيطرة»، وسط انفلاشِ الاضطراباتِ ذات الصلة بالاختناقاتِ المعيشية والتباطؤ المتعمّد في إنجاز السلطات المعنية الأرضيةَ البديهية لوقف مسار «السقوط الحر» المالي، وانسدادِ الأفق السياسي الذي من شأنه توفير «طريق مختصر» للخروج من «جهنم» الذي تقبع فيه البلاد منذ نحو 30 شهراً ويكاد أن يحوّلها... حطاماً.
وفيما كانت السلطةُ تَمْضي في المحاكاة السلحفاتية لواحدة من أعتى الأزمات وأكثرها «تَوَحُّشاً»، ويتعثّر البرلمان في أول يوم من ثلاثية إقرار موازنة 2022 الذي «طار» بسوء تقديرٍ للاعتراض المسيحي على بدء الجلسة التشريعية في الذكرى 40 لاغتيال الرئيس بشير الجميل، قفز الواقع المالي والمصرفي إلى صدارة المشهد اللبناني على وقع موجتيْن خطيرتيْن، الأولى تشي بـ «حركة تحريرٍ» أطلقها مودعون لاسترداد ودائعهم المحتجزة في البنوك «بالقوة»، والثانية بتفلُّتٍ من دون سقوف للدولار الذي سجّل أمس في السوق الموازية نحو 37500 ليرة وهو أدنى مستوى على الإطلاق للعملة الوطنية.
وإذ نُصبت الكاميرات في مقر البرلمان حيث كان مقرَّراً أن تبدأ مناقشاتُ موازنة 2022 التي عُلّقت إلى اليوم بسبب مقاطعة غالبية الكتل المسيحية ونواب آخَرين بعد عدم أَخْذ رئيس البرلمان نبيه بري برغبتهم بإرجاء جلسة أمس مراعاةً لذكرى اغتيال الجميل وقراره بعقد جلسة قبل الظهر ورفْعها عند الثالثة بعد الظهر، فإن الحدَث كان في مكان آخَر وسرعان ما سرق كل الأضواء من «ساحة النجمة» مُحْدِثاً ضوضاء تردّد دويّها على مختلف المستويات.
ففي محلة السوديكو، كانت المودعة سالي حافظ وبإسنادٍ من عدد من الناشطين من جمعية «صرخة المودعين» تقوم باقتحام فرع «بلوم بنك» بمسدسٍ، مطالبة بوديعتها لمعالجة شقيقتها المصابة بمرض عضال.
وبعد حال من الذعر في المصرف، حيث تم احتجاز موظفين وزبائن رهائن مع تهديدٍ بإشعال مادة البنزين التي كانت مع بعض الناشطين، تمكّنت الحافظ من تحرير جزء من وديعتها كناية عن مبلغ 12 ألف دولار فريش وألف دولار بالليرة، فيما كانت شقيقتها التي تُعاني سرطاناً في الرأس تنتظر مع أختها الثالثة أمام البنك وفي عينيْها ألم و... أمل.
ومع انتهاء «العملية» التي نُفّذت بمسدس «لعبة» كما قالت حافظ التي كانت نشرت عبر حسابها على «فايسبوك» صورة لشقيقتها المريضة واعدة بتأمين الأموال لها لمعالجتها، تضاربت المعلومات حول توقيفها من الأجهزة الأمنية، وسط معطيات عن أنها لاتزال طليقة ولم تغادر الأراضي اللبنانية، فيما أثار توقيف اثنين من الناشطين الذين كانوا في عداد مَن اقتحموا «بلوم»احتجاجاتٍ أمام ثكنة الحلو في بيروت وصولاً إلى تسجيل قطع طرق في عكار (الشمال) رفضاً للقبض على أحد أبنائها الناشط عبدالرحمن زكريا المعروف بـ «جون سينا» في هذه القضية.
ولم يكن جفّ خبر الاقتحام في «السوديكو» حتى أعلن بعد ساعات قليلة عن اقتحام مودع ثانٍ يُدعى رامي شرف الدين مع آخَرين أحد فروع بنك البحر المتوسط في عاليه، وسط عدم حسْم إذا كان حصل على جزء من وديعته قبل أن يسلّم نفسه إلى القوى الأمنية.
وفي حين اقتحم شرف الدين المصرف وهو يحمل بومب أكشن اتضح أنها كانت فارغة من الرصاص، اتهمت جمعيةُ المودعين المصارفَ بأنها «تتاجر بمنصة صيرفة على حساب جنى عمر المودعين»، كاشفة عن اجتماعات مع المصارف لحضّهم على تحرير أموال مرضى السرطان «لكن لم نلق تجاوباً»، وموضحة «لا ندعو إلى العنف أو اللجوء للسلاح بهدف تحصيل الحقوق، ولكننا لا نستطيع إيقاف المودع لاسيّما إذا كانت قضية«حياة أو موت»، معتبرة أن ما جرى في السوديكو وعاليه هو عيّنة من عشرات الاقتحامات التي قد تحصل يومياً».
