كلفة النقل المدرسي بالملايين: وداعًا لـ "الأوتوكار"

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

يتحضّر معظم الأهالي لبدء العام الدراسي وإضافة إلى الأقساط المرتفعة هذا العام وأسعار القرطاسية المرعبة، تظهر مشكلة النقل المدرسي الذي بات يشكّل "قسطًا فوق القسط".

فلا ينكر أحد أنّ كلفة النقل غير ثابتة بل هي متقلّبة يوميًا نظرًا لارتباطها بتقلّبات أسعار المحروقات وسعر صرف الدولار في السوق السوداء، بشكل دائم.

وبفعل ما وصلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة، صار الحل يكمن باللّجوء الى الدولرة التي تغزو مختلف القطاعات.

بعض الأهالي استغنوا عن خدمة النقل مفضّلين إيصال أولادهم يوميًا إلى المدارس على اعتبار أنّ الفكرة "أوفر"، أمّا البعض الآخر فلا يمكنه اعتماد هذا الحل بسبب خضوعه لدوام عمل ثابت وهو بالتالي يضطر للجوء إلى "الاوتوكار".

وإذا كان الوضع صعبًا على الأهالي، فهو بالمقابل غير سهل بالنسبة للسائقين العموميين الذين ينتظرون موسم المدارس للعمل.

إلا أنّ الأمور مختلفة هذا العام، لأن أصحاب النقل العام مربكون ولا تسعيرة محددة لخدمة النقل، و"كل يوم بيومه".

أبو مجد، سائق عمومي يتحدث عن الوضع الصعب لـ "السياسة"، ويقول: "نظرًا لارتفاع أسعار المحروقات يوميًّا، فالاتجاه إما لتسعيرة يومية أو للتسعير بالدولار"، مشيرًا إلى أنّ "التسعيرة تختلف من منطقة إلى أخرى".

وعن الأسعار الشهرية يقول: "إذا كانت المسافة تقريبًا من منطقة جبلية إلى المدينة فتكون الكلفة تقريبًا 50 دولارًا شهريًا، إن كان التسعير بالدولار أمّا إذا كان التسعير باللّيرة فبالطبع لا يقلّ عن مليوني ليرة شهريًا مع احتمال رفع الأسعار أكثر وسط تقلّبات أسعار المحروقات".

أمام هذا الواقع الصعب، خيارات جديدة يلجأ اليها الأهالي، فإما نقل الأولاد من مدرسة إلى أخرى أقرب إلى مكان السكن، أو مشاركة النقل بين المعارف والأصدقاء، بمعنى أنّ كل طالب ينقل معه طالبين أو ثلاثة وبالمداورة".

دفع الوضع الاقتصادي الصعب العديد من اللبنانيين إلى تغيير نمط حياتهم، حتى الاستغناء عن الأمور الاساسية، وعلى ما يبدو فإن عددًا كبيرًا من الطلاب سيذهب الى المدرسة سيرًا على الأقدام.. "وباي باي أوتوكار!"