وإذ نُقل عن جمعية مصارف لبنان أن«لا قرار حتى الآن بالتوجّه نحو الإقفال»، استعادت البلاد عمليات مشابهة عمد معها مودعون لمحاولة«أخذ حقّهم بأيديهم ممن سطوا على أموالنا»، وكان آخرهم قبل نحو شهر في فرع مصرف«فدرال بنك»في الحمراء حيث احتجز مودع الموظفين رهائن إلى أن أُفرج عن جزء من وديعته، في ظلّ مخاوف كبرى من أن تكرّ سبحة هذه الأحداث تحت وطأة تعاظُم الأزمة المعيشية وتلكؤ السلطات اللبنانية حتى اليوم عن إنجاز خطة التعافي المالي وإعادة هيكلة المصارف التي«حُبست»فيها ودائع تبخّرت غالبيتها بعدما«ابتلعتها»فجوة مالية تتجاوز 70 مليار دولار.
وجاءت هذه الوقائع الصاخبة لتشكل«جرس إنذار»برسم البرلمان وحكومة تصريف الأعمال قبيل بدء مناقشة مشروع الموازنة التي«تُجلَد»من مقلبيْن، سياسياً وشعبياً بوصْفها مجرّد«تجميع أرقام»و«موازنة تصحيحية لا إصلاحية»ومشوبة بتشوهاتٍ أبرزها:
أولاً فشلها في توحيد سعر الصرف الذي تعتمده.
وثانياً تضَمُّنها«قنابل موقوتة»مثل رفْع الدولار الجمركي (لنحو 12 ألف ليرة) الذي تعتبر الحكومة أنه شرّ لا بد منه لتوفير إيرادات للخزينة تسمح بتحسين أوضاع ورواتب موظفي القطاع العام الذين لوّحوا بالعودة للإضراب المفتوح في احتجاجاتٍ شهدها محيط البرلمان أمس باعتبار أن الموازنة لا تستجيب لمطالبهم بحلول مستدامة.
وما عزّز الاحتقان الشعبي، توَقُّع تسونامي تضخماً جديداً تتشابك فيه الزيادات على الدولار الجمركي مع الوثبات اليومية لسعر المحروقات التي تحرّرت بالكامل من أي دعم، ومع الزيادة المرتقبة على الضريبة على القيمة المضافة من 11 إلى 15 في المئة، كما تلحظها خطة التعافي المعدّلة التي أُنجزت قبل أيام.
ويأتي كل ذلك وسط تَحوّل البلاد«أرضاً سائبة»يتقاتل مقيمون فيها على أي شيء وكل شيء، و«يستقتل»آخرون لمغادرتها هرباً من جحيمٍ مفتوح إلى موت محتمل.
ففيما كانت بلدة مشغرة في البقاع الغربي، تشهد مواجهة دموية بين عائلتين نتيجة خلاف على ماعز ما أدى لسقوط ما لا يقلّ عن قتيلين و4 جرحى بعضهم في حال خطرة، باغت البحر مجدداً مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين كانوا انطلقوا يوم السبت من مخيم نهر البارد (قرب طرابلس) على مركب ضم نحو 80 شخصاً غالبيتهم من الفلسطينين والسوريين، في رحلة نحو ايطاليا سرعان ما قطعها تعطُّل القارب قرب جزيرة رودوس اليونانية وغرقه ليبتلع الأزرق الكبير 6 من الركاب هم امرأة و3 أطفال ورضيعان.
وذكر موقع«النهار»، أن المركب أرسل إشارات استغاثة فلبّى خفر السواحل اليوناني النداء ولكن بعدما ذاق الركاب الأمرّين«وقد أعاد خفر السواحل اليوناني بقوارب مطاطية المهاجرين الى قبالة المياه الاقليمية التركية»، وفق ما كشف أحد الركاب لشخص مقرّب اليه في المخيم.
وأعلن خفر السواحل التركي، عن«إنقاذ 73 مهاجراً كانوا على متن أربعة قوارب نجاة، بينما استمرّت عمليات البحث عن خمسة مفقودين بزورقين ومروحية»و«أن ستة أشخاص، من بينهم أطفال، لقوا حفتهم عندما غرق قارب يقل مهاجرين كان متجهاً إلى إيطاليا قبالة سواحل جنوب غربي تركيا».
المصدر : الراي الكويتية
شارك هذا الخبر
الحواط: إرحموا شعبنا...أنقذوا لبنان
سوريا: 4 مطارات سيطرت عليها الفصائل المسلحة..ما أهمية كل واحد منهم؟
الخطوط الجوية التركية تعلن استئناف رحلاتها إلى بيروت
تفجير ذخائر غير منفجرة في صور
نواب المعارضة في معراب اليوم
رغم التوترات السياسية في فرنسا..اليورو يرتفع
غارة على طريق مطار دمشق تستهدف عضوا في حزب الله
أضرار جسيمة في سنترال "أوجيرو" المريجة وجولة للقرم
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